الغوطة كأي منطقة في سورية، في خرائط بوتين وخامنئي والأسد، هي منطقة إبادة. الحرب على الغوطة الآن بعد سبع سنوات من عمر الثورة، هي عبارة عن استمرار منطق الإبادة للمجرمين الثلاثة. انها الحرب الالغائية. تحويل الغوطة إلى ارض محروقة. الغوطة التي ظللت دمشق بخضارها،واطعمت دمشق خضارها وفاكهتها منذ ان وجدت دمشق، كاقدم عاصمة في التاريخ. الآن هؤلاء المجرمين الثلاثة،يريدون تحويلها الى صحراء. حيث يريدون إبادة ما تبقى فيها من سكان، ما يقارب 400 الف مدني هم ما تبقى من سكانها بعد ست سنوات من الحصار. اهل الغوطة لا يريدون مغادرة ارضهم. فيجب ان نقتلهم، وان نجعل من الغوطة، منطقة غير قابلة للحياة. حيث يستخدم هؤلاء المجرمين الثلاثة، كل أنواع الأسلحة ماعدا النووي. انها حرب إبادة باعتراف الأمم المتحدة ودولها الفاعلة. ما يحدث في الغوطة من جريمة يعرفه صناع القرار والمهتمين في كل بقاع الأرض. لا يحتاجون لصور أطفالنا القتلى والمشوهين،التي تحفل بهم مواقع الميديا والسوشيال ميديا في كل العالم. ما يجري هو استمرار للجريمة الكاملة. هذه الجريمة لا تتم تحت سمع وبصر والأمم المتحدة والدول الفاعلة فيها،بل تتم باشرافها. هذه النقطة الأولى.
***
النقطة الثانية ان هذه العصابة الاسدية، لم تترك موبقة الاومارستها في سورية. هنا لسنا في مجال التحليل بل مجمل الوقائع منذ خمسة عقود اسدية، تعبر عن نفسها لاي مهتم دون عناء.
طيفت المجتمع، نهبته، قتلت منه الملايين، واعتقلت الملايين،ودمرت50%من المدن السورية.
هجر ونزح ما يفوق 12مليون انسان. أيضا بتوثيق الأمم المتحدة. مع ذلك ما كان لهذه العصابة التي سقطت منذ العام الأول للثورة السورية، ان تبقى لولا الروس والإيرانيين والغطاء الأمريكي. بحسبة بسيطة: لولا سلاح الطيران الروسي وصواريخ بوتين لما استطاعت هذه العصابة ان تستعيد منطقة واحدة حررها الجيش الحر في السنة الثانية من الثورة. حيث كانت 70% من سورية محررة من الاسدية. قبل ان تأتي داعش والقاعدة الى سورية. الدليل ببساطة ان أمريكا تحتل تقريبا اكثر من ربع مساحة سورية. هذه المساحة تعتبر هي مخزون سورية من النفط والغاز والقمح والقطن. فقط باقل من الفي عسكري امريكي معتمدة على قوات حزب العمال الكردستاني، الذي تركته وحده في عفرينيواجه التركي وحلفائه. 
الغوطة اذا كاي منطقة في سورية واجهت وتواجه، ثاني اقوى طيران في العالم. هذا يقودنا الى النقطة الثالثة.
***
هنالك منطقين يترافقان مع هذه الحملة، المنطقان يروج لهما سوريون للأسف:
المنطق الأول: ان المعارضة السورية قصرت في الاعلام،وانها لم تعرف العالم بما يجري في سورية. هذا محض هراء. ربما هنالك امراض لهذه المعارضة كثيرة، لكن هذه النقطة ليست منها. لان العالم اجمع وخاصة صناع القرار ومنظمات المجتمع المدني في هذه الدول تعرف ماذا يجري في سورية، ولديها من الوثائق ما يفوق الوصف، وما يفوق معلومات أصحاب هذا المنطق. 
المنطق الثاني: هو منطق ان بوتين وخامنئي والأسد لديهم استراتيجيات، وخبراء سياسة ومراكز بحوث. في العلم العسكري الطيران هو من يحقق التفوق. خاصة بمواجهة قوى لا تمتلك سوى أسلحة خفيفة ومتوسطة. ومحاصرة. الغوطة الان. ما هذه الاستراتيجية عندما يكون هنالك مئات الطائرات الحديثة، والمحملة باقوى الأسلحة، تغير على منطقة لا تتجاوز مساحتها المائة كلم2 . منذ أسبوعين تقريبا، والطيران فوق سماء الغوطة يرمي بحممه. والويةزينيب والفاطميون وبقية فصائل" الشيعية الأممية" على حد قول صديقي بكر صدقي، وجيش المهدي النمر الاسدي!! الذي صرح انه سيقاتل حتى ظهور المهدي المتنتظر. اتحدث عن عشرات الألوف المجوقلة. على ارض الغوطة تريد إبادة سكانها. ماذا في هذه الاستراتيجيات من عبقرية؟ في اثناء كتابتي لهذه المادة هذه الاستراتيجيات قذفت الغوطةبالكلور. لايوجد لدى اهل الغوطة لا سلاح طيران ولا صواريخ مضادة للطيران.
المنطقان مع المجرمين الثلاثة تحميهم أمريكا وفرنسا وبريطانيا والصين. انها ابدا لا تندرج أيضا ضمن ما يعرف بالقوى الذكية. بل تندرج في اطار الشعور بالتفوق العسكري فقط. انها شريعة الغاب التي لاتحتاج لمراكز بحوث. بل تحتاج لمجرم يحركها، وهذا بالضبط موقع بوتين. اما موقع بقية دول مجلس الامن وإسرائيل: متضامنين معكم، لكن الروسي والخامنئي والاسدي يقتلكم. هذا اسمه القتل الذكي. الذي أسس له أوباما بقفازات حريرية بيضاء!
***
بغض النظر عن تقييمنا لجيش الإسلام وفيلق الرحمن، لكن كان ولايزال باستطاعتهما جعل ربع دمشق منطقة غير قابلة للعيش كحد ادنى، لكنهم رغم كل هذا لم يفعلوها. مناسبة الحديث هذا، قضية بعض القذائف التي تطال المدنيين في جرمانا وباب توما. هي مدانة أيا يكن مطلقها، لكنها لا تعبر عن واقع الحال الحقيقي. هذه القذائف التي حتى اللحظة،لم يعرف مصدرها بالضبط. إضافة لذلك جيش الإسلام وفيلق الرحمن، هم أبناء الغوطة. وليسوا جلب ومرتزقة. كما هي الحال مع ميليشيات الأسد ومرتزقة الأممية الخامنئية. اهل الغوطة هم من يقرر وليس أحد آخر. واهل الغوطة قالوا كلمتهم: نموت ولن نرحل عن ارضنا وبيوتنا. 
***
نقطة أخيرة : سمعت البارحة تصريحا للسيد ميشيل كيلو يسخر من السوريين" انهم 23مليون ينقوا" وان" العالم كان يريد اسقاط الأسد لكنه لم يجد بديلا عنه". وان" الغوطة ساقطة عسكريا". عندما حييت جبهة النصرة كان العالم لديه بديلا للاسد؟ بالنسبة لي ينفع ان تكون بديلا للاسد!! عموما ساعتبرها حالة هذيان من معارض فاته الزمن. سواء كانت الغوطة ساقطة عسكريا ام لا ، اهل الغوطة هم من يقرر. لكن ميشيل كيلو آخر من يحق له الكلام عن أحوال السوريين، لانه من اكثر الشخصيات التي ساهمت في تكريس امراض المعارضة، وتاريخه يشهد. 
الغوطة هي سلسلة من عملية إعادة تأهيل الجريمة الكاملة التي تتم باشراف الأمم المتحدة، وبقيادة أمريكية واضحة.
أهلنا في الغوطة لا نملك سوى هذه الكلمات وقلبنا ينزف.