"لن تنتهي الحرب المذهبية في الشرق الأوسط ولن تخف نارها ، مالم يقتل قاسم سليماني – الإرهابي الإيراني العتيد- أويختفي " سارق الماعز" – كما يوصف داخل ايران بعد الحربالعراقية الإيرانية - من على سطح الأحداث في الشرقالأوسط.."، هذه الخلاصة التي خرجت بها صحيفة "نيويوركر" الأمريكية واسعة الانتشار عن تفاصيل وخبايا دوره في العراق وسوريا, وأوضحت أنه يقود الحرب في سوريا بنفسه، بما يعني إن دور هذا الرجل أکبر بکثير من الاعتقاد بأنه مجرد قائد عسکري بارز في الحرس الثوري الايراني، خصوصا وإن الحرس الثوري يمکن إعتباره دولة عميقة في داخل الدولة الدينية.

الحرس الثوري الايراني الذي يمتلك أکثر من 70 رصيفا بحريا لايخضع للقوانين الايراني حيث تستخدم للتهريب بصورة واسعة النطاق و تعود عوائده إليه، وهو الامر الذي أثر سلبا و الى أبعد حد على الاقتصاد الايراني حتى بات واحدا من أهم أسباب تدهور الاقتصاد و إصابته بحالة من الشلل وهنا لابد من التنويه بأن العديد من کبار المسٶولين الايرانيين وفي مقدمتهم الرئيس روحاني نفسه قد أشاروا ضمنا الى الدور السلبي لهذه الارصفة من جانب و الدور بالغ السلبية للحرس الثوري نفسه في التدخل بالقضايا الاقتصادية، بل وإن مشکلة الجفاف التي تهدد إيران برمتها هي بسبب السدود التي بناها الحرس الثوري بصورة عشوائية في مختلف أنحاء إيران من دون دراسة علمية دقيقة الى جانب إستخراجه للمياه الجوفية بصورة جنونية والتي لايمکن تعويضها بسهولة، کل هذا من أجل الحصول على الاموال لکي تستمر مغامرات الحرس الثوري عموما و قاسم سليماني خصوصا في المنطقة بشکل خاص و يضمن بقاء و إستمرار فتيل التدخل الايراني المشبوه فيها.

التورط الايراني في سوريا و الذي وضع المشروع الايراني في المنطقة على المحك، فكان سليماني الخيار الأول لخوض المعركة اليائسة حتى لو كان الثمن صراعا مذهبيا يلف المنطقة لسنوات، کما إعتبرت الصحيفة ذلك، ولاغرو من إن البحث و التدقيق في الأسباب و العوامل التي دفعت للصراع المذهبي في المنطقة فإن الخيوط تنتهي کلها في طهران حيث يمسك قاسم سليماني برٶوسها، وهذا ماقد أعطى لسليماني مکانة و منزلة خاصة جدا ليس لدى النظام فقط وانما نال حظوة فريدة من نوعها لدى المرشد الاعلى الذي أطلق عليه صفة"الشهيد الحي"، وهو مايجعل منه أحد مراکز القوة و النفوذ النوعية في داخل النظام ومن الصعب جدا على أي کان في طهران أن يقف بوجهه أو يوقفه عند حده، خصوصا وإنه صمام الامان في المحافظة على إستمرار و بقاء النفوذ الايراني في العراق، وحتى إن إجبار مقتدى الصدر على التحالف مع رجله القوي في العراق"هادي العامري"، قد جاء بعد حبکة و توليفة درامية غريبة من نوعها کانت أحد مشاهدها ذلك التفجير الرهيب في مدينة الصدر"مرکز إستقطاب المشاعر الوطنية العراقية الرافضة للنفوذ الايراني في العراق"، وماقد نقل عن تهديدات مماثلة للصدر بالقيام بتفجيرات أخرى في حال عدم موافقته على التحالف مع العامري بحسب مصادر مطلعة، رغم إنه لايجب إستبعاد أي شئ عن هذا الرجل.

صحيفة"نيويورکر"، کتبت أيضا بأن سليماني إکتسب"سمعة الشجاعة والحماسة، خاصة بعد قيامه بمهمات استطلاع خلف خطوط العدو العراقي. وكان يعود من عدد من المهمات حاملا معهعنزة يقوم جنوده بذبحها وشيها. وأصبح يعرف سليماني عبر أثيرالإذاعة الإيرانية بـ "سارق الماعز"."، لکنه اليوم يقوم بسرقة من نوع آخر مختلف تمام الاختلاف، إذ لايقوم بسرقة"ماعز"عراقي، وانما إرادة و موقف الشعب العراقي کما فعل في الترتيب للولاية الکارثية الثانية لنوري المالکي و التي قادت العراق الى مستنقع من الدماء و الفساد و ضياع و تمزق من الصعب جدا التخلص من آثاره و تداعياته بسهولة، وهاهو أيضا يقوم بسرقة الجهد الکبير الذي أنجزه الصدر برصه الصف العراقي بوجه النفوذ الايراني، ويبدو إن سارق الماعز العراقي المعروف بکراهيته الشديدة جدا لأهل السنة في العراق خصوصا و المنطقة عموما سيبقى أکبر سارق في التأريخ العراقي المعاصر طالما إستمر الغرب في سياسته"الحلبية"لبلدان المنطقة والاستفادة من سرقاته لکي يقوم هو الآخر بسرقات أکبر!