هذا العنوان انتشر على صفحات السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي، تضامنا مع الهجوم الوحشي للميليشيات الاسدية والإيرانية بغطاء جوي روسي على درعا وريفها الشرقي. هذا الهجوم الذي يعتبر خرقا واضحا لاتفاق خفض التصعيد، الذي تم سابقا برعاية روسية أمريكية اردنية. الغاية الواضحة منه حتى اللحظة، إعادة سيطرة الاسدية على الطريق الدولي ومعبر نصيب، بين الأردن وسورية. ولايزال القصف مستمرا بكل أنواع الأسلحة. مما أدى الى تهجير قرابة 100 الف مدني الآن يهيمون بالعراء. الأردن اغلق حدوده منذ لحظة بدء الهجوم. وجهت نداء لاهلنا في حوران ان ينزحوا باتجاه إسرائيل. لسببين: الأول- ان النظام يحاول منع نزوحهم الى محافظة السويداء، لانه يقوم بالتضييق وممارسة الاعتقالات للعائلات.

أين يذهب النازحون؟

أليست إسرائيل دولة جوار ويقع على عاتقها إنسانيا فتح حدودها للنازحين من الكارثة؟

السبب الثاني: ان إسرائيل تبنت دعم الهجوم الاسدي الإيراني الروسي على درعا. وربما لم تكن زيارة نتنياهو لعمان ومقابلته للملك الأردني، إلا من أجل ان يتخلى الأردن عن دوره حتى الإنساني. وهذا ما صرحت به الناطقة باسم الحكومة الاردنية جمانة غنيمات: ان الأردن لايستطيع استقبال مزيد من اللاجئين السوريين.. وستعمل الحكومة الأردنية مع بقية الأطراف من اجل ابقائهم في مخيمات داخل سورية". انه ضغط إسرائيلي واضح من اجل دعم خرق الاتفاق. ما يؤكد ذلك أيضا، ان إسرائيل استهدفت معظم المواقع الإيرانية وميليشياتها في سورية إلا مواقعها الأهم في محافظتي درعا والسويداء.

لماذا لا تكون هذه المخيمات على الحدود مع إسرائيل او داخل إسرائيل؟ هؤلاء النازحون والمقتلعون من بيوتهم وارضهم، في حالة استئصالية يشرف عليها المجتمع الدولي بزعامات المافيات الدولية الحاكمة. يحملون مأساتهم وقضيتهم إلى حدود إسرائيل، بدل من حملها لحدود الأردن.

*** "أني من درعا" تضامنا من السوريين، كحد ادنى بعدما افقدهم العالم إمكانيات تضامن أخرى، هذا من جهة ومن جهة أخرى يوضح ان السوريين لايزالون تواقين للتخلص من الاجرام الاسدي. حتى لو باركه العالم كله. إضافة الى ان اللوحة في درعا الان، أوضحت ان أمريكا وبقية الدول المتورطة في دم السوريين، هي من منعت شعبنا من الانتصار على الاسدية، وبناء حلمه في دولة الحرية والقانون. وأوضح كم وحجم الحضور الإسرائيلي الكثيف في دعم الاسدية وتاهيل جريمتها. اضطرت إسرائيل ان تعلن عن هذا الحضور الان في قتل شعبنا السوري عموما واهل درعا خصوصا. اتضحت اللوحة قتلة اسديين وايرانيين وجحافل إيرانية من" الأممية الشيعية" وثاني احدث طيران في العالم وهو الروسي، بغطاء امريكي إسرائيلي، واغلاق حدود اردني. هذا ما تواجهه درعا الان. أنها مكافأة إسرائيل لمافعلته الاسدية في سورية وفي القضية الفلسطينية على مدار خمسين عاما، ولما ستقدمه لإسرائيل لاحقا. ليس خوفا على امنها كما يدعي بعض المراقبين، بل هي باختصار شديد ثمن اسسته الخيانة الاسدية المطلقة لسورية وشعبها وحريتها. هذا ما حمله ويحمله نتنياهو للاردن ولمصر أيضا، درسا سوريا. السوريون الان امام الحقيقة الإسرائيلية في سورية تتكثف في درعا.

*** غالبية الفصائل في درعا التي تقاوم بشراسة، لم تتقاتل فيما بينها، لم تخرق اتفاقيات وقف التصعيد، لم تسمح لرايات غير رايات الثورة السورية ان ترتفع في حوران، مثال محاصرة داعش ببقعة صغيرة ورفض امريكي إسرائيلي اردني من انهاء هذه الجزيرة الداعشية الأقرب على حدود إسرائيل!! هذا ليس دفاعا عن الفصائل التي غدرت بها أمريكا الان. لكنه تقرير

واقعة. لم تفرض نمطا داعشيا او قاعديا على اهل درعا. انها خميرة الجيش الحر. غدرت بها أمريكا لانها راعية لاتفاق خفض التصعيد، ولان التحالف الاسدي بقيادة بوتين هو من خرق الاتفاق، على قاعدة التنسيق مع نتنياهو. هل كان يمكن تفادي المعركة؟ هذا السؤال برسم قادة الفصائل. رغم ان الدرس الاسدي هو درس للجريمة المطلقة لا اكثر ولا اقل. الفصائل هي من تجيب عن هذا السؤال. *** أهلنا المقتلعون من ارضهم في حوران توجوهوا الى إسرائيل.