عندما يدخل بازار طهران و بازار إصفهان في المواجهة مع الجمهورية الاسلامية الايرانية و شخص المرشد الاعلى علي خامنئي، وتنضم المحافظات و المناطق الکردية و الآذرية الى ذلك، فإن ذلك يعني بأن الانتفاضة المندلعة منذ 28 ديسمبر2017، ستتخذ سياقا حاسما يشبه تماما ذلك السياق الذي إتخذته الثورة الايراني في أواخر عام 1978 و بدايات عام 1979، حيث سقط النظام الملکي على أثره.

40 عاما من الفشل، 40 عاما من القمع، 40 عاما من تبديد ثروات الشعب الايراني في مغامرات و مجازفات غير محمودة العواقب، 40 عاما من الاعدامات و عسکرة الشعب الايراني، 40 عاما من إنطواء و إنکفاء إيران على نفستها و عزلة الشعب الايراني عن العالم، 40 عاما من قتل و ذبح ليس الشعب الايراني فقط وانما شعوب المنطقة و العالم بإسم الله، 40 عاما من السعي لتغيير حصيلة أکثر من 1400 عام و قلبه رأسا على عقب، 40 عاما من السباحة ضد التيار و التغريد خارج السرب، هو الذي أوصل الجمهورية الاسلامية الايرانية الى هذا المنحدر الذي يٶدي الى الهاوية السحيقة فقط!

بعد موت الخميني، وإستلام خامنئي لمهام منصب"الولي الفقيه" أو"نائب الامام المهدي المنتظر"، کما تٶکد عليه أدبيات الجمهورية الاسلامية الايرانية، فقد کانت هناك فرصة ذهبية من أجل تعديل ذلك المسار المرعب الذي سار عليه الخميني و الحد من غلواء التطرف و التشدد ولکن کان واضحا بأن التلميذ أراد أن يتفوق على أستاذه في کل الامور، ولذلك فقد إندفع خامنئي وهو لايلوي على شئ لکي يثبت بأن"خير خلف لخير سلف"، لکن وبعد 40 عاما صار واضحا بأنه"شر خلف لشر سلف"، ذلك إنه وعندما يردد الشعب شعار"استقلال حرية جمهورية إيرانية"، فإن ذلك يعني قرار الشعب بإلقاء جمهورية الخميني في مزبلة التأريخ.

في ظل کل هذه الاوضاع الحرجة و الحساسة، وفي ظل تصاعد الرفض الشعبي ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية و ضد أطروحة"ولاية الفقيه"، فإنه لمن المثير للسخرية الى أبعد حد تمسك خامنئي بالسلطة و سعيه من أجل جعل الامور تبدو ضمن إطار نظرية المٶامرة و الإيحاء وکأن الشعب متمسك بهذا النظام الذي صار"مهزلة الزمان"بحق، وبعد أن کان السيد علي قد إعترف بعد 13 يوما بأن الانتفاضة ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية تقودها منظمة مجاهدي خلق، التي سبق و‌أن أکدوا بأنها صارت شيئا من التأريخ، وعودة الانتفاضة مجددا بصورة أکبر في طهران و إصفهان و غيرها، فإن السٶال الذي لابد من توجيهه للمرشد الاعلى هو: سيد علي ألايکفي بحق السماء و تترکوا الشعب الايراني لحاله، أم إنکم تريدون أن تٶکدوا بأن الشاه کان أرحممنکم بکثير؟!