على الرغم من الاهتمام الكبير الذي حظي به افتتاح دورة الألعاب البارالمبية، إلا أن الكثير من المتابعين لم يلحظوا ما قامت به البعثة الايرانية في الحفل الذي أقيم في ملعب ماركانا بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية.

فمحطات التلفزة التي كانت تقوم بتغطية فعاليات الحدث لم تلحظ أن البعثة الايرانية استغلت الأمر للمز السعودية بشكل رمزي على خلفية مقتل مئات الحجاج في موسم الحج بالعام الماضي.

حيث أطلقت إيران على بعثتها اسم "منى" لإحياء ذكرى من قتلوا في حادث التدافع

وتحمل إيران السلطات السعودية المسؤولية عن حادث التدافع الذي وقع في منى العام الماضي.

وبينما تتباين التقديرات حول أعداد ضحايا الحادث احيث تقول السلطات السعودية إنه أودى بحياة 769، بينما قال العديد من المراقبين إن ما لا يقل عن ألفي شخص قضوا نحبهم في الحادث

وقد تصاعد التوتر مرة اخرى بين البلدين في الأيام الأخيرة بعد الانتقادات التي وجهتها طهران للرياض على خلفية الخلاف حول تدابير الحج والذي نتج عنه عدم مشاركة الحجاج الإيرانيين في موسم الحج الحالي.

كذلك وجه مفتى السعودية عبد العزيز أل الشيخ سهام النقد للإيرانيين قائلا إنهم ليسوا بمسلمين وذلك ردا على اتهام المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي للسعودية بـ"قتل الحجاج."

"منى"

وقال محمود خورسافي رئيس البعثة البارالمبية الايرانية في تصريحات صحفية "نحن نحيي ذكرى ما حدث قبل عام، ذكرى مأساة منى والتي استشهد فيها الكثير من الحجاج الإيرانيين بجانب حجاج من دول أخرى. ولهذا السبب اخترنا اسم منى لكي نطلقه على البعثة."

الأمر ذاته كان حاضرا في اختيار الزي الذي ارتدته الرياضية التي تقدمت البعثة الإيرانية.

حيث تقدمت ايثرت كوردستان الرياضيين الإيرانيين حاملة علم بلدها بينما كانت ترتدي زيا شبيها بزي الإحرام

إلا أن تلك المعاني الرمزية لم تحظى باهتمام المتابعين كما لم تتطرق الخدمة الانجليزية لوسائل الإعلام الايرانية للأمر

تقدمت ايثرت كوردستان الرياضيين الإيرانيين حاملة علم بلدها بينما كانت ترتدي زيا شبيه بزي الإحرام

ويرى مراقبون إن ما قامت به البعثة الإيرانية كان يستهدف الداخل الإيراني بينما لم يحظى بالكثير من الاهتمام في السعودية.

أما فيما يتعلق بوسائل التواصل الاجتماعي في إيران فإن الحدث أثار اعجاب البعض بينما كان البعض الأخر أقل حماسة.

حيث يقول أحد المدونين الإيرانيين في تغريدة على موقع تويتر " اطلاق اسم منى على البعثة يظهر إنهم يقحمون السياسية في الرياضة. إن جوهر الالعاب الأوليمبية أرقى من هذا بكثير."

لكن من جهة أخرى علق أيراني أخر يحمل أسم محمود على الأمر قائلا "يجب أن نظهر للعالم أننا لم ننسى من قتلوا في منى. دعونا نظهر للعالم إننا نقف ضد النظام السعودي."

جدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها الإيرانيون الساحات الرياضية هذا العام للأعراب عن موقف سياسي

فأثناء دورة الألعاب الأوليمبية في ريو 2016 أهدى الرباعان كينوش روستمي وسهراب مرادي الميداليين الذهبتين اللتين فازا بها إلى "المدافعين عن الحرم الشريف" وهي التسمية التي يطلقها الإيرانيون على المقاتلين الشيعة الذين يحاربون بجانب الرئيس السوري بشار الأسد بدعوى حماية ضريح السيدة زينب في دمشق .