اختلفت مصائر أبرز مصنفين عالميا في كرة المضرب لدى الرجال والسيدات في دورة بكين الدولية، اذ أحرز الاسباني رافايل نادال اللقب بسهولة على حساب الاسترالي نيك كيريوس، بينما باغتت الفرنسية كارولين غارسيا الرومانية سيمونا هاليب.

واحتاج نادال الى 92 دقيقة ليتفوق على منافسه المصنف 19 عالميا بنتيجة 6-2 و6-1، محرزا لقبه السادس هذا الموسم والـ 75 في مسيرته التي تتضمن 16 لقبا في البطولات الكبرى ("غراند سلام").

أما هاليب التي ستصبح رسميا الاثنين متصدرة تصنيف اللاعبات المحترفات، ففوجئت من الفرنسية غارسيا الفائزة 6-4 و7-6 (7-3)، والتي أحرزت لقبها الثاني في الصين في مدى أسبوعين، بعد تتويجها بدورة ووهان.

وتوج "الماتادور" الاسباني في 2017 بلقبين كبيرين في رولان غاروس الفرنسية للمرة العاشرة (رقم قياسي)، وفلاشينغ ميدوز الاميركية للمرة الثالثة. كما كان قد أحرز لقب بطولة ويمبلدون الانكليزية عامي 2008 و2010، وبطولة استراليا المفتوحة عام 2009.

وثأر نادال الذي استعاد هذا الموسم مستواه وصدارة التصنيف، من كيريوس (22 عاما)، آخر لاعب فاز عليه في 2017 وذلك في ربع نهائي دورة سينسيناتي الاميركية للماسترز في آب/اغسطس.

وكان نادال أحرز لقب دورة بكين عام 2005 للمرة الأولى والوحيدة.

وقال بعد نهائي الأحد "في 2005، لم أعتقد بأنني سأبقى ألعب حتى 2017، فكيف بالفوز بالدورة بعد 12 عاما! أنا سعيد بهذا اللقب".

وخسر نادال نهائي بكين مرتين أمام الصربي نوفاك ديوكوفيتش (2013 و2015) الغائب والذي انهى موسمه مبكرا بداعي الاصابة.

وحقق نادال الأحد الفوز الثاني عشر تواليا، وسيرفع الفارق في صدارة التصنيف العالمي الذي سيصدر الاثنين الى 2300 نقطة عن السويسري روجيه فيدرر الذي لم يشارك في دورات هذا الاسبوع.

واستنادا الى نتائجه، يبدو نادال مرشحا للفوز بدورة شنغهاي للماسترز التي انطلقت اليوم، وبطولة الماسترز لافضل ثمانية لاعبين هذه السنة الشهر المقبل في لندن والتي لم يسبق له الفوز بلقبها.

أما كيريوس، فصحت توقعاته بأن يكون لقاؤه مع نادال ثأريا بالنسبة الى الأخير. وظهر الاسترالي "المشاكس" مفتقدا الى الحماس بعد الضربات والنقاط الاولى للاسباني الذي لم يخسر إرساله في المباراة.

وسيطر نادال على المباراة التي كانت بدايتها قوية وتعادل فيها اللاعبان 2-2 في اول 20 دقيقة، قبل ان يتأثر الاسترالي بملاحظة من حكم المباراة، ويخرج كليا من جو اللقاء.

وارتكب كيريوس 35 خطأ مباشرا، وانهى المجموعة الاول بخطأين مزدوجين، ليبدو في حال أسوأ في المجموعة الثانية.

- هاليب تخسر قبل الصدارة -

وفي نهائي السيدات، تفوقت غارسيا بنتيجة 6-4 و7-6 (7-3)، لتحقق اللاعبة البالغة 23 عاما لقبها الثاني بعد دورة ووهان، وتتمكن للمرة الأولى في مسيرتها من دخول نادي اللاعبات العشر الأوليات، بحسب التصنيف الذي سيصدر الاثنين.

وحققت غارسيا تقدما لافتا في الأشهر الماضية. ومع لقبها الخامس في مسيرتها الاحترافية، ستحتل الاثنين المركز التاسع في تصنيف اللاعبات المحترفات، علما بأنها كانت في المركز التاسع والعشرين قبل بلوغها ربع نهائي بطولة رولان غاروس الفرنسية، ثاني البطولات الأربع الكبرى، في أيار/مايو وحزيران/يونيو الماضيين.

وقالت غارسيا "لا يصدق، هذا هو الوصف الأدق! عشت أسبوعين جنونيين. كيف كان يمكنني ان أفكر لدى وصولي الى الصين، أنني سأحرز لقبين"، علما بأنها حققت الأحد فوزها الأول على هاليب.

وأضافت "عشت أسبوعين رائعين مرا بسرعة كبيرة. لدي شعور بأنني بدأت هاتين الدورتين أمس أو من يومين فقط"، مشيرة الى انها "لعبت كل يوم، وبعد كل مباراة كان علي ان أنسى ما حصل وأستعد مجددا".

وتابعت "حتى هذا الصباح، لم أصدق انني سأخوض النهائي".

وفي ظل الأمطار التي هطلت على العاصمة الصينية، كاد ثقب في سقف الملعب يؤدي الى إرجاء المباراة. الا ان المنظمين تمكنوا سريعا من إصلاحه ووقف تسرب المياه، وأقيمت المباراة في موعدها.

وشهدت المجموعة الأولى منافسة متكافئة الى حين تمكنت غارسيا من كسر إرسال هاليب في الشوط العاشر والفوز بالمجموعة.

وعلى رغم ان الرومانية البالغة من العمر 26 عاما كانت في وضع بدني أفضل في ظل معاناة غارسيا من آلام في الفخذ الأيمن، الا ان الأخيرة قدمت أسلوب لعب أفضل لاسيما في الضربات المباشرة. 

وشهدت المجموعة الثانية منافسة قوية كذلك لاسيما في الشوط السابع الذي كان بمثابة نقطة تحول. فقد تأخرت غارسيا على إرسالها بنتيجة صفر-40، قبل ان تتمكن من الفوز بثلاث نقاط متتالية، وتنقذ أكثر من فرصة سنحت لهاليب لكسر الارسال، لتنهي الفرنسية الشوط لصالحها وتتقدم في المجموعة الثانية بنتيجة 4-3.

وامتدت المجموعة حتى الشوط الفاصل الذي انتهى لصالح غارسيا.

وكانت هاليب ضمنت السبت - ببلوغها النهائي - انتزاع المركز الأول في تصنيف اللاعبات المحترفات للمرة الأولى في مسيرتها، وذلك بعد ثلاث محاولات فاشلة هذا الموسم.

وخاضت هاليب اليوم النهائي الـ 27 في مسيرتها الاحترافية التي تتضمن 15 لقبا، علما بأنها لا تزال تبحث عن لقبها الكبير الأول.