دعا حسن الذوادي، الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والارث المشرفة على تنظيم مونديال قطر 2022، الدول المقاطعة للدوحة الى السماح لمواطنيها بحضور هذا الحدث الذي يحل في المنطقة للمرة الأولى.

وقطعت السعودية والامارات والبحرين ومصر في حزيران/يونيو الماضي العلاقات الدبلوماسية مع قطر، متهمة اياها بدعم الارهاب وبانها قريبة جدا من ايران والجماعات الإسلامية المتطرفة.

ومذاك، فرضت هذه البلدان حصارا اقتصاديا على الدوحة، ووصلت الأزمة الى طريق مسدود رغم محاولات للوساطة لاسيما من جانب الولايات المتحدة والكويت.

وفي اشارة منه الى الأزمة القائمة مع الجيران الخليجيين ومصر، حث الذوادي الدول المقاطعة للدوحة على السماح لمواطنيها بالسفر الى قطر، مضيفا "نأمل أن ترى الدول المقاطعة في هذا الأمر (كأس العالم) سببا لكي تسمح لناسها بالتمكن من المشاركة في هذه الفرصة التي تحصل مرة واحدة في العمر".

وتتوقع قطر ان يتواجد نحو 1,5 مليون مشجع في هذه البطولة، غالبيتهم من الشرق الاوسط ولاسيما السعودية التي حسمت الأسبوع الماضي أمرها مع الإمارات والبحرين بعدم المشاركة في كأس الخليج التي من المفترض أن تستضيفها قطر، وذلك بسبب توتر العلاقة مع الدوحة.

وباتت كأس الخليج "خليجي 23" عرضة للتأجيل ما لم يتم رفع الايقاف الدولي عن الكويت خلال أسبوعين، مع إعلان الاتحاد الخليجي الخميس ان الدول المقاطعة للدولة المضيفة قطر، باتت منسحبة رسميا من البطولة.

وأمهل الاتحاد الخليجي ومقره الدوحة، الدول الثلاث حتى 13 تشرين الثاني/نوفمبر لتحديد موقفها، علما بأنها قاطعت في أيلول/سبتمبر الماضي حفل سحب القرعة. الا ان المهلة انتهت من دون تلقي الاتحاد أي رد، مع العلم ان أنظمة البطولة تشترط وجود خمسة منتخبات لاقامتها، وهو ما سيكون غير ممكن في غياب الكويت.

وأكدت أربع دول الى الآن مشاركتها هي قطر وعمان والعراق واليمن.

وعقد المكتب التنفيذي للاتحاد الخليجي اجتماعا الخميس في الدوحة للبحث في مصير البطولة، أعلن على اثره أمينه العام جاسم الرميحي "عدم مشاركة المنتخبات الثلاثة التي تم إرسال كتب لها لتأكيد المشاركة".

وأضاف ان الاتحاد قرر "إعطاء فرصة أخرى ومهلة أخرى لغاية 30-11 (تشرين الثاني/نوفمبر الحالي) للنظر في موضوع الكويت ورفع الايقاف في هذا الشأن، وفي حال عدم رفع إيقاف الكويت، تؤجل البطولة ويحدد موعد آخر تحدده الدولة المضيفة التي هي دولة قطر مع احتفاظها بحق الاستضافة".

- لا ندم على استضافة المونديال -

وينظر الى البطولة الخليجية على انها جزء من الاستعدادات القطرية لاستضافة كأس العالم 2022، لكن الأزمة الدبلوماسية قد تطيح بها.

وبينما تنفي قطر بشدة الاتهامات الموجهة اليها من جيرانها، شملت خطوات قطع العلاقات وقف الرحلات الجوية بين الدول المعنية، وإقفال المعبر البري الوحيد لقطر مع السعودية، اضافة الى منع الدول الثلاث قطر من استخدام موانئها البحرية. ولم تنجح الوساطات، لاسيما الكويتية منها، الى الآن في التوصل الى حل للأزمة يعيد المياه الى مجاريها بين هذه الدول.

ولم يكتف الذوادي بالتطرق الى الازمة الدبلوماسية والدعوة التي وجهها الى الدول المقاطعة للدوحة، بل أكد أن بلاده ليست نادمة على تقدمها بطلب استضافة نهائيات مونديال 2022، على الرغم من "سوء المعاملة" التي يدعي ان البلاد تلقتها منذ اختيارها لاستضافتها الحدث.

وقال الذوادي في مؤتمر صحافي للاحتفال ببقاء خمسة اعوام على انطلاق النهائيات، أن قطر كانت محقة في التقدم بطلب استضافة البطولة، مضيفا "الأمر يستحق ذلك على الدوام، وسيبقى يستحق العناء دائما. عانينا من سوء المعاملة"، متسائلا "هل ندمنا يوما؟ كلا، لن نندم على الإطلاق".

واعتبر أن "أي شيء قيم لن يأتي بسهولة".

ومنذ اختيارها لاستضافة مونديال 2022، وجهت الى قطر الكثير من الاتهامات التي تراوحت بين الرشى وسوء معاملة العاملين في منشآت كأس العالم.

وتنفق قطر 500 مليون دولار اسبوعيا من أجل التحضير للحدث العالمي الذي سيكون أقصر من العادة لأنه سيمتد لـ28 يوما وسيقام في تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الأول/ديسمبر عوضا عن موعده التقليدي في حزيران/يونيو وتموز/يوليو، وذلك بسبب الحرارة المرتفعة جدا خلال فصل الصيف في منطقة الخليج.

وفي المؤتمر الصحافي الذي أجاب فيه الذوادي على الأسئلة باللغات العربية، الانكليزية، الإسبانية والروسية، أكد الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والارث أن قطر تدعم ترشح المغرب لاستضافة مونديال 2026، مضيفا "نؤيد ترشيح المغرب وسنقدم أي دعم اذا لزم الأمر".