فشلت أجيال ذهبية عديدة لمنتخبات أفريقية في تذوق طعم التتويج بلقب كأس أمم أفريقيا، رغم أن الفرصة أتيحت لها أكثر من مرة لتحقيق هذا الهدف غير أن بعضها اصطدم بالحظ العاثر وأخرى بطموحات أجيال أخرى أرادت أن تصنع لنفسها مكانًا في الذاكرة الذهبية للبطولة القارية .

صحيفة "إيلاف" وتزامنًا مع فعاليات الدورة الواحدة والثلاثين من نهائيات البطولة الافريقية المقامة بالغابون، تستعرض في التقرير التالي أفضل وأقوى خمسة أجيال ذهبية عرفتها الكرة الأفريقية، إلا انها لم تنجح في الفوز باللقب القاري، خاصة تلك الأجيال التي تركت بصماتها على البطولة بحضورها المنتظم في نهائياتها أو تلك التي تألقت في نهائيات كأس العالم وامتلكت ضمن صفوفها أسماء لامعة توجت بجوائز فردية عديدة.
 
المنتخب الجزائري ( جيل الثمانينات )
 
يعتر المنتخب الجزائري في فترة "الثمانينات" هو الجيل الذهبي للكرة الجزائرية بالنظر إلى ما قدمه من عروض مهارية عالية المستوى وإلى الأسماء اللامعة التي كان يضمها في صفوفه وأصبحت أشهر من نار على علم في العالم وليس في أفريقيا فحسب، مثل لخضر بلومي صاحب الكرة الذهبية لعام 1981 ومعه الساحر صلاح عصاد والمايسترو مصطفى دحلب والمهندس علي فرقاني والحصن محمود قندوز والحارس مهدي سرباح، ونجوم آخرون نجحوا في قهر بطل أمم أوروبا المنتخب الألماني في مونديال إسبانيا 1982، ووقفوا الند للند أمام سحرة البرازيل في مونديال مكسيكو 1986 .
 
ورغم الصدى العالمي الذي صنعه " محاربو الصحراء " إلا انهم أخفقوا أكثر من دورة في كأس أمم أفريقيا بمنح الجزائر لقبها الأول رغم حضورهم المنتظم في نهائيات البطولة خلال حقبة الثمانينات، حيث كانت أفضل نتيجة حققها هذا الجيل بإحتلالهم الوصافة في دورة نيجيريا عام 1980 بعد خسارتهم من "النسور الخضر " بثلاثية نظيفة فضلاً عن بلوغهم المربع الذهبي في دورتي ليبيا 1982 و ساحل العاج 1984. 
 
ونجح النجم رابح ماجر أحد ألمع أسماء هذا الجيل في تعويض الخيبة، بعدما أجل اعتزاله لحين مساهمته في تتويج الخضر باللقب الافريقي في عام 1990 مع جيل جديد قطف ثمار نضج الكرة الجزائرية.
 
المنتخب المغربي ( جيل الثمانينات )
 
الجيل الذهبي لـ "أسود الأطلس" هو الجيل الذي نجح على الصعيدين العربي والأفريقي في بلوغ الدور الثاني من نهائيات كأس العالم في دورة مكسيكو 1986 عندما قهر البرتغال وتأهل لمواجهة الألمان ، وهو الجيل الذي كان يضم في صفوفه المايسترو محمد تيمومي أفضل لاعب في أفريقيا لعام 1985 والحارس بادو زاكي أفضل لاعب في أفريقيا لعام 1986 ، ومعهما ترسانة من النجوم يتقدمهم أمير الكرة العربية عزيز بودربالة الإدريسي ومصطفى الحداوي وعبد الحميد لمريس ومصطفى البيا بقيادة الفني البرازيلي الجنسية المغربي الهوى الراحل مهدي فاريا الذي قاد نادي القوات المسلحة لنيل لقب دوري أبطال أفريقيا عام 1985. 
 
ورغم تألق "أسود الأطلس " على المستوى العالمي بوصوله لنهائيات كأس العالم في المكسيك وأولمبياد لوس انجلوس ، إلا انه على صعيد كأس أمم افريقيا قد فشل حتى في نيل الوصافة رغم ان الفرصة أتيحت له على "طبق من ذهب" عندما استضافت المغرب نهائيات البطولة في عام 1988 غير أن نجوم الكاميرون نجحوا في ترويض الأسود، وحرموهم من بلوغ النهائي بهدف قاتل في الدور النصف النهائي، فيما كانوا "المغاربة " قد غادروا قبلها منافسات ذات البطولة وفي نفس الدور، وتحديداً في نهائيات مصر عام 1986 بعدما تلقوا هدفًا قاتلاً من "الفراعنة " من أقدام طاهر أبو زيد بواسطة ركلة حرة مباشرة .
 
المنتخب الزامبي ( جيل الثمانينات و التسعينات)
 
قبل تتويج منتخب "الرصاصات النحاسية" بلقب كأس أمم أفريقيا عام 2012 نجحت الكرة الزامبية في تكوين جيلها الذهبي الأفضل في تاريخها بين منتصف الثمانينات ومنتصف التسعينات بقيادة المهاجم كالوشا بواليا أفضل لاعب في القارة السمراء في عام 1988 ومعه المهاجم كنيت ماليتولي نجم نادي الترجي التونسي والحارس شابالا وهو الجيل الأشهر عند الجمهور المحلي والأفريقي بعدما نجح في بلوغ أولمبياد سيئول في عام 1988 وتحقيقه نتائج جيدة في البطولة، كما أنه كان قريباً من بلوغ مونديال أميركا 1994 قبل أن يصطدم في الدور الأخير بالمنتخب المغربي .
 
كما تألق المنتخب الزامبي في نهائيات كأس أمم أفريقيا ، بعدما تمكن من بلوغ المربع الذهبي في دورات 1990 و 1994 و 1996 ، بالإضافة إلى نيله لقب وصيف البطولة نجح في نسخة عام 1994 التي اقيمت على الأراضي التونسية، بعدما فشل في الحفاظ على تقدمه أمام منتخب نيجيريا، ليخسر المواجهة بهدفين لهدف في أعقاب الفاجعة التي تعرضت لها طائرة المنتخب في شهر أبريل 1993 وهي الكارثة التي نجا منها اللاعبون المحترفون خارج الملاعب الزامبية، ليخوضوا البطولة الافريقية وفاء لزملائهم الضحايا.
 
المنتخب التونسي ( جيل السبعينات)
 
أنجبت الكرة التونسية جيلها الذهبي في السبعينات من القرن المنصرم، وهو الجيل الذي نال شرف التأهل لنهائيات كأس العالم لأول مرة في تاريخها في عام 1978 بالأرجنتين، عندما فازت على المكسيك وتعادلت مع ألمانيا بطلة العالم .
 
وقاد هذا الجيل الذهبي النجم طارق ذياب أفضل لاعب في القارة السمراء في عام 1977 ومعه الحارس صادق ساسي الشهير إعلاميًا وجماهيريًا بـ "سام عتوقة"، بالإضافة إلى نجم كرة الوسط التونسية النجم عبدالمجيد شتالي الذي كان ضمن أفراد هذا الجيل قبل ان يتولى تدريبه . 
 
ورغم قوة هذا الجيل إلا انه فشل في منح تونس لقبها القاري الأول والذي تأخر لغاية عام 2004 رغم ان الفرصة أتيحت له في عام 1965 عندما استضاف البطولة على أراضيها، لكنها اكتفت بنيل الوصافة بعدما سقطت أمام المنتخب الغاني بثلاثة أهداف مقابل هدفين . 
 
ومن اللافت للنظر أن الجيل الذهبي الأول للكرة التونسية بقيادة طارق ذياب فشل حتى في بلوغ نهائيات كأس أمم أفريقيا، بعدما غاب عنها في دورات عديدة أعقبت حصوله على الوصافة قبل أن يعود إلى أجوائها في نسخة عام 1978 ويخسر أمام غانا في الدور النصف النهائي ويخرج من البطولة .
 
المنتخب الغاني (جيل الألفية الثالثة) 
 
عاشت الكرة الغانية ظروفاً متناقضة بين أجيالها الذهبية من حيث الإنجازات، فجيلها الذهبي الأول لسنوات الستينات والسبعينات نجح في منح غانا اللقب الأفريقي أربع مرات أعوام 1963 و 1965 و 1978 و 1982 بقيادة المدرب تشارلز غيامفي وبمشاركة عدد من نجوم المنتخب الغاني يتقدمهم عبد الرزاق كريم صاحب الكرة الذهبية .
 
وفشل هذا الجيل فشلاً ذريعًا في تصفيات كأس العالم واخفق مرارًا وتكراراً في بلوغ نهائيات المونديال قبل ان يأتي الجيل الذهبي الثاني للكرة الغانية في الألفية الثالثة بقيادة أسامواه جيان وعلي مونتاري وجون مينساه وكيفن برينس بواتينغ ومايكل ايسيان وأسماء شهيرة أخرى نجحت في تأهل منتخب "النجوم السوداء" لنهائيات المونديال في ثلاث دورات متتالية أعوام 2006 و 2010 و 2014 بل وكانت قاب قوسين أو ادنى من بلوغ المربع الذهبي لمونديال جنوب افريقيا 2010 لولا يد الشيطان لويس سواريز ورعونة أسامواه الذي أهدر ركلة الجزاء أمام الأوروغواي في الربع النهائي.
 
ورغم تحقيق المنتخب الغاني لهذه النتائج في المونديال إلا انه فشل في تذوق لقب كأس أمم أفريقيا مكتفيًا بالوصافة مرتين في عام 2010 عندما خسر أمام منتخب مصر ثم في عام 2015 عندما خسر من ساحل العاج ، علمًا أن الفرصة أتيحت له بتحقيق اللقب القاري عندما استضاف البلاد دورة 2008 لكنه لم يستغلها فخسر الدور قبل النهائي أمام المنتخب المصري.