صد الحارس الاربعيني عصام الحضري ركلتين ترجيحيتين وقاد منتخب مصر الى نهائي كأس الامم الافريقية في الغابون، بفوزه الاربعاء في نصف النهائي على بوركينا فاسو بركلات الترجيح 4-3 (1-1).

وكان الحضري (44 عاما)، اكبر لاعب يشارك في تاريخ كأس الامم الافريقية، نجم نصف النهائي، اذ صد ركلتي الترجيح الرابعة والخامسة لبوركينا فاسو، واللتين سددهما حارس المرمى البوركيني هيرفيه كوفي واللاعب برتران تراوريه تواليا.

وصد الحضري الذي بقيت شباكه نظيفة في المباريات الاربع الاولى، الركلتين بيده اليمنى، علما ان عبدالله السعيد اضاع ركلة الترجيح الاولى لمصر بعدما لمسها كوفي بيده واحالها الى القائم الايمن.

وقال الحضري بعد المباراة في تصريحات لشبكة "بي ان سبورتس"، "كان عندي احساس (...) انني قد أصد الضربة الرابعة والخامسة".

اضاف "الروح والاصرار الموجودان في الملعب اعطيانا المباراة (...) منتخب مصر روح"، متابعا "مبروك لمصر ومبروك للوطن العربي".

وكرر الحضري بذلك انجازا حققه في نهائي كأس الامم الافريقية 2006، عندما احرزت مصر اللقب على ارضها، بفوزها في النهائي على ساحل العاج بركلات الترجيح (4-2) بعدما صد ايضا ركلتين.

وبفوز الاربعاء، تتمكن مصر حاملة الرقم القياسي في عدد الالقاب الافريقية (سبعة القاب)، من بلوغ النهائي للمرة الاولى منذ احرازها لقبها الاخير عام 2010، علما انها غابت عن البطولة منذ ذلك التاريخ. وتلتقي مصر في النهائي المقرر الاحد في ليبرفيل، الفائز في نصف النهائي الثاني الذي يقام الخميس بين غانا والكاميرون.

وحافظت مصر على سجلها الذهبي في نصف نهائي البطولة، بفوزها في كل نصف نهائي خاضته منذ العام 1986. كما حافظت مصر على سجلها بدون خسارة في البطولة منذ 2004.

- سيطرة بوركينية -

وقال مدرب المنتخب المصري الارجنيتي هيكتور كوبر "منذ بداية المباراة كنا نعرف انها لن تكون سهلة لان بوركينا فاسو منتخب سريع جدا. كانوا افضل منا واتيحت لهم فرص عدة لم يعرفوا الافادة منها".

اضاف "كنا نرغب في الوصول الى ركلات الترجيح لان كل شيء ممكن ان يحدث فيها. نحن سعيدون جدا ببلوغ النهائي".

وكانت المباراة استعادة لنصف نهائي كأس الامم الافريقية 1998 (في بوركينا فاسو)، عندما خسر المضيف 2-صفر.

وانتهى الوقتان الاصلي والاضافي للمباراة بالتعادل الايجابي 1-1.

وتقدمت مصر بهدف في الدقيقة 65 لنجم نادي روما الايطالي المصري محمد صلاح بعدما تهيأت له الكرة في داخل منطقة الجزاء من قبل المهاجم محمود عبد المنعم "كهربا".

الا ان بوركينا فاسو عادلت النتيجة في الدقيقة 72 بهدف من اريستيد بانسيه، الذي تلقى كرة عرضية مرفوعة من تشارلز كابوريه لم يتمكن المدافع المصري ابراهيم صلاح من تشتيتها برأسه، فهيأها بصدره لنفسه وسددها مباشرة في مرمى الحضري (44 عاما).

وكان هذا الهدف، الاول في مرمى الحضري منذ انطلاق البطولة.

وبدأت مجريات المباراة بسيطرة بوركينا فاسو على الدقائق العشر الاولى مقابل تراجع دفاعي مصري، مع محاولات من المنتخب البوركيني للتقدم عبر الاطراف، او تمريرات ارضية في الوسط. 

وسددت بوركينا للمرة الاولى على المرمى بعد مرور اربع دقائق عبر عبد الرزاق تراوري، الا ان الحضري اوقف الكرة. وشهدت الدقيقة 7 اخطر محاولات بوركينا في الشوط الاول، اذ اخطأ الحضري في تشتيت كرة عرضية، فوصلت الى توريه بلاتي الذي سدد مباشرة تجاه المرمى، الا ان الحضري تمكن من انقاذ مرماه مرة ثانية.

وبعد مرور زهاء ربع ساعة، بدأ المنتخب المصري بالتحرك بشكل افضل والاستحواذ على الكرة في منتصف الملعب، ما مهد لتقدم صلاح وتشكيل بعض الخطورة على مرمى بوركينا فاسو.

واتيحت لمصر فرصة خطرة عندما تقدم محمود حسن "تريزيغيه" عند حافة منطقة الجزاء من الجهة اليمنى لدفاع بوركينا، وسدد الكرة قوسية الى يسار الحارس، فلامست القائم (16).

واتيحت لمصر فرصة خطرة ثانية، بعدما ارتدت تسديدة لكهربا من مسافة 25 مترا، من الارض قبل ان يتصدى لها الحارس الذي لم يتمكن من الامساك بها، فعادت الكرة الى صلاح المراقب دفاعيا بشكل ضاغط، فتابع الكرة عالية عن المرمى (37).

وبقيت الافضلية البوركينية على حالها بداية الشوط الثاني، وبدأت عبر تسديدة حرة لبرتران تراوريه تصدى لها الحضري واحالها الى ركنية (47). وبعدها بزهاء عشر دقائق، اخترق البوركيني بريجوس ناكولما الدفاع المصري الى يسار المرمى ودخل منطقة الجزاء، ومرر كرة عرضية تمكن الحضري من التعامل معها.

وعلى عكس مجريات اللقاء، تمكن المنتخب المصري من بناء هجمة منظمة انتهت بتمريرة عرضية عالية وصلت الى كهربا، فتلقى الكرة داخل منطقة الجزاء وظهره الى المرمى، وهيأها الى صلاح المندفع من الخلف، فسددها قوية في الزاوية اليمنى لمرمى الحارس كوفي (65).

الا ان بوركينا فاسو تمكنت من معادلة النتيجة بعد تقدم ستيف ياغو داخل المنطقة على يسار المرمى، واعاد الكرة بالكعب تشارلز كابوريه الذي رفعها باتجاه نقطة الجزاء. وفشل ابراهيم صلاح في تشتيتها برأسه، ليسيطر عليها اريستيد بانسيه بصدره ويسددها مباشرة في مرمى الحضري (72).

وكادت مصر تتلقى هدفا في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع، الا ان الحضري انقذ كرة ساقطة "لوب" من بانو دياوارا.

وتراجعت حدة الخطورة على المرميين في الشوطين الاضافيين، لاسيما مع ظهور ملامح التعب على اللاعبين، قبل ان تؤول المباراة الى ركلات الترجيح.