بغداد : تظاهر عدد من لاعبي الكرة السابقين مع نحو ألف من الجماهير الرياضية، أمام مقر الاتحاد العراقي لكرة القدم للمطالبة بإقالة إدارة الاتحاد وتصحيح مسار الكرة في البلاد، لاسيما بعد النتائج المخيبة للآمال في التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2018 بروسيا، فيما شدد اتحاد الكرة على أن اقالته من ضمن صلاحيات الهيئة العامة التي جاءت بهذه الإدارة وفق الانتخابات، فيما انتقدت وزارة الشباب والرياضة وعلى لسان وزيرها عبد الحسين عبطان توقيت التظاهرة.

أعلن العديد من نجوم الكرة العراقية مع المئات من الجماهير الكروية ورجال الإعلام احتجاجهم امام وزارة الشباب والرياضة، رافعين لافتات تندد بسياسة الاتحاد المحلي في التعامل مع الوقائع الرياضية، ومطالبين باقالة اتحاد كرة القدم برئاسة عبد الخالق مسعود بسبب الإخفاقات التي تعرضت لها الكرة العراقية وتراجعه في التصنيف الدولي إلى المركز 122 والخامس عشر آسيوياً، حيث ندد المتظاهرون بسياسة اتحاد كرة القدم العراقي التي لا تعتمد التخطيط السليم في بناء المنتخبات الوطنية ولا تهتم بالواقع السيئ الذي وصلته الكرة العراقية وعدم محاسبته المقصرين في الاتحاد بعد فشل المنتخب الوطني في التصفيات المؤهلة لمونديال 2018 بروسيا .
 
 ورفع المتظاهرون العديد من المطالب إلى اتحاد الكرة، والتي كان من أبرزها، المطالبة باستقالة الاتحاد الجماعية، إضافة إلى حل اللجان العاملة في الاتحاد، وإقالة الأجهزة التدريبية للمنتخبات من اجل تصحيح مسار العمل الكروي في العراق، كما طالبوا بابعاد المجاملات والمحسوبيات ، وتسمية أشخاص اصحاب الاختصاص للعمل في لجان اتحاد الكرة ، ومحاربة التزوير في المنتخبات الوطنية، والكثير من المطالب التي تخدم الكرة العراقية - بحسب قولهم - .
 
 وأكد المتظاهرون على رغبتهم بالاستمرار في المظاهرة في الأيام المقبلة حتى تستمع الهيئة العامة في الاتحاد لمطالبهم ويتنحون عن مناصبهم، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب”، لافتين الى أن "عدداً من اعضاء الاتحاد استقبلوا ممثلي المتظاهرين واستمعوا لمطالبهم ".
 
أحمد راضي.. تضامن وترشيح
 
 واعرب النجم احمد راضي عن تضامنه المطلق مع المتظاهرين في مطالبهم المشروعة، وقال أحمد : " اعلن تضامني بكل صراحة وقوة مع نجوم الكرة والجماهير الرياضية المطالبين بحل اتحاد كرة القدم وتصحيح مسار الكرة العراقية بعد الاخفاق الغريب والخسائرالمتتالية في تصفيات كأس العالم ووصول ترتيب العراق إلى المركز 122 في النشرة الشهرية الصادرة عن موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم .
 
 واضاف: " سوف أرشح إلى انتخابات نادي الزوراء ورئاسة الاتحاد ، ولايهمني الفشل لانني أسعى هنا لتلبية ما يريده الجمهور الرياضي ولانقاذ ما يمكن انقاذه ".
 
اتحاد الكرة: الإقالة بيد الهيئة العامة
 
الى ذلك، فقد اصدر اتحاد الكرة العراقي بيانًا صحفيًا أكد من خلاله ان إقالة الاتحاد بيد الهيئة العامة للرياضة، وان الحلول لا تأتي بالانفعال ، حيث قال الاتحاد في بيانه :" جماهيرنا الرياضية الوفية والمحترمة في كل مكان، من حق الجماهير الوفية ان ترفع صوتها ومن حقها ان تنتقد ومن حقها ان تطالب بالانجازات لمنتخبنا الوطني وهذا مطلبنا وعملنا وطموحنا جميعا، واتحاد الكرة يتحمل المسؤولية الاخلاقية والمهنية امام جماهيره بقيادة الكرة العراقية، ولذا فهو لا يتنصل ابدًا عن مسؤوليته في ما حدث من فقدان فرصة التأهل لنهائيات كأس العالم إدارة ومدربين ولاعبين، والحلول الناجحة لتفادي واصلاح هذا الخلل لا يأتي بالاستقالة أو الهروب عن تحمل المسؤولية ، فهذا الامر هو من صلاحية الهيئة العامة التي جاءت بهذه الإدارة وفق انتخابات ديمقراطية، ولها الحق المطلق أولاً وأخيراً في اختيار إدارة اتحاد الكرة " .
 
واضاف البيان: " الحلول لا تأتي بالانفعال أو فرض الأمر الواقع، ولكنها تأتي بالتأني والحكمة ومعرفة الظروف التي مرت بها بلادنا طيلة الفترات السابقة، والتي حرمت منتخباتنا الوطنية ظلمًا ميزة الارض والجمهور، والتي منحت للفرق الاخرى .. والحلول تأتي بعقد جلسات مناقشة معمقة للخبراء والاكاديميين لوضع الحلول الناجحة لتطوير كرتنا بعد تباشير مرحلة رفع الحظر الظالم عن كرتنا، وهذا ما يعمل عليه اتحادنا خلال الفترة القادمة ".
 
وختم البيان :" نحترم جميع الآراء ونتقبل بصدر رحب جميع الاطروحات، فهدفنا جميعا هو خدمة كرتنا العراقية والله الموفق "
 
وزارة الشباب: التوقيت غير جيد
 
من جانبها، انتقدت وزارة الشباب والرياضة توقيت المظاهرات، حيث يقوم وفد من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بزيارة الملاعب العراقية قبل قرار رفع الحظر الكروي عن العراق، وجود مثل هذه المظاهرات من شأنه خلق ردة فعل سيئة لدى الوفد الآسيوي .
 
وذكر الوزير عبد الحسين عبطان على صفحته الشخصية في شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، "من حقكم التظاهر على من تشاؤون، ولكن لماذا في هذا التوقيت الحرج، لأننا ننتظر أخباراً مهمة عن رفع الحظر "، مضيفاً :" أتمنى من الجميع أن يعي أهمية رفع الحظر، وأكيد الجميع تهمهم المصلحة العليا لرياضة البلد، لذلك لا ضير تأجيلها إلى ما بعد زيارة الوفد الآسيوي " .
 
يونس عبد علي: التغيير ضرورة
 
اما اللاعب الدولي السابق يونس عبد علي، فقد أكد على ضرورة التغيير في الوقت الحالي ، وقال ": أصبح التغيير نحو الأفضل ضرورة حتمية في الوقت الحالي، لأن الأمور وصلت إلى حال لا يمكن السكوت عليها، وهو مطلب شرعي ورغبة جماهيرية بعد الصدمة القوية التي تلقيناها جميعاً بسبب النتائج والهزائم الثقيلة التي مني بها المنتخب الوطني العراقي في تصفيات كأس العالم، فضلاً عن المستوى الباهت الذي افقد الكرة العراقية هويتها الحقيقية " .
 
 واضاف: " لا يمكن السكوت الآن، ولا سماع الأعذار التي يتعكّز عليها المسؤولون في اتحاد الكرة لانها أُستهلكت تماماً ولم تعد تجدي نفعًا امام الوقائع التي نشهدها على ارض الواقع ".
 
إبراهيم سالم : انتخابات جديدة
 
اما عضو اللجنة التنسيقية العليا للتظاهرة حارس المرمى الدولي السابق إبراهيم سالم، فقد أكد ان لا مصالح شخصية لدى المتظاهرين سوى التصحيح، وقال : " التظاهرة شعارها الرئيس هو استقالة مجلس إدارة الاتحاد الحالي والدعوة إلى تشكيل هيئة موقتة للإنقاذ لتفعيل دور الجمعية العمومية ولتنهض من سباتها وتقول كلمة الحقيقة من أجل أن يتم الإعداد المبكّر لإقامة انتخابات مقبلة تسفر عن انتخاب اشخاص يمتلكون سيرة ذاتية جيدة ومشهود لهم بالعمل والكفاءة والنزاهة، وليمهدوا الطريق من خلال آليات تنظيمية وفنية محكمتين نحو تشكيل منتخب وطني له القدرة في التواجد في مونديال قطر عام 2022 في ظل وجود شباب واعدين لهم القدرة على أن يكونوا خير ممثلين للمنتخب دولياً " .
 
واضاف: كما طالبنا مجلس النواب العراقي بإستدعاء مجلس اتحاد الكرة لمساءلته عن الميزانية السنوية التي يتم تخصيصها له من أجل تغطية نفقات مشاركة المنتخبات الوطنية في البطولات الخارجية إلى جانب المبالغ التي يحصلون عليها من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم والشركات التي يتعاقدون معها للرعاية، وهذه الواردات الكبيرة تناقض احاديثهم في القنوات التلفزيونية عن أزمة الاتحاد المالية التي يمرّ بها منذ انتخابه يوم 31 من شهر يونيو لعام 2014 وحتى الآن! "
 
 وتابع : " لا توجد أية مصالح شخصية للاعبين النجوم الذين اقاموا المظاهرات، ولا أي تفكير في المناصب التي قد تُعرض عليهم خلال الفترة المقبلة لأن هدفهم الكبير هو تنفيذ رغبة الملايين من الجماهير الرياضية بإنقاذ كرتنا من فقدان هويتها بالتعاون مع العديد من الكفاءات العراقية المتواجدة في الخارج، والتي تمتلك خارطة طريق لتصحيح مسار الكرة العراقية التي همّشها الاتحاد الحالي ولم يعطِها الفرصة الكافية في العمل معها خوفاً من أن مناصب أعضائها ستذهب لهم بحكم الشعبية الجارفة التي يحظون بها في الشارع الرياضي، لاسيما أن عدداً منهم شغل مناصب مهمة في الاتحادين الآسيوي والدولي خلال القرن الماضي". 
 
علي نوري: الاتحاد لن يستقيل ولكن !
 
اما الصحافي الرياضي علي نوري، فقد أكد على ضرورة التنسيق مع الهيئة العامة لاتحاد الكرة من اجل تحقيق الإقالة، وقال : " أحيي من تظاهر للمطالبة بالتغيير، فهذه "الثورة" كان لا بد لها ان تنطلق منذ سنوات عديدة وليس الان !!، والنقطة المهمة التي يجب علينا ان نتعامل بها ان اعضاء اتحاد الكرة "لن يستقيلوا" مهما تظاهرت الجماهير، وإن اشتدت الانتقادات ضدهم، نعم لن يستقيلوا ولن يفعلوها إطلاقا"
 
واضاف: " الحل في التنسيق مع الهيئة العامة لانها صاحبة الصوت الأعلى من اجل عقد اجتماع هام، اذا ما اردنا ان نغيّر فعلاً، غير ذلك من تصريحات واحاديث وغيرها سيكون كلامًا للاستهلاك فقط وستنجلي هذه "الغيمة" عن الاتحاد الحالي، وتعود الأمور إلى ما كانت عليه" .
 
يشار إلى ان خروج المنتخب العراقي من التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم، أثار غضب الشارع الكروي خاصة بعد خسارته امام المنتخب السعودي بهدف دون رد، والتي افقدت المنتخب العراقي أي أمل في الحصول على بطاقة من البطاقات الثلاث المؤهلة بشكل مباشر للنهائيات .
 
هذا وانطلقت شرارة هذه المظاهرات حين طالب اللاعب الدولي السابق يونس عبد علي والحارس الدولي السابق إبراهيم سالم، الجماهير الرياضية بالقيام بمسيرة مظاهرات احتجاجية والوقوف في وجه اتحاد الكرة لتصحيح المسار وابعاد المحاصصة والفساد عن الكرة العراقية "
 
 وحدد المتظاهرون موعد المظاهرة الثانية في الـ 22 من الشهر الجاري، مؤكدين أن المظاهرات ستبقى مستمرة لحين تحقيق المطالب بتنحي اتحاد الكرة عن العمل وفسح المجال أمام الكفاءات للقيادة.