ينتقل صراع حظيرتي مرسيدس وفيراري هذا الاسبوع الى حلبة كاتالونيا الاسبانية، حيث تقام الجائزة الكبرى لسباق لسباق اسبانيا، المرحلة الخامسة من بطولة العالم لسيارات الفورمولا واحد.

 وكانت مرسيدس انتزعت صدارة ترتيب الصانعين من فيراري بفارق نقطة واحدة 136 نقطة مقابل 135، بعد فوز الفنلندي فالتيري بوتاس بسباق الجائزة الكبرى لروسيا على حلبة سوتشي في30 نيسان/أبريل الماضي. في حين احتفظ الالماني سيباستيان فيتل سائق فيراري بصدارة ترتيب السائقين برصيد 86 نقطة امام البريطاني لويس هامليتون سائق مرسيدس بفارق 13 نقطة. ويحتل بوتاس المركز الثالث برصيد 63 نقطة، أمام سائق فيراري الفنلندي كيمي رايكونن 49.
 
وقد فاز ثلاثة سائقين بالسباقات الاربعة هذا الموسم كالآتي: فيتل في استراليا والبحرين، هاميلتون في الصين (حلبة شانغهاي) وبوتاس في روسيا. 
 
ويبلغ طول الحلبة 4,655 كيلومترات، وقد انشأت في 1991، وبدأت استضافة سباق الجائزة الكبرى لاسبانيا من وقتها، واحتضنت في 1992 سباق الدراجات الهوائية في دورة برشلونة الاولمبية.
 
وكان سائق رد بول الهولندي ماكس فيرشتابن فاز بالسباق العام الماضي، امام رايكونن الذي حل ثانيا وزمليه في فيراري فيتل الذي حل ثالثا. فيما حل رابعا زميل فيرشتاين الاسترالي دانيال ريكياردو وخامسا بوتاس الذي كان يقود لوليامس. فيما خرج هاميلتون من اللفة الاولى اثر تصادم وزميله في مرسيدس الالماني نيكو روزبرغ الذي احرز اللقب في ختام الموسم واعتزل مباشرة بعد ايام.
 
ويرى البعض أنّ سباق جائزة إسبانيا الكبرى سيكون انطلاقة جديدة للبطولة، إذ ستقوم معظم الفرق بجلب العديد من التحديثات على سياراتها حيث من الممكن أن تتغيّر ملامح البطولة بعض الشيء.
 
وتعليقًا على ذلك، قال بطل العالم السابق النمسوي نيكي لاودا: "الأمر بسيط للغاية، سيجلب الجميع العديد من التحديثات. سيبدأ الموسم من جديد بدءًا من تلك الجائزة، إذ أنّنا لا نعلم بعد من سيحظى بالتحديثات الأفضل. لكنّنا سنرى في برشلونة، في التجارب الحرّة ومن ثمّ خلال السباق".
 
وتقام الجمعة التجارب الحرة الاولى والثانية. فيما تقام السبت الفترة الثالثة الاخيرة من التجارب الحرة، والتجارب الرسمية المؤهلة، على ان يقام السباق يوم الاحد ظهرا بتوقيت غرينيتش.
 
-بوتاس لاثبات أهليته-
 
ويتطلع بوتاس الى اثبات أهليته بين الكبار، وتأكيد ان فوزه في روسيا لم يكن بدافع الصدفة، بعدما كان أول المنطلقين في البحرين. وقال: "الفوز في روسيا منحني الكثير من الثقة، ولطالما كنت اقول اني استطيع تحقيق الفوز، وأريد تحقيقه من جديد هنا في برشلونة". 
 
ولن يكون فوز بوتاس في كاتالونيا مفاجئا للخبراء، ذلك ان الحلبة اعتادت تتويج سائقين جدد، كما حصل مع فيرشتابن العام الماضي. وبحال تتويجه، سيكون بوتاس السائق الحادي عشر الجديد يفوز بالسباق، على حلبة يعرفها الجميع جيدا، ذلك انها تشهد تجارب الفرق التمهيدية للموسم الجديد.
 
وقال مدير مرسيدس توتو وولف انه فريقه يملك سيارة سريعة في التجارب والسباق، والتركيز على اختيار الاطارات على حلبة معروفة باستهلاكها للاطارات. وتوقع وولف تنافسا ورأى "ان السباق سيكون حاميا، خصوصا ان فيراري تعول على سيارة سريعة في ظروف مناخية باردة. وعلينا تكرار ما فعلناه في روسيا مع فالتيري (بوتاس)". 
 
وقال ان فريقه لم يجد تفسيرا لنتيجة هاميلتون في سوتشي (حل رابعا)، "حيث عانى لويس ظروفا صعبة في التجارب والسباق. وقد حاولنا تفسير ما حصل لنفهم الاسباب التي حالت دون جعله مرتاحا فيها. سنركز على سباق برشلونة، خصوصا ان نتائجنا في الفترة التحضيرية للموسم هناك لم تكن مشجعة، وسنعتمد اطارات قاسية، لأن ظروف الحلبة تختلف عن تلك الخاصة بحلبة سوتشي".
 
وكان بوتاس قدم سباقا مثاليا في روسيا، اذ تمكن عند الانطلاق من التفوق على ثنائي فيراري الذي كان في المقدمة، وتجاوز فيتل وتصدر السباق قبل المنعطف الثاني، ولم يخسر مركزه طوال اللفات الـ 52.
 
كما حافظ على هدوئه ورباطة جأشه في اللفات الأخيرة، بعدما تمكن فيتل من تقليص الفارق بينهما إلى أقل من ثانية واحدة.
 
ويقول مواطنه سائق الرالي السابق آري فاتانن، أن بوتاس "كثير التحليل وهادىء (...) لا يقدم نفسه كنجم، رجل يبقي قدميه على الأرض"، في إشارة إلى ابتعاده عن الأضواء، على عكس هاميلتون.
 
وقد يكون بروز بوتاس وتفوقه في بعض الأحيان، عامل توتر مع هاميلتون الذي نادرا ما يستسغ المنافسة من زميل له في الفريق نفسه. وطبع التوتر العلاقة بين هاميلتون وبطل العالم السابق الاسباني فرناندو ألونسو في فريق ماكلارين.
 
كما كان التوتر سمة علاقته مع روزبرغ وسط تنافس حاد في المواسم الثلاثة الماضية، اذ أحرز هاميلتون بطولة 2014 و2015 وكان وصيفه روزبرغ، وفاز الأخير ببطولة 2016 وكان وصيفه هاميلتون.
 
وكان بوتاس قال عند انضمامه لمرسيدس، ردا على سؤال عن هاميلتون، "انا واثق من اننا سنكون مقربين (...) من اننا سنعمل كفريق"، مضيفا "انا احترمه حقا كسائق وكشخص".
 
وأضاف "انه سريع جدا، يشكل مرجعا كبيرا بالنسبة لي".
 
لكن في جائزة البحرين الكبرى، اضطر بوتاس للالتزام بتعليمات الفريق الذي طلب منه فتح المجال أمام هاميلتون الذي كان يقدم توقيتا أفضل على الحلبة، لمحاولة اللحاق بفيتل المنفرد بصدارة السباق.
 
وكشف مدير مرسيدس توتو وولف في أعقاب هذا السباق ان الفريق قد يلجأ الى "أوامر الفريق" لكبح فيراري، مما يعني منح هاميلتون الأفضلية على بوتاس والتدخل لضمان ذلك عندما تدعو الحاجة.
 
وقال وولف "نحن لا نحبذ هذا الأمر على الاطلاق"، مذكرا بأن الفريق اعتمد الموسم الماضي سياسة مفتوحة بين هاميلتون وروزبرغ، مقرا في الوقت نفسه ان "الوضع مختلف حاليا... لذا يجب علينا القيام بتحليل ملائم لما يعني ذلك وأين نحن حاليا".
 
وعلى رغم تهنئة هاميلتون لبوتاس بعد سباق روسيا بقوله ان الفنلندي "قام بعمل استثنائي طوال عطلة نهاية الأسبوع"، الا ان البريطاني ثاني ترتيب بطولة السائقين، بدأ يواجه منافسة قوية من زميله الذي يتخلف عنه بفارق عشر نقاط فقط (73 لهاميلتون مقابل 63)، بينما يبتعد فيتل عن هاميلتون في الصدارة بـ 13 نقطة.