وصل نجم كرة السلة الأميركي السابق دينيس رودمان السبت الى العاصمة الصينية بكين قادما من كوريا الشمالية التي وصف زيارته اليها بـ"الرحلة الجيدة حقا"، وسط سعيه الى "فتح باب" بين بيونغ يانغ وواشنطن.

وأحاط الصحافيون برودمان الذي كان يرتدي قبعة بايسبول ونظاراتين شمسيتين وقميصا أسود عليه شعار الشركة الراعية للزيارة "بوتكوين"، وهي العملة الالكترونية المشفرة للتداول في التجارة المشرعة للقنب.

ورفض لاعب شيكاغو بولز السابق، المعروف بسلوكه الغريب حتى عندما كان لاعبا الى جانب الأسطورة مايكل جوردان وسكوتي بيبين ورفاقهما، إضافة المزيد بشأن رحلته المثيرة للجدل الى كوريا الشمالية التي حل فيها الثلاثاء بهدف "فتح الباب" أمام النظام، مدعيا بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيكون سعيدا بالمهمة التي قام بها.

وتحدث مساعد رودمان، الذي عرف عن نفسه باسم "فو"، عن لسان اللاعب المتوج بلقب الدوري الأميركي 5 مرات (1989 و1990 مع ديترويت بيستونز و1996 و1997 و1998 مع شيكاغو بولز)، قائلا "دينيس يعمل بجهد كبير من أجل البلدين. كما تعلمون، إنه يحاول تخفيف حدة التوتر بقدر الإمكان".

وتابع "هذا الأمر يتحقق عبر الرياضة، صحيح هذا الأمر؟ الرياضة توحد، الرياضة والموسيقى توحدان".

وخلال زيارته الى كوريا الشمالية، ظهر رودمان (56 عاما) في شريط فيديو وصور وهو يقدم هدايا الى وزير الرياضة كيم ايل غوك، بينها نسخة عن كتاب ترامب "أرت أوف ذي ديل"، أي فن الصفقة، وصابون وقميصان موقعان ونسخة عن الكتاب الترفيهي "ويرز والدو؟" الذي يقضي بالبحث عن شخص اسمه والدو بين مئات الأشخاص الموجودة على كل من صفحاته.

وهي الزيارة الخامسة لرودمان الى كوريا الشمالية. وفي 2014 كان اللاعب الذي تغطي جسده الاقراط والاوشام عرضة للكثير من الانتقادات بعدما ظهر في شريط فيديو وهو يغني عيد ميلاد سعيد لـ"صديقه مدى الحياة" الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-اون.

ولم يعرف إذا قابل رودمان الزعيم الكوري الشمالي في زيارته الأخيرة التي تأتي وسط تصعيد بين واشنطن وبيونغ يانغ على خلفية السلسلة الأخيرة من التجارب الصاروخية التي أجرتها بيونغ يانغ، ما أدى الى فرض عقوبات جديدة عليها من قبل مجلس الأمن الدولي.

- "دبلوماسية كرة السلة" -

والنجم الاميركي هو من الغربيين القلائل الذين قابلوا الزعيم الكوري الشمالي الذي تولى منصبه بعد وفاة والده كيم جونغ ايل في 2011.

وكان التقى الزعيم الكوري الشمالي خلال بعض زياراته السابقة، ووصف زياراته - ولا سيما تلك التي قام بها في 2013 مع فريق هارلم غلوبتروترز - بـ "دبلوماسية كرة السلة".

 وبنى رودمان علاقة خارج المعتاد مع الزعيم الكوري الشمالي منذ قيامه برحلته الاولى الى كوريا الشمالية في 2013، وزيارته الأخيرة الى بيونغ يانغ تزامنت مع إطلاق سراح الطالب الاميركي اوتو وارمبير الذي أفرجت عنه كوريا الشمالية عقب دخوله في غيبوبة وهو في السجن الذي أودع فيه في آذار/مارس 2016، بعدما أقر بسرقة ملصق سياسي من فندق.

وكرر المسؤولون الأميركيون أكثر من مرة بأن رودمان يسافر الى كوريا الشمالية بصفة شخصية، على رغم تقارير بأنه يعمل كمبعوث غير رسمي لترامب.

وكان موقف والد الطالب، فريد وارمبير، متوافقا مع التصريحات الرسمية الأميركية، إذ أكد بأن إطلاق سراح نجله ليس على علاقة بزيارة رودمان، علما بأن النجم السابق قال قبيل سفره من بكين الى بيونغ يانغ ان مناقشة قضية الأميركيين المحتجزين "ليس هدفي حاليا".

وقال الأطباء ان وارمبير يعاني تلفا موسعا في الأنسجة في كل أنحاء الدماغ، لكن لم تبد عليه آثار صدمة جسدية فيما لم توفر التحاليل الطبية أي إثبات قاطع على سبب إصاباته.

وهاجم والده فريد نظام كيم جونغ-اون لإخفائه المعلومات عن العائلة التي لم تتلق أخبارا عن ابنها الا نادرا خلال فترة سجنه.

وقال وارمبير في مؤتمر صحافي الخميس في منزل العائلة في سينسيناتي "حتى لو صدقنا تبريرهم الغيبوبة بالتسمم من مأكولات معلبة وحبة منومة، ونحن لا نصدقها... فلا عذر لأي بلد متحضر للتكتم على وضعه وحرمانه من رعاية صحية متطورة لهذه المدة الطويلة".

وأضاف "أناشدهم الافراج عن الأميركيين الآخرين المعتقلين"، وهم ثلاثة ما زالوا في كوريا الشمالية.