أكدت صحيفة "آس" الاسبانية أن الفشل كان عنوان أغلب الانتدابات الصيفية التي قام بها نادي برشلونة في الألفية الثالثة أي منذ صيف عام 2000 ، مشيرة الى أن ثلاثة انتدابات من أصل أربعة فشل أصحابها في تقديم الإضافة الفنية للفريق الكتالوني، ليضطروا لترك قلعة "الكامب نو" قبل انقضاء عقودهم .

وبلغة الأرقام، فإن برشلونة ومنذ الميركاتو الصيفي من عام 2000 وحتى الميركاتو الصيفي من العام المنصرم، قد اقدم على انتداب 76 لاعبًا لقاء مليار و 226 مليون يورو، حيث لم يستمر منهم مع الفريق لمدة تجاوزت الثلاثة مواسم سوى 20 لاعباً فقط ، في مقابل استمرار 30 لاعبًا منهم لمدة عامين أو اقل، بينما رحل مبكراً عن صفوفه 19 لاعباً، وتحديداً قبل نهاية موسمهم الأول مع الفريق.
 
وركز برشلونة في انتداباته على اللاعبين الأجانب، بعدما تعاقد مع 61 لاعبًا أجنبيًا مقابل جلبه 15 لاعباً اسبانيًا فقط على مدار 17 عاماً .
 
وتعتبر الصفقات التي قام بها "البارسا" في عهد الرئيس خوان غاسبارت أعوام 2000 و 2001 و 2002 هي الأسوأ في تاريخ النادي ، إذ أن أصحابها كلفوا خزينته مبالغ مالية طائلة، ولم يساهموا في تحقيق نتائج مميزة للفريق بدليل أن النادي خلال هذه الحقبة فشل في التتويج بأي لقب.
 
ومن ابرز الانتدابات التي قام بها النادي في هذه الفترة، هو تعاقده مع الأرجنتينيين خوان رومان ريكيلمي وخافيير سافيولا وخوان بابلو سورين و الإسباني كايزكا مانديتا و الهولندي مارك أوفرمارس وآخرين.
 
ومع تغيير مجلس الإدارة و تنحي خوان غاسبارت عن رئاسة النادي ومجيء الرئيس خوان لابورتا تغيّرت سياسة النادي كثيراً ، حيث تم إبرام صفقات كبيرة ساهمت في ترك بصماتها الإيجابية على نتائج الفريق إنطلاقاً من الميركاتو الصيفي لعام 2003 عندما تعاقد مع كل من البرازيلي رونالدينيو و المكسيكي رافاييل ماركيز ، ليبقى الميركاتو الصيفي لعام 2004 الأفضل بجلبه لكل من الكاميروني صامويل ايتو والبرتغالي ديكو والفرنسي لودوفيك جيولي والبرازيلي سيلفينيو، ونجوم آخرين قادت "البارسا" لاستعادة لقبي "الليغا" ودوري أبطال أوروبا.
 
وبعد ذلك العام، عاد الفشل ليطغى على انتدابات برشلونة حتى قيامه بثورة إحلال في صيف عام 2014 عندما ابرمت إدارة النادي صفقات وازنة خاصة مع الهداف الأوروغوياني لويس سواريز ولاعب الوسط الكرواتي ايفان راكيتيتش والحارسين كلاوديو برافو و تير شتيغن ، حيث ساهم هؤلاء بشكل مؤثر في تحقيق "البارسا" للثلاثية الثانية في تاريخ النادي، وذلك بعدما جمع في عام 2015 بين ألقاب الدوري والكأس المحليتين ودوري أبطال أوروبا القارية .
 
ومن اللافت للنظر انه حتى الانتدابات التي صنعت ضجة إعلامية وجماهيرية لم تنجح في برشلونة، ليرحل أصحابها قبل الموعد مثلما حدث مع الهداف السويدي زلاتان إبراهيموفيتش الذي بقي موسمًا واحداً فقط ، بالإضافة إلى الهداف التشيلي اليكسيس سانشيز الذي استمر ثلاثة أعوام ، وكذلك لاعب الوسط الإسباني سيسك فابريغاس .
 
وهكذا عاد برشلونة للدخول في سوق الانتقالات بعد انقضاء العقوبة التي سلطها عليه الاتحاد الدولي لكرة القدم(فيفا) في عام 2016 ، لينفق قرابة الـ 200 مليون يورو ، إلا أن اللاعبين المنتدبين لم ينجحوا مع الفريق على غرار لاعب الوسط التركي أردا توران والظهير الإسباني اليكس فيدال ولاعب الوسط البرتغالي أندريه غوميش و المهاجم الإسباني باكو ألكاسير، إذ بقت هذه الأسماء في صفوف الفريق الذي أحرز الثلاثية عام 2015 ، لتضطر إدارة الرئيس جوسيب بارتوميو إلى رصد ميزانية هامة لميركاتو الصيف الجاري على أمل جلب لاعبين أفضل.