كشف الملاك الصينيون الذين تولوا إدارة نادي ميلان الإيطالي عن نواياهم في بناء فريق كبير بإمكانه استعادة مجده الضائع، لا يقل قوة عن الفريق الذي صنعه مالكه ورئيسه السابق سيلفيو برلسكوني في نهاية الثمانينات وطوال فترة التسعينات مما جعله الأفضل والأقوى في إيطاليا والعالم.

وتجسدت أولى خطوات الصينيين لتحقيق حلم عشاق ميلان في رصد ميزانية كبيرة لتعزيز صفوف الفريق بانتدابات وازنة من شأن أصحابها قيادة الفريق إلى إنهاء الموسم المقبل (2017-2018) على إحدى المنصات أو احتلال أحد المراكز المؤهلة لخوض غمار بطولة دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، وهي البطولة التي غاب عن المشاركة فيها منذ أعوام، رغم انه أحد أكثر الأندية الأوروبية تتويجًا بلقبها.
 
وبحسب تقرير لصحيفة "سبورت " الإسبانية، فإن إدارة ميلان انفقت 135 مليون يورو حتى الآن ، وهو رقم لم ينفقه برلسكوني على صفقات النادي منذ سنوات طويلة ، بعدما عمد منذ صفقة البرازيلي ريكاردو كاكا في عام 2003 إلى التعاقد مع لاعبين نجوم من كبار السن لتفادي منحهم رواتب عالية.
 
وتصدر ميلان ترتيب الأندية الايطالية والأوروبية الأكثر إنفاقًا في الميركاتو الصيفي الحالي بإنفاق يصل إلى 135 مليون يورو ، رغم أن الصفقات التي ابرمها الصينيون، لا يعتبر أصحابها من الأسماء اللامعة إلا أن النادي "اللومباردي" ركز على انتداب لاعبين شباب مغمورين من أجل تفادي دخوله في منافسة قوية مع أندية أخرى.
 
هذا ونجح ميلان في إقناع الحارس الدولي الشاب جيان لويجي دوناروما في البقاء ضمن صفوفه وتمديد عقده لخمسة مواسم إضافية بعدما منحه راتبًا سنويًا يقدر بـ 6 ملايين يورو ، قاطعًا بذلك الطريق أمام ريال مدريد الإسباني و أندية أوروبية أخرى سعت لضمه، حيث يُعد التمديد للحارس الدولي الصفقة الأهم للنادي هذا الصيف بالنظر إلى الدور الهام المنتظر منه ليكون أحد أعمدة الفريق.
 
وعمد "الروسونيري" إلى تعزيز تركيبة الفريق في خطوطه الثلاثة، حيث تعاقد في خط الدفاع مع كل من السويسري ريكاردو رودريغيز من نادي فولفسبورغ الألماني نظير 18 مليون يورو ، ومع الأرجنتيني ماتيو موساشيو من نادي فياريال الإسباني بنفس السعر، وأخيراً مع الإيطالي أندريا كونتي من نادي اتالانتا مقابل 25 مليون يورو .
 
أما في خط الوسط، فتعاقد مع هاكن كالهانغولو من نادي باير ليفركوزن الألماني بنحو 22 مليون يورو، و مع العاجي فرانك كيسييه من اتالانتا الإيطالي بنحو 8 ملايين يورو، فضلاً عن الانتداب الأغلى لهذا الميركاتو ممثلاً بالبرتغالي أندريه سيلفا الذي استقطبه من نادي بورتو البرتغالي ، بعدما كلف خزينة النادي 38 مليون يورو، فيما عزز خطه الأمامي بالمهاجم فابيو بوريني من نادي سندرلاند الإنكليزي مقابل ستة ملايين يورو.
 
وتكشف معدلات الأعمار للاعبين، الذين ضمهم المدرب الإيطالي فينتشينزو مونتيلا هذا الصيف لصفوف الفريق اللومباردي، أن النادي يتبع سياسة المرحلية ويعمل على المديين القصير والطويل، حيث يتمثل المدى القصير من خلال استهداف عودة الفريق إلى مسابقة دوري أبطال أوروبا خلال الموسمين المقبلين، أما المدى الطويل فيتمثل باستهداف الملاك الصينيين في الموسم الثالث للعمل على المنافسة على اللقب القاري الذي لم ينله الفريق منذ عام 2007 ، شأنه شأن لقب الدوري الإيطالي "الكالتشيو"، الذي ناله آخر مرة في موسم (2010-2011).