توفي الاميركي تشاك بلايزر، العضو السابق في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والرجل النافذ في منطقة الكونكاكاف، والذي تحول المخبر الرئيسي في فضائح الفساد التي ضربت الهيئة الدولية، عن 72 عاما.

ووضعت المعاناة مع السرطان حدا لحياة بلايزر، الموقوف منذ عام 2015 عن مزاولة أي نشاط يتعلق بكرة القدم، بعد أعوام طويلة طبعها أسلوب حياة باذخ وأسفار حول العالم... وحب للقطط.
 
وقال محامو الأميركي في بيان لوكالة فرانس برس "اننا نشعر بالحزن الشديد لوفاة موكلنا وصديقنا، تشاك بلايزر".
 
أضاف البيان "ان سوء تصرفه، والذي قبل تحمل مسؤوليته كاملة، لا يجب ان يحجب تأثير تشاك الايجابي على كرة القدم الدولية".
 
ويعتبر بلايزر أحد أبرز أسباب تكشف فضائح الفساد في الفيفا، اذ كان المخبر الرئيس الذي لجأ اليه مكتب التحقيقات الفدرالي الاميركي "اف بي آي" لكشف خفايا المخالفات المالية في اتحاد أكثر لعبة شعبية عالميا، والتي أطاحت برؤوس كبيرة أبرزها الرئيس السابق للفيفا السويسري جوزيف بلاتر.
 
وجنى بلايزر الملايين من كرة القدم، وعاش أسلوب حياة باذخ شمل السفر على متن طائرة خاصة، واستئجار شقة مقابل 18 ألف دولار شهريا في "برج ترامب" الشهير في مدينة نيويورك، وشقة أخرى في المبنى نفسه لقاء ستة آلاف دولار شهريا، مخصصة لقططه.
 
وتفجرت الفضيحة في أيار/مايو 2015 عشية الجمعية العمومية للاتحاد، عندما أوقفت الشرطة السويسرية في زوريخ 7 مسؤولين بارزين في الفيفا بطلب من القضاء الاميركي الذي اتهمهم بتلقي رشى وعمولات بقيمة 150 مليون دولار منذ تسعينات القرن الماضي.
 
وأدت سلسلة الفضائح الى اعتقال واتهام نحو 40 مسؤولا سابقا في الفيفا، والى ايقاف بلاتر الذي اضطر الى الاستقالة من منصبه بعد إعادة انتخابه في العام نفسه. وخلفه مواطنه جاني إنفانتينيو في انتخابات الرئاسة في شباط/فبراير 2016.
 
وأوقف بلايزر عن ممارسة أي نشاط مرتبط بكرة القدم مدى الحياة في 9 تموز/يوليو 2015 لاعترافه بتلقي رشاوى وتبييض الاموال.
 
وشدد محامو بلايزر على ان "تشاك شعر بحزن عميق وندم على أفعاله. أعرب عن ندمه الصادق تجاه ناخبيه وزملائه السابقين وجميع لاعبي كرة القدم والمشجعين الذين شعروا بخيبة امل بسبب سلوكه".
 
شغل بلايزر منصب الأمين العام لاتحاد الكونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي) بين 1990 و2011، وعضوية اللجنة التنفيذية للفيفا بين 1996 ونيسان/ابريل 2013، وكان من النافذين في كرة القدم العالمية.
 
- "مستر 10 بالمئة" -
 
لطالما اعتبر بلايزر من أبرز مسؤولي اللعبة في القارة الاميركية الى جانب الترينيدادي جاك وارنر رئيس اتحاد كونكاكاف السابق، وكان حليفا سابقا لبلاتر. وهو اعترف للمحققين بالحصول على أكثر من 11 مليون دولار كرشى بين العامين 2005 و2010.
 
وكشفت تقارير سابقة ان اتفاق التعاون بين بلايزر والقضاء الاميركي في نيويورك بدأ في كانون الاول/ديسمبر 2011، عندما كان لا يزال عضوا في لجنة الفيفا، اذ وافق على المشاركة في نشاطات سرية وفقا لتعليمات محددة من الوكلاء القانونيين ومكتب المدعي العام.
 
وتحدثت تقارير اعلامية عن تلقيه مبالغ باهظة خلال توليه مسؤولياته في اتحاد الكونكاكاف. وأشار تقرير للجنة النزاهة في الاتحاد عام 2013، الى ان بلايرز حصل على أكثر من 20,6 ملايين دولار كعمولات وبدلات ايجار وغيرها، بين 1996 و2011.
 
وبين العامين 2004 و2011، جرى تحويل نحو 26 مليون دولار من مصاريف الكونكاكاف الى حساب مصرفي خاص تابع له.
 
عقد بلايزر اتفاقا مع القضاء الاميركي أقر بموجبه بالتهم الموجهة اليه طوال سنوات هيمنته على اتحاد الكونكاكاف مع وارنر، والتعاون مع التحقيق والادلاء بشهادته، مقابل خفض عقوباته.
 
أقر بالذب بتهم تتضمن الابتزاز، التهرب من الضرائب، الاحتيال المالي الالكتروني ومؤامرات لتبييض الأموال، وتلقي رشى لتغيير مسار التصويت في عمليات اختيار البلدان المضيفة لكأس العالم.
 
عرف بلقب "مستر (السيد) 10 بالمئة"، في إشارة الى اتفاق مع الكونكاكاف ضمن له الحصول على 10 بالمئة من عائدات الاتحاد. الا ان بلايرز دافع عن نفسه، واعتبر ان هذه العائدات مكافأة لعمله في المساعدة على تعزيز صورة كرة القدم في الكونكاكاف.
 
وقال في تصريح سابق "انا مرتاح تماما لانني قمت بعمل ممتاز. أمضيت 21 عاما في بناء اتحاد الكونكاكاف ومسابقاته وعائداته وانا كنت المسؤول عن المستوى الجيد لدخله".
 
ينسب البعض للرجل البدين ذي الشعر الأبيض واللحية الطويلة الكثة، الفضل في تعزيز اللعبة في القارة الاميركية على رغم انه لم يركل كرة في حياته. الا انه حظه بدأ ينفذ في الأعوام الأخيرة، لاسيما مع مفاخرته بأسلوب حياته الباذخ.
 
فهو أطلق مدونة ("بلوغ") بعنوان "أسفار مع تشاك بلايزر وأصدقاء"، خصصها لسرد رحلاته وإجازاته حول العالم، وعرض صور الأوقات التي يمضيها مع المشاهير والسياسيين، من أمثال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وملكات الجمال.
 
من الأسباب التي أدت الى انكشاف فساده ومحاولاته لإخفاء مستوى دخله الحقيقي، فشله في تقديم عائداته الضريبية بين 2005 و2010.
 
وبحسب التقارير، أوقف بلايزر من قبل عنصر في مكتب التحقيقات الفيدرالي وآخر من سلطات الضرائب الأميركية عام 2011، وهو في طريقه الى أحد مطاعمه المفضلة في مدينة نيويورك الاميركية.