على رغم انها لا تزال تسعى للتغلب على خوفها من البحر، تحلم مينوري كاواي، راكبة الأمواج اليابانية الصغيرة الحجم (1,60 م) والسن (16 عاما)، بالذهب في سنة 2020، عندما تصبح هذه الرياضة منافسة أولمبية ضمن دورة الألعاب الصيفية التي تستضيفها عاصمة بلادها.

 
لا يزال أمام كاواي مسار طويل لتصبح منافسة جدية على ذهبية أولمبياد طوكيو 2020. فهي حاليا مصنفة 27 في الدرجة الثانية لراكبات الأمواج في العالم، الا ان حلم الذهب بدأ يدغدغ مشاعرها، لاسيما في أعقاب إحرازها مؤخرا منافسة محلية في اليابان.
 
وتقول كاواي لوكالة فرانس برس ان فوزها في دورة شيبا، الواقعة على بعد ساعة من طوكيو، "عزز بشكل كبير ثقتي بنفسي (...) لم أتخيل يوما انني قادرة على الفوز بمنافسة على هذا القدر من الاهمية".
 
تضيف "كان الأمر بمثابة حلم تطلب تحقيقه وقتا طويلا (...) الفوز في المنطقة التي أركب الأمواج فيها يوميا أمر رائع. تمكنت من اختبار ما يعنيه الفوز وأنا واثقة من ان ذلك سيمنحني أفضلية".
 
وترى التلميذة المراهقة ان "الأمواج في اليابان أقل ارتفاعا (من الأمواج في بحار أو محيطات مناطق أخرى في العالم)، ما سيمنح أفضلية لراكبي الأمواج اليابانيين" المعتادين عليها أكثر من غيرهم.
 
وتبرز بين راكبات الأمواج اليابانيات، اضافة الى كاواي، هيناكو كوروكاوا ورينا كيتزاوا، واللواتي يترقبن الأولمبياد الصيفي الثاني الذي تستضيفه طوكيو (بعد عام 1964) بدءا من 24 تموز/يوليو 2020.
 
وحتى ذلك الحين، تأمل كاواي في ان تصبح من ضمن أبرز الرياضيات المشاركات في هذه المنافسة عالميا. ومع تقدمها السريع في تصنيف الدرجة الثانية، تحظى اليابانية الناشئة بفرصة دخول تصنيف الدرجة الأولى بدءا من الموسم المقبل.
 
تؤكد كاواي انها "لا تشعر بالضغط"، الا انها تتمرن بمعدل أربع ساعات يوميا وتشارك بكل منافسة ممكنة "بشكل جدي"، معتبرة ان القدرة على السفر حول العالم في هذه السن "هو امتياز".
 
- "لدي فرصة" -
 
بدأت كاواي بمزاولة ركوب الأمواج منذ السابعة من عمرها، بعدما أمضت المراحل الأولى من طفولتها وهي تراقب والدها يقوم بذلك.
 
وتوضح انها أصبحت سريعا "شديدة التعلق" بالرياضة، واكتسبت على مر الأعوام مهارات السرعة في تنفيذ الحركات والرشاقة على اللوح.
 
خبرت كاواي خلال مسيرتها القصيرة نسبيا، سلسلة حوادث "مخيفة"، "ففي إحدى المرات أثناء ركوب الأمواج في استراليا، لمحت زعانف" اعتقدت انها لأسماك قرش، و"قلت لنفسي: الأكيد انها ستبتلعني".
 
الا ان هذه الزعانف كانت عائدة لدلافين. لكن اليوم نفسه لم يمر على خير "اذا تعرضت للسعة من قنديل بحر، وفقدت القدرة على التنفس بشكل صحيح، وتم نقلي الى المستشفى" لتلقي العلاج.
 
وتقول الناشئة اليابانية "يمكن للبحر ان يكون مرعبا. عندما تجد نفسك وحيدا في مواجهة العديد من الأمواج الضخمة، تقول لنفسك أحيانا انك ستموت لا محالة"، الا انها تؤكد اقتناعها بوجوب "ان أتخطى الخوف لكي أصبح يوما ما راكبة أمواج أفضل".
 
وسيدخل ركوب الأمواج ضمن المنافسات الأولمبية في طوكيو 2020 للمرة الأولى، الى جانب رياضات أخرى هي البايسبول والتسلق ولوح التزحلق ("سكايت بورد"). 
 
وفي ركوب الأمواج، يتوقع مشاركة 40 رياضيا يتقدمهم رياضيون من دول معروفة في هذه الرياضة كالولايات المتحدة واسترليا والبرازيل.
 
ولقي الاعلان عن اعتماد هذه المنافسة ضمن الرياضات الاولمبية العام الماضي، ترحيب العديد من مزاوليها، ومنهم الفرنسي جيريمي فلوريس الذي رأى ان هذه الرياضة نالت أخيرا التقدير الذي تستحقه، لاسيما في فرنسا وأوروبا حيث لا يزال ينظر اليها على انها "ترفيه".
 
وفي اليابان أيضا، كان الترحيب بهذه الخطوة حاضرا. 
 
وتقول كاواي "أمر لا يصدق ان تأتي الالعاب الاولمبية الى اليابان، مع ركوب الامواج كرياضة جديدة".
 
تضيف انها ستكون في سن "مثالية" عندما يحين موعد دورة الالعاب الاولمبية المقبلة "لذا لدي فعلا فرصة. عندما أركب الأمواج (...) أحلم أحيانا بميدالية أولمبية، ذهبية طبعا".