ستحاول الصين بغطاسيها، وروسيا باختصاصييها في السباحة الايقاعية مواصلة فرض هيمنتهما على منافسات بطولة العالم السابعة عشرة للسباحة التي تنطلق الجمعة في بودابست وتستمر حتى 30 تموز/يوليو.

واعتادت الصين وروسيا، كل منهما في مجالها، اقتطاع حصة الاسد من الميداليات، ولم تتركا الا الفتات للدول الاخرى المشارك.

ففي الغطس لفئتي الرجال والسيدات، ومن الارتفاعات الثلاثة (1 و3 و10 امتار)، لا يمكن مقاومة الصين التي حصدت في النسخة السابقة قبل عامين في مدينة قازان الروسية 10 من اصل 13 ميدالية ذهبية، و15 في المجموعة العام.

والدليل القاطع اكثر على الهيمنة الصينية هو ان 4 ميداليات ذهبية سقطت خارج سلتها من اصل 33 ميدالية وزعت في النسخ الثلاث الاخيرة من بطولة العالم.

ويأمل البريطاني طوم دايلي (23 عاما) ان يكون احد الغطاسين الذين يملكون كلمة لقولها في هذه النسخة بعد 13 عاما من تتويجه بطلا لاوروبا من منصة ارتفاع 10 امتار، وبطلا للعالم بعد عام من لقبه الاوروبي اي عندما كان في الرابعة عشرة من عمره.

وتتويج جديد لدايلي يجعله ينسى دون شك خيبة امله الاولمبية العام الماضي (2016) في ريو دي جانيرو حيث لم يستطع التأهل الى الدور النهائي.

 وهذه السيطرة الصينية المطلقة من المنصات المتحركة والثابتة لها ما يعادلها في السباحة الايقاعية عند روسيا.

ولم يفلت من "شياطين" الرقص الروس امام جمهورهم في قازان عام 2015 سوى لقب واحد في الزوجي المختلط ادخل حديثا الى بطولة العالم وذهب الى الولايات المتحدة.

وفي المنافسات النسائية 100%، حصلت راقصات روسيا على 29 من آخر 30 ذهبية، وجاء الاختراق الوحيد عام 2009 من الجانب الاسباني في كومبينيه الباليه التي توضع نقاطها على اساس الحركات المختلفة في الفردي والزوجي والثلاثي والمنتخب.

- الادوار الاولى للسيدات -

وتبحث كل من الصين وروسيا بالتأكيد عن توسيع هذه الهيمنة في العاصمة المجرية، لكن الامر سيكون مختلفا مع انطلاق منافسات السباحة في 23 تموز/يوليو والتي تستمر حتى آخر ايام البطولة في 30 منه.

وتقام المنافسات في المجمع المائي "دانوب ارينا" الجديد الذي يتسع لـ 12 الف متفرج، وبني على ضفة نهر الدانوب في غضون سنتين بعد اعتذار المكسيك لاسباب مالية عن استضافة البطولة التي كانت مقررة في مدينة غوادالاخارا.

وستكون الادوار الاولى في هذه البطولة للسيدات في غياب "الدولفين" الاميركي المعتزل مايكل فيلبس، صاحب 23 ذهبية اولمبية، ومواطنه راين لوكتي الموقوف بسبب اختلاقه خلال مشاركته الاولمبية العام الماضي اعتداء مزعوما استهدفه لغرض السرقة مع مجموعة من رفاقه عندما كان عائدا الى القرية الاولمبية في ساعات الفجر الاولى.

ولا شك في ان الدور الاول ستلعبه "الملكة" الاميركية كايتي ليديكي (20 عاما) المدعوة للدفاع عن القابها الخمسة (200 و400 و800 و1500 والتتابع 4 مرات 200 م حرة).

ولا يقل اهمية ايضا دور "المعجزة" المجرية كاتينكا هوشو (28 عاما) الذي ستسبح امام جمهورها، وكذلك "الصاروخ" السويدي، سارة سيوشتروم (23 عاما) التي ظهرت منذ بداية العام بأفضل مستوى ما يرشحها لتحسين رقمها القياسي في سباق 100 م فراشة والذي سجلته في اولمبياد ريو 2016 (55,48 ثانية).

وفضلا عن هوشو صاحبة ذهبيات 200 م متنوعة و400 متنوعة و100 م ظهرا في ريو، ستلعب المجر احد اوراقها الاساسية الرابحة في الحوض التاريخي في جزيرة مارغيريت على نهر الدانوب حيث تقام منافسات كرة الماء.

وسيحاول المنتخب المجري المتوج بتسعة القاب اولمبية لكنه غاب عن نسختي 2012 في لندن و2016 في ريو، استعادة اللقب العالمي الذي فقده عام 2015 واكتفى بالمركز السادس، وكتابة صفحة جديدة في سجل مجده التاريخي.

واعلن الاتحاد الدولي للسباحة ان وفدا يمثل افغانستان سيشارك لاول مرة في بطولة العالم.