رغم مرور نحو شهرين عن نهاية الموسم الرياضي (2016-2017) إلا أن نادي برشلونة الإسباني لم يبرم سوى صفقتين فقط خلال "الميركاتو الصيفي" مكتفيًا بإعلانه الاتفاق على ضم الظهير الأيمن الدولي البرتغالي نيلسون سيميدو من نادي بنفيكا، إضافة إلى إعادته لمهاجمه السابق الإسباني جيرارد دولوفيو .

وفي وقت تمكنت فيه كافة الأندية الأوروبية الكبيرة بما فيها غريمه التقليدي ريال مدريد من القيام بانتدابات في الانتقالات الصيفية، إلا ان مسيري النادي الكتالوني لا يزالون تائهين في هذه "الميركاتو" رغم انه بحاجة إلى إبرام صفقات عديدة ووازنة للقيام بإحلال جزئي لقائمته الفنية بعد النتائج المتواضعة التي سجلها الفريق في الموسم المنصرم، وفشله في الاحتفاظ بلقب "الليغا" الإسبانية ، فضلاً عن فشل أغلب صفقاته الصيفية التي ابرمها في عام 2016 ، مع عدم إغفال حاجة المدرب لأسماء جديدة تتناسب مع أسلوبه التكتيكي .
 
ومن اللافت للنظر أن إدارة برشلونة حاولت إبرام عدة صفقات ضمن احتياجاتها لدعم صفوف الفريق، إلا أن محاولاتها باءت بالفشل مع أكثر من لاعب طالب به المدرب فالفيردي، وهو أمر لم تعتد عليه جماهير "البلوغرانا" بعدما استقطب النادي ألمع وأغلى الأسماء على غرار الهداف لويس سواريز وقبله النجم البرازيلي نيمار دا سيلفا .
 
وبدا وكأن برشلونة هذا العام يتعرض إلى حصار صيفي من قبل أندية محلية وأخرى أوروبية رفضت التنازل عن أحد لاعبيها، مهما كانت العروض المالية التي قدمها النادي الكتالوني .
 
فالمساعي الحثيثة التي بذلها المفاوضون الكتالونيون للتعاقد مع متوسط الميدان الإيطالي ماركو فيراتي، قد اصطدمت بطريق مسدود من قبل مسؤولي نادي باريس سان جرمان، الذين ابدوا استعدادهم لمنح فيراتي كل ما يريده من مطالب مالية مقابل بقائه في حديقة الأمراء وعدم الانتقال إلى قلعة "الكامب نو"، رغم ان اللاعب صرح برغبته الشخصية في ارتداء قميص برشلونة قبل أن يتراجع عن موقفه ويقدم اعتذاره لإدارة وجماهير ناديه ويعلن رغبته بالاستمرار مع نادي العاصمة الفرنسية. 
 
ويعكس الرفض المطلق لباريس سان جيرمان برحيل فيراتي إلى إقليم كتالونيا، عن العلاقة الفاترة التي تربط بين الناديين منذ تولي القطريين ملكية النادي الباريسي ومحاولاتهم التعاقد مع نجوم نادي برشلونة، كما أن تداعيات موقعة "الريمونتادا" الشهيرة ،قد زادت من تأزم العلاقة بين الكتالونيين والباريسيين، إضافة إلى ان حالة فيراتي التي كشفت الصعوبة التي يعانيها "البارسا" في السوق الباريسية، بعدما فشل خلال السنوات القليلة الماضية في التعاقد مع المدافعين البرازيليين تياغو سيلفا و ماركينيوس.
 
كما حاول برشلونة جلب ظهير أيمن لتعويض رحيل البرازيلي داني الفيش عن صفوفه في موسم 2016 و فشل خليفته الإسباني أليكس فيدال في تقديم ذات المردود الفني، فاستهدف التعاقد مع الإسباني هيكتور بيليرين نجم نادي أرسنال الإنكليزي، الذي عبر هو الآخر عن تطلعه للعب في برشلونة، إلا أن إدارة النادي اللندني ومدربه الفرنسي أرسين فينغر وقفا للاعب بالمرصاد وحرما "البارسا" من جهوده، رغم أن "المدفعجية" كانوا قد وضعوا بيليرين على قائمة الانتقالات قبل أن يقرروا سحب إسمه والإبقاء عليه.
 
وبحسب تأكيدات لصحيفة "ماركا" الإسبانية، فإن إدارة برشلونة قد تكون تلقت خطاباً رسمياً من إدارة أرسنال تؤكد من خلالها إصرارها على الاحتفاظ بمدافعها الإسباني، رغم أن العلاقة بين الناديين جيدة وشهدت انتقال العديد من الأسماء بينهما منذ عام 2000.
 
في المقابل، غير نجم خط وسط ريال بيتيس الإسباني داني سيبايوس من وجهة النادي الذي سينتقل إلى صفوفه، حيث كان يفضل اللعب لبرشلونة ، إلا أن ناديه وافق على رحيله إلى ريال مدريد بعدما خاض الأخير معه مفاوضات واتصالات ساخنة انتهت بتغيير طريقه من برشلونة إلى مدريد للعب مع "الميرنغي".
 
كما وجد برشلونة نفسه مجبراً على تقديم عرض مالي ضخم، إذا ما أراد التعاقد مع النجم البرازيلي فيليب كوتينيو نجم خط وسط نادي ليفربول الإنكليزي، بعدما وجد منافسة شرسة من قبل باريس سان جيرمان الذي لم يكتفِ بحرمانه من لاعبيه بل تجاوز ذلك إلى قطع الطريق أمامه للتعاقد مع نجوم الأندية الأخرى.
 
وأجبرت هذه المساعي الفاشلة إدارة نادي برشلونة على استهداف لاعبين آخرين من خارج أوروبا، حيث أكدت صحيفة "سبورت"، سعي الكتالونيين لجلب البرازيلي باولينيو نجم نادي غوانغجو إفرغراند تاوباو الصيني إلا ان هذه المحاولات لم يكتب لها النجاح، بعد رفض الصينيين لرحيل "ابن السامبا" هذا الصيف.
 
ورغم نجاح برشلونة في التمديد لنجمه وهدافه الأرجنتيني ليونيل ميسي والذي كان التحدي الأقوى، إلا أن عشاق النادي يترقبون قيام إدارة ناديهم لانتدابات هامة خلال الميركاتو الصيفي، تشمل خطوط الفريق الثلاثة، نظراً لحاجة المدرب فالفيردي إلى لاعبين اثنين في مركز قلب الدفاع وآخر في الظهير الأيمن، بالإضافة إلى لاعب وسط بإمكانه إعادة الحيوية لهذا الخط، فضلاً عن البحث عن مهاجم بديل لأحد أضلاع الثلاثي الهجومي الشهير بـ "MSN" يستطيع المدير الفني الجديد الاستنجاد به في الأوقات الحرجة.