تتطلع السباحة المجرية كاتينكا هوسو، الملقبة بـ"السيدة الحديدية"، الى فرض هيمنتها بين جماهيرها وفي أحواض بلادها التي تستضيف بطولة العالم للسباحة حتى 30 تموز/يوليو.

وتؤكد السباحة المجرية الفائزة بثلاث ذهبيات وفضية في اولمبياد ريو الصيف الماضي أن "الشعور مميز دائما عندما تشارك أمام جمهورك".
 
وأضافت في مقابلة مع موقع محلي (Index.hu) عشية انطلاق منافسات السباحة الأحد في أحواض "دونا ارينا" حيث كانت تتمرن لأشهر عديدة، "أنا أعرف أن كل وأصغر بلاطة هنا في الأرض (المسبح) ستحييني، وأنا سأرد بالمثل. هذه هي أفضلية التنافس على أرضك".
 
بعد أولمبياد ريو الصيف الماضي حيث حصدت السباحة البالغة 28 عاما ثلاث ذهبيات وفضية، ترى هوسو أن مونديال بودابست "هو الخطوة البديهية الثانية لكي أشعر بالحافز".
 
وستنافس في سباقات 200 و400 م متنوعة و100 و200 م ظهرا و200 م حرة و200 م فراشة، كما كانت الحال في نسخة 2015 في قازان الروسية.
 
وستكون هوسو التي تحمل الرقم القياسي العالمي في 100 م متنوعة و200 م متنوعة (حوض طويل وحوض قصير) و400 م متنوعة (حوض طويل وحوض قصير) و100 م ظهرا (حوض قصير) و200 م ظهرا (حوض قصير)، مرشحة على الأقل لتكرار سيناريو قازان 2015 واحراز ذهبيتي 200 و400 م متنوعة.
 
لكن السباحة المجرية تعترف بأنها تشعر ببعض الضغط جراء التنافس بين جماهيرها، مضيفة "هذا الحوض جميل للغاية، لكنه يضع بعض الضغط علينا كمجريين. الآن، يتوجب علينا جميعا السباحة بشكل أسرع بالتأكيد".
 
وفي ظل اعتزال الاسطورة الاميركي مايكل فيلبس، تعد هوسو التي درست في الولايات المتحدة في جامعة جنوب كاليفورنيا، من أبرز الوجوه في عالم السباحة، اذ انتخبت في السنوات الثلاث الماضية أفضل سباحة في العالم من قبل الاتحاد الدولي كما أنها أول من يتخطى حاجز المليون دولار في تاريخ الرياضة كجوائز مالية ناجمة عن مشاركاتها في السباقات.
 
وتحمل هوسو، فضلا عن ذهبياتها الاولمبية الثلاث، 17 لقبا عالميا و21 لقبا اوروبيا، وهي تتشارك مع فيلبس بعدد الارقام القياسية العالمية (7)، وتتميز بان ارقامها السبعة فردية، فميا يملك فيلبس اربعة ارقام في سباقات الفرق.
 
- التعويض في ريو 2016 -
 
وهوسو هي من القلائل في عالم السباحة الذين يملكون ماركة ثياب سباحة باسمهم، وبالطبع أطلقت عليها "ايرون لايدي" أي السيدة الحديدية، كما أنها تتفاعل كثيرا مع جمهورها البالغ حوالي نصف مليون متابع على موقع فيسبوك، وتخاطبه غالبا عبر خدمة البث المباشر "لايف".
 
ومن المؤكد أن ما تعيشه هوسو في العامين الأخيرين أنساها الى حد ما الخيبة التي اختبرتها في اولمبياد 2012 حيث خرجت خالية الوفاض.
 
وتتحدث السباحة المجرية عن تلك التجربة قائلة "كنت متوترة للغاية من فكرة ما يمكن أن يحصل إذا خسرت ولم أفز بميدالية".
 
وبعد الذي حصل في اولمبياد لندن 2012، قررت هوسو أن يصبح صديقها في حينه وزوجها حاليا شاين توسوب الذي تعرفت عليه خلال أيامهما في جامعة جنوب كاليفورنيا، مدربها في خطوة أعطت ثمارها وجعلت من الأخير شخصية محبوبة جدا بالنسبة لرواد المواقع الاجتماعي بسبب حماسه وتفاعله خلال السباقات التي تخوضها زوجته.
 
ووصل الأمر بحساب تويتر الأولمبي الرسمي لشبكة "ان بي سي" الأميركية خلال اولمبياد ريو الصيف الماضي الى حث النساء على "ايجاد شخص يحبك بقدر حب زوج كاتينكا هوسو لزوجته".
 
وأكدت هوسو أن اولمبياد لندن كان درسا بالنسبة لها "لأني أدرك امكانية الاستعداد ذهنيا بشكل مختلف... لا أرى بأن المستحيل موجود إذا كان الطريق الى النجاح معبدا بشكل جيد".
 
ونفت هوسو بشدة ما يشاع عن قساوة التمارين التي تفرض عليها من قبل زوجها والتي تتضمن الاساءة بحسب ما أشاع البعض.
 
- لا تهاب المواجهة -
 
ما هو مؤكد أن المدرب-الزوج ترك أثره الإيجابي وفتح الباب امام هوسو لتعويض خيبة لندن 2012 من خلال تحطيم الرقم القياسي العالمي في أول سباق لها في ريو 2016 في طريقها لإحراز ذهبية 400 م متنوعة، ثم أضافت ذهبيتي 100 م ظهرا و200 م متنوعة، محرزة في السباق الأخير رقما قياسيا اولمبيا.
 
وفي رد على بعض الايحاءات بشأن التقدم الذي حققته منذ اولمبياد لندن 2012 وامكانية لجوئها الى "مساعدة"، في تلميح الى امكانية تنشطها، قررت هوسو مقاضاة مجلة "سويمينغ وورلد" الأميركية بعدما نشرت الأخيرة مقالا تساءلت فيه السباحة الكندية السابق كايسي باريت: "هل تلقى كاتينكا هوسو المساعدة في الأداء الذي تقدمه؟".
 
ورأت المحكمة الأميركية أن الدعوى التي تقدمت بها هوسو غير صالحة لأن ما صدر في المقال يستند الى حرية التعبير.
 
والدعوى التي تقدمت بها هوسو ليست سوى جزء من المواجهات التي خاضتها المجرية ولا تزال، فهي فازت العام الماضي بمواجهتها مع الاتحاد المجري للسباحة، وأجبرت رئيسه والمدرب الوطني على الاستقالة من منصبيهما.
 
واضطر رئيس الاتحاد المحلي تاماس غيارفاس الذي يشغل ايضا منصب نائب رئيس الاتحاد الدولي للسباحة، الى الاستقالة من منصبه بعدما اتهمته هوسو بادارة الرياضة بأسلوب ديكتاتوري.
 
وهذا العام، وجهت هوسو سهامها نحو الاتحاد الدولي للسباحة وأطلقت قبل ايام معدودة من انطلاق بطولة العالم رابطة تمثل السباحين في مواجهة الاتحاد الدولي الذي تتهمه بتجاهل السباحين وافتقاره للرؤية.
 
وكتبت هوسو في صفحتها على موقع "فيسبوك": "نريد التعامل مع السباحين كشركاء متساوين. نأمل أن يجلسوا (مسؤولو الاتحاد الدولي) معنا على طاولة المفاوضات، يستمعوا إلى أصوات السباحين المحترفين الذين يريدون قول كلمتهم في القرارات الهامة حول مستقبل رياضتهم".
 
وتهدف "الرابطة العالمية للسباحين المحترفين" التي أعلنت هوسو تأسيسها إلى تمثيل رياضيين من "كل القارات".