شهدت سوق الانتقالات الصيفية الحالية أكبر إنفاق لنادي مانشستر سيتي الإنكليزي على الانتدابات منذ انتقال ملكية النادي للشيخ منصور بن زايد آل نهيان في عام 2008 ، بعدما بلغت قيمة الصفقات التي ابرمها المدرب الإسباني بيب غوارديولا ما يقارب من 292 مليون يورو نظير إبرامه لسبعة تعاقدات، فيما لا يزال هذا الرقم مرشحاً للإرتفاع قبل إغلاق باب الانتقالات في بداية شهر سبتمبر المقبل.

ووفقًا لصحيفة "سبورت" الإسبانية المقربة من المدرب بيب غوارديولا الذي يتولى تدريب مانشستر سيتي منذ صيف عام 2016 ، فإن الفريق لا يزال مصممًا على انتداب لاعبين آخرين في ظل إصرار "الفيلسوف الإسباني" على بناء تشكيلة جديدة تتوافق مع أسلوبه وطريقته التكتيكية، مدعمة بدكة احتياط تتوافر على البديل الجاهز .
 
وكان غوارديولا قد انفق غداة توليه الإدارة الفنية لـ "لسيتزن" ما يقارب من 150 مليون يورو، إلا انه على الرغم من ذلك ، فشل فشلاً ذريعا في كافة المسابقات المحلية والقارية التي خاضها، حتى انه تأهل إلى بطولة دوري أبطال أوروبا بشق الأنفس وفي الرمق الأخير من منافسات الموسم.
 
ويسعى غوارديولا إلى القيام بانتداب لتعزيز خياراته الهجومية عبر التعاقد مع الفرنسي الشاب كيليان مبابي نجم نادي موناكو الفرنسي ، أو الجناح التشيلي أليكسيس سانشيز مهاجم نادي أرسنال الإنكليزي، غير أن المنافسة الشديدة على ضم الفرنسي الواعد ، وإصرار النادي اللندني على الاحتفاظ بنجمه التشيلي، سيصعبان من مهمة غوارديولا وسيرفعان قيمة أي صفقة منهما.
 
وباحتساب قيمة الانتدابات التي ابرمتها إدارة مانشستر سيتي لتلبية الاحتياجات التكتيكية للمدرب غوارديولا ، فقد ارتفع حجم الإنفاق في الميركاتو منذ تولي الإماراتيين ملكية النادي إلى سقف لم يصله أي نادٍ في أوروبا بعدما بلغ المليار و 559 مليون يورو ، مقابل 974 مليون يورو أنفقها نادي مانشستر يونايتد ، و 983 مليوناً صرفها نادي ريال مدريد الإسباني ، و 863 مليوناً دفعها نادي برشلونة الإسباني.
 
ورغم أن الإنفاق اقترب من المليار يورو الثاني، إلا أن ذلك لم يحقق كافة الطموحات والأهداف التي يتطلع النادي إلى تحقيقها، بعدما اكتفى بنيل لقب الدوري الإنكليزي مرتين فقط في عامي 2012 و 2014 ، أما على الصعيد القاري فقد اكتفى الفريق ببلوغ المربع الذهبي مرة واحدة فقط في عام 2016.
 
وهذا واعترف غوارديولا بحاجة "السيتزن" إلى الكثير من العمل الجاد لعشر سنوات كاملة ليحصل على مكانة تضاهي مكانة أندية برشلونة وريال مدريد الإسبانيين و بايرن ميونيخ الألماني ، ويصبح قادرًا على المنافسة على أي بطولة يخوض منافساتها، وهو ما يؤكد استمرار الإماراتيين على إنفاق الكثير من الأموال في قادم المواسم من اجل تحقيق أحلامهم وأحلام عشاق النادي.
 
وتؤكد تصريحات واعترافات غوارديولا أن التعاقدات المكلفة ليست كافية لأي نادٍ ليصعد إلى منصات التتويج ، حيث يحتاج أيضا إلى تاريخ عريق وجماهير وشعبية واسعة في الداخل والخارج ، بالإضافة إلى قدرة إدارية على أعلى مستوى من الكفاءة، مع إيجاد إستقرار فني ومالي في الفريق.