قلة من النساء شغلن سابقا وظيفة حكم في دوري أوروبي بارز لكرة القدم، الا ان الألمانية بيبيانا شتاينهاوس ستصبح في موسم 2017-2018، أول سيدة تتولى تحكيم مباريات في البوندسليغا الالمانية.

لن تكون شتاينهاوس (38 عاما) أول سيدة تقود مباريات في ألمانيا فحسب، بل هي الأولى على مستوى البطولات الوطنية الخمس الكبرى أوروبيا (المانيا، انكلترا، فرنسا، اسبانيا، وايطاليا)، لتشكل سابقة في ميدان تحتل النساء 3,7 بالمئة فقط من مناصبه الاساسية.
 
وفي حين لم تحدد بعد المباراة الأولى لشتاينهاوس في دوري الدرجة الاولى الالماني، الا انها قادت السبت مباراة بين بايرن ميونيخ وشيمنيتز (5-صفر) ضمن الجولة الاولى من كأس المانيا.
 
وأثبت السيدة الالمانية انها لا تخشى الركض وسط اللاعبين البارزين، ولم تمتنع عن التربيت على كتف لاعب بايرن الفرنسي فرانك ريبيري، عندما قام ممازحا بفك شريط حذائها قبل ركلة حرة.
 
وعلق ريبيري "هي قوية، تتمتع بالكثير من القوة (...) كان فاصلا ممتعا وهي تجاوبت معه وكانت ذات روح مرحة"، مضيفا "يمكنك ان تمزح مع الحكام، لكن من الضروري أيضا وجود احترام متبادل".
 
ومدحت الأمينة العامة للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) فاطمة سامورا الحكم، واعتبرت ان إدارتها مباريات في الدرجة الاولى "رسالة قوية الى باقي العالم (...) اذا كنت جيدا، لا يهم ما هو جنسك".
 
لكن شتاينهاوس تسعى الى النأي بنفسها عن النظر اليها كرائدة نسوية، على رغم اعتبارها ان اعتمادها كحكم لمباريات الدوري الالماني هو "مبادرة رائعة".
 
وقالت في مخيم تدريبي للحكام في تموز/يوليو "لم أخطط أبدا، ولا زلت لا أخطط، لأكون رائدة في التحرر" من القيود .
 
أضافت "انا أقوم فقط بما أحبه".
 
منذ عام 2011، قادت نحو 80 مباراة في دوري الدرجة الالمانية الثانية، ونهائي السيدات ضمن مسابقة كرة القدم في دورة الالعاب الاولمبية الصيفية 2012 في لندن، ونهائي دوري الابطال للسيدات هذا الموسم. وفي دوري الدرجة الاولى الالماني، أدت دور الحكم الرابع، وقامت بدفع يد المدرب الاسباني السابق لبايرن جوسيب غوارديولا عندما حاول وضع يده حولها خلال مباراة عام 2014.
 
لم تنج الحكم البالغ طولها 1,81 سنتم من التلميحات ذات الطبيعة الجنسية على أرض الملعب. ففي العام 2015، قامت بطرد الدولي الالماني كريم دميرباي الذي كان في حينه لاعبا مع فورتونا دوسلدورف، الذي قال لها ان لا مكان للنساء في كرة القدم.
 
وعوقب اللاعب من قبل الاتحاد الالماني بإيقافه خمس مباريات.
 
- حلم يتحقق -
 
تقر شتاينهاوس التي تتعاون مع مدرب للياقة البدنية، ان قيادة مباريات في البوندسليغا سيكون تحديا على أرض الملعب وخارجه، لاسيما وان الذكور يهيمنون على كرة القدم الالمانية حتى النسائية منها. 
 
ويتولى رجال تدريب 10 من 12 فريقا في دوري الدرجة الاولى للسيدات في المانيا.
 
وقالت شتاينهاوس "أعتقد ان البوندسليغا هي خطوة إضافية الى الامام. لقد عملت بشكل مكثف والسرعة (في الدوري) مختلفة".
 
أضافت "بالتأكيد، كسيدة تتولى التحكيم، سأكون تحت تفحص أكثر دقة، لاسيما من قبل وسائل الاعلام (...) لا أسعى الى إثارة الاهتمام وزملائي يعرفونني بما يكفي ليعرفوا ذلك".
 
وتعمل شتاينهاوس كشرطية وتربطها علاقة حميمة بالحكم الانكليزي السابق هاورد ويب الذي قاد نهائي كأس العالم عام 2010 بين اسبانيا وهولندا.
 
قال عنها لوتز مايكل فروهليخ، أحد المسؤولين عن التحكيم في ألمانيا، "خلال أعوامها الخمسة الأولى، حجزت بيبيانا مكانا لنفسها" .
 
أضاف "في السنوات الخمس التالية، تحسنت كثيرا على المستوى البدني وتأقلمت مع متطلبات المستوى العالي. كذلك، طورت مهارات عالية في ادارة اللعب، وفي نهاية موسم 2015-2016، كانت الأولى في تصنيف الحكام في الدوري الألماني للدرجة الثانية".
 
وعلى رغم عدم تحديد مباراتها الأولى بعد، الا ان شتاينهاوس تترقب تجربتها الأولى على أرض الملعب، وتعتبر ان "كل مباراة ستكون بالنسبة إلي تجربة لكسب الثقة وهدفي هو أن يقال بعد كل صافرة نهاية: لقد كانت الحكم المناسب لهذه المباراة".
 
أضافت ان قيادة مباراة في دوري الدرجة الاولى "كانت دائما حلما بالنسبة إلي، وأنا أشعر بالغبطة لان ذلك سيصبح حقيقة".