عيد ميلاد ومفاجأة كبيرة؟ بينما يستعد للعودة الى الملاعب السبت عشية احتفاله بعيد ميلاده الـ40، فتح حارس المرمى العملاق جانلويجي بوفون باب الجدل على مصراعيه، ملمحا الى امكانية مواصلة مسيرته الرائعة مع فريق يوفنتوس بطل الدوري الايطالي لكرة القدم في المواسم الستة الاخيرة.

نظريا، طويت صفحة أولى في 13 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي في ميلانو عقب فشل المنتخب الايطالي في تخطي السويد في الملحق الاوروبي المؤهل الى نهائيات كأس العالم المقررة في روسيا هذا الصيف. بالدموع، أكد بوفون اعتزاله المغامرة الدولية تمهيدا لانهاء مسيرته الكروية في ختام الموسم الحالي.

وقتها، قال بوفون ان "الوقت لا يرحم" عقب إدراكه انه لن يشارك في كأس العالم للمرة السادسة، ولن يحظى بفرصة ان يصبح أكبر لاعب يتوج بلقب كأس العالم متخطيا مواطنه حارس مرمى يوفنتوس السابق دينو زوف الذي توج باللقب العالمي في سن الاربعين.

يبقى هذا التصريح أقرب الى نظرية، لأنه إذا كان الوقت لا يرحم، فإنه لا يزال رغم ذلك أكثر تسامحا مع البعض. الأحد يحتفل بوفون بالذكرى الأربعين لميلاده، ولا يزال يبدو كما هو عليه خلال تألقه مع بارما في بداية مشواره الاحترافي عام 1995: قويا، سريعا، صارما.

خرج بوفون الجمعة في مقابلة لصحيفة "لا ريبوبليكا" الايطالية ليفتتح باب مواصلة مشواره الكروي مع نادي "السيدة العجوز". وقال "سألتقي قريبا مع الرئيس أندريا أنييلي وسنناقش ذلك".

أضاف "أريد الأفضل لهذا الفريق، معرفة الدور الذي يمكن أن ألعبه، وإذا كان يوفنتوس يفكر في أنني ما زلت مهما في الفريق"، متابعا "سيعجبني ذلك (اللعب لموسم إضافي)، ولكن يتعين البحث عن الحل الافضل مع النادي. ما هو مؤكد هو أنني لا أريد أن أصبح مشكلة، سواء ليوفنتوس أو لزملائي في الفريق ".

- 'جندي' -

وكان "جيجي" زرع بعض الشك في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بتأكيده انه سيبقى في تصرف منتخب بلاده حتى بعد الاعتزال الدولي.

وقال حامل الرقم القياسي الأوروبي في المباريات الدولية (175 مباراة)، "لقد كنت دائما جنديا وفيا للمنتخب الايطالي ويوفنتوس، لذلك لا أستطيع أن أهرب. حتى في سن الـ 60، إذا كان هناك مشكلة حراس مرمى، سأرد بالايجاب على استدعائي لأن هذه هي الطريقة التي أتصور بها فكرة الأمة".

هل يستمر التاريخ؟ في الوقت الراهن، توقف في الاول من كانون الاول/ديسمبر بسبب إصابة في ربلة الساق حرمت بوفون من تسع مباريات مع ناديه. وسمح هذا الغياب لبديله والمرشح لخلافته الدولي البولندي فويسييتش تشيسني، لإثبات قيمته، اذ دخل مرماه هدف واحد.

المسيرة ستستأنف قريبا جدا لان بوفون سيكون ضمن المجموعة التي ستذهب غدا السبت الى فيرونا لمواجهة كييفو ضمن الدوري المحلي. وكان مدرب يوفنتوس ماسيميليانو أليغري أعلن قبل بضعة أسابيع أن بوفون "سيكون أساسيا عندما يعود الى الملاعب".

في الواقع، سيجلس بوفون على دكة البدلاء السبت قبل ان يستعيد مكانه في التشكيلة الاساسية الثلاثاء المقبل في ذهاب نصف نهائي مسابقة كأس ايطاليا أمام أتالانتا برغامو على ملعب "يوفنتوس ارينا" في تورينو.

من جهته، قال تشيسني (27 عاما) "ليس هناك عيب في أن تكون الحارس الثاني بعد جيجي. لم أختر اللعب مع يوفنتوس لمدة عام ولكن لـ 10 أعوام. حصولي على فرصة التدرب معه تعتبر تجربة رائعة".

سيبدأ العد التنازلي قريبا مرة أخرى. في الاول من كانون الاول/ديسمبر، توقف بوفون عند 629 مباراة في دوري الدرجة الاولى في ايطاليا. يبقى امامه 17 مباراة هذا الموسم. وبما أنه لن يلعب ضد كييفو، فإن "جيجي" سيصل في أفضل الأحوال الى 645 مباراة في دوري النخبة، بفارق مباراتين فقط خلف صاحب الرقم القياسي في عدد المباريات في الكالشيو مدافع ميلان الدولي السابق باولو مالديني. 

قد تبدو هذه الرغبة دافعا أساسيا لبوفون للعودة وتخليد اسمه في تاريخ الدوري الايطالي. أما الدافع الآخر فقد يكون رغبته في إحراز لقب دوري أبطال أوروبا، أكبر لقب لا يزال غائبا عن خزائن الحارس المتوج مع منتخب بلاده بلقب كأس العالم 2006.