كأن فشل التأهل الى نهائيات كأس العالم للمرة الأولى منذ 60 عاما وعدم فوز أي فريق بلقب مسابقة دوري أبطال أوروبا منذ 2010، لا يكفيان الكرة الإيطالية التي دخلت في المزيد من المشاكل المتفاقمة أصلا مع الفشل في انتخاب رئيس جديد لاتحاد اللعبة.

وعاشت العاصمة الإيطالية روما الإثنين "مهزلة" حقيقية، وكان نجم المنتخب السابق جاني ريفييرا أفضل من عكس الواقع المرير للعبة في هذا البلد المتوج بطلا للعالم أربع مرات، بالقول "نجحنا في تحقيق نتيجة أسوأ من فشل المنتخب الوطني في التأهل الى كأس العالم، وهذا أمر يصعب تحقيقه".

وكانت الجمعية العامة للاتحاد الإيطالي ليلة الاثنين نسخة طبق الأصل عن الفوضى التي عاشها ملعب "سان سيرو" في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي عندما أدرك الإيطاليون أنهم سيغيبون عن كأس العالم للمرة الأولى منذ 60 عاما بعد فشلهم في الفوز على السويد في اياب الملحق الأوروبي.

ومن بين المرشحين الثلاثة لخلافة كارلو تافيكيو الذي استقال من رئاسة الاتحاد على خلفية فشل المنتخب في التأهل الى مونديال روسيا 2018، كان لاعب المنتخب وروما السابق داميانو توماسي (41 عاما) الوحيد الذي يتمتع بالمواصفات الضرورية لتحقيق التغيير المطلوب في كرة القدم الإيطالية.

لكن وبعد جمعية عمومية وأربع جولات اقتراع، فشل أي من المرشحين الثلاثة - رئيس رابطة الهواة كاسيمو سيبيليا، ورئيس رابطة الدرجة الثالثة غابرييلي غرافيننا، ورئيس رابطة اللاعبين المحترفين توماسي، في نيل الغالبية المطلوبة للفوز.

وتحولت الجمعية العمومية التي عقدت في احد الفنادق بالقرب من مطار فيومنتشينو في العاصمة الايطالية روما الى مزحة سمجة جدا، وبعد اربع جولات كانت الورقة البيضاء الفائزة في النهاية.

وأعطى سيبيليا وتوماسي تعليماتهما بوضع ورقة بيضاء في صناديق الاقتراع قبل عملية الانتخاب التي تواجه فيها سيبيليا وغرافينا.

ونال غرافينا الذي رفض اتفاقا في اللحظات الاخيرة مع سييبليا على 39,06 من نسبة الاصوات، مقابل 1,53 لمنافسه، في حين ارتفعت نسبة الاوراق البيضاء الى 59,09 في المئة.

ورأى توماسي الذي خرج من السباق قبل الجولة الأخيرة من التصويت، أن "هذا اليوم يعكس الواقع الحالي للكرة الإيطالية. لم نتمتع بالشجاعة لبدء مسار التغيير. آمل أنه بعد التأمل، سيدرك الجميع أن التغيير ضروري".

وكانت الصحافة الإيطالية قاسية في تعليقها على ما حصل الإثنين وتحدثت "كورييرو ديلو سبورت" عن "مهزلة"، واعتبرت صحيفة "توتوسبورت" الصادرة من تورينو بأن "الاتحاد الإيطالي لكرة القدم سجل هدفا في مرماه"، فيما رأت "غازيتا ديلو سبورت" أن ما حصل يشكل "هزيمة لكرة القدم".

- تحت سلطة الوصاية -

ومن جهته، اعتبر مدير عام نادي يوفنتوس جوسيبي ماروتا أنها "صفحة سوداء. فشل كرة القدم الإيطالية".

والفشل في انتخاب رئيس للاتحاد الإيطالي يعني بأن اللجنة الأولمبية المحلية ستكون الوصي على الاتحاد، وهي دعت الى اجتماع استثنائي الخميس عبر رئيسها جوفاني مالاغو الذي كان من الداعين الى إرجاء الانتخابات، نظرا لعدم قدرة أي من المرشحين على ضمان الغالبية المطلوبة، وتحذيره من ان الفشل في انتخاب رئيس جديد سيؤدي الى وضع الاتحاد تحت وصاية اللجنة الأولمبية.

وحض مالاغو على إرجاء الانتخابات ثلاثة أشهر، الى حين انتخاب رئيس جديد لرابطة دوري الدرجة الأولى "سيري آ"، وهو منصب شاغر أيضا منذ فترة. ومع الفشل في انتخاب رئيس للاتحاد، تجد كرة القدم الايطالية نفسها حاليا من دون رئيس للاتحاد، ودون رئيس لرابطة دوري الدرجة الأولى، ودون مدرب للمنتخب الأول الذي لم يعين حتى الآن خلفا لجانبييرو فنتورا.

وسيوضع الاتحاد الإيطالي تحت وصاية اللجنة الأولمبية للمرة الأولى منذ 2006 وفضيحة "كالتشوبولي" التي طالت الدرجتين الأولى والثانية وتسببت بإنزال يوفنتوس الى الدرجة الثانية وتجريده من لقبين.

وأشارت وسائل الاعلام الإيطالية الى أن وصاية اللجنة الأولمبية على اتحاد الكرة قد تدوم من ستة أشهر حتى عام ونصف.

وسيكون على الجمهور الكروي في ايطاليا الانتظار والصبر لتحقيق المطلب الذي رفعه عاليا في اليوم التالي لفشل منتخب بلاده في بلوغ نهائيات مونديال روسيا 2018 باحداث ثورة حقيقية والقيام بمراجعة عميقة للحال التي وصل اليه الدوري الايطالي الذي لم يفز أي من فرقه بلقب دوري الأبطال منذ 2010، فيما يعود اللقب الأخير في "يوروبا ليغ" أو كأس الاتحاد الأوروبي سابقا الى عام 1999.