ربما انخفضت حقوق نقل مباريات الدوري الانكليزي الممتاز لكرة القدم ("برميرليغ") مقارنة بالسنوات الاخيرة، الا ان خبراء يرون ان زمن العائدات التلفزيونية الهائلة لكرة القدم الانكليزية، لم يبدأ عصر الأفول بعد.

حافظت شبكة "سكاي"، شريك النقل الرئيس منذ اطلاق صيغة الدوري الجديدة في 1992، على موقعها كناقل رسمي للمباريات الحية، بعد نيلها أربع حزم من أصل سبع للفترة بين 2019 و2022، بينما نالت "بي تي" الحزمة الأخرى المباعة حتى الآن، بقيمة اجمالية بلغت 6,16 مليارات دولار اميركي (4,46 مليار جنيه استرليني).

ومع انتظار بيع المزيد من المباريات (200 للموسم الواحد بعدما كانت 168 في العقد الحالي)، يتوقع ان يتخطى الرقم الاجمالي كلفة الفترة السابقة (2016-2019) والبالغة 7,09 مليارات دولار (5,14 مليارات جنيه)، الا ان سعر المباراة الواحدة انخفض من 14 مليون دولار أميركي (10,2 ملايين جنيه) الى 12,8 مليون دولار (9,3 ملايين جنيه).

تلقي وكالة "فرانس برس" نظرة على اسباب التباطؤ في التضخم الوافر بعد زيادات بنسبة 70% تواليا في 2012 و2015.

- "تصحيح في السوق" -

بالكاد تمكن رئيس رابطة الدوري ريتشارد سكودامور من احتواء سعادته قبل ثلاث سنوات، لدى اعلانه الزيادة الهائلة في قيمة حقوق النقل في بريطانيا.

كانت الصفقة جيدة الى درجة انها أثارت حالة من الذعر في أوروبا. حذر رئيس رابطة الدوري الاسباني خافيير تيباس ان البرميرليغ قد يصبح "أن بي ايه" (دوري كرة السلة الاميركي للمحترفين) كرة القدم"، وذلك بعد ضمانه 2,65 ملياري يورو (3,25 مليارات دولار) للحقوق المحلية في دوري بلاده.

مع ذلك، لم يكن متوقعا الوصول مجددا الى هذا المستوى من التضخم.

ويقول رئيس الرابطة السابق ريك باري "أعتقد أن الصفقة الاخيرة كانت غير عادية وفاجأت الجميع. لم يكن أحد يتوقع نموا بنسبة 70 بالمئة".

وتابع ان الصفقة الجديدة هي عبارة عن "تصحيح بسيط في السوق".

- حقوق خارجية -

يتوقع البرميرليغ الحفاظ على ايراداته من خلال حقوق النقل الخارجية.

في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، تم تقدير صفقة مع موقع "بي بي تي في" الصيني بدءا من 2019 بقيمة 700 مليون دولار اميركي، أي 10 أضعاف العقد الحالي للحقوق في الصين. 

كما تردد ان شبكة "ان بي سي" الاميركية، دفعت في 2015 مليار دولار اميركي لست سنوات، حتى موسم 2021-2022.

ويرى تيم بريدج، المدير في مجموعة الأعمال الرياضية ضمن شركة "ديلويت" للتدقيق المالي، انه "على الصعيد الدولي، أجريت عقود في الولايات المتحدة، الصين، البرازيل وأفريقيا".

ويتابع لوكالة فرانس برس "النمو الكبير في أسواق جديدة يؤشر إلى ان الشهية تجاه البرميرليغ حول العالم لم تتراجع".

وفي اجتماع عبر الهاتف مع مستثمرين الاسبوع الماضي، قال ايد وودوارد، المدير التنفيذي السابق لنادي مانشستر يونايتد، ان "الجمهور العالمي المتراكم (للدوري) ارتفع 9% سنويا، مع زيادة قوية في آسيا وأميركا الشمالية".

- "اتفاق حبي" -

أدى اتفاق بين "سكاي و"بي تي" في تشرين الثاني/نوفمبر، تضمن تبادل المحتويات بينهما للمرة الاولى، دورا مهما في كبح قيمة حقوق المباريات، بحسب خبراء.

ويقول الخبير المالي في كرة القدم كيران ماغواير "توصلت بي تي وسكاي الى اتفاق حبي.. دخلت بي تي السوق الرياضية لان سكاي كانت تشفط سوق الحزمة العريضة ("برودباند"). اتفاق نوفمبر لتبادل الخدمات إشارة على ان التنافس العدائي بينهما يتراجع".

الأربعاء، ارتفعت قيمة سهم شركة سكاي بنسبة 3 بالمئة بعد تباهيها بخفض الصفقة الجديدة سعر المباراة بنسبة 16% من الاتفاق السابق، وذلك لنقل 128 مباراة، بينها كل مباريات الجمعة والاحد والاثنين.

وبحسب جوليان اكويلينا من شركة "اندرز" للتحليل الإعلامي "هذه أخبار ممتازة بالنسبة لسكاي (...) لم يتم دفع أي من اللاعبين (في اشارة الى القنوات) للترشح لنيل كل الحزم كما في المرة الاخيرة. لا يزال في مقدورهم تقديم كل الحزم لعملائهم، على افتراض ان أي طرف ثالث لن يفوز بالحزمتين المتبقيتين (40 مباراة)".

- ليس وقت الذروة بعد لأمازون؟ -

التغيير في عدد وبنية الحزم المعروضة كان جزءا من استراتيجية البرميرليغ لزيادة الأسعار من خلال تحفيز عمالقة التكنولوجيا مثل أمازون وفيسبوك للحصول على الحقوق. 

اهتمام لم يتجل بالظهور، برغم أن أمازون قد تتقدم للترشح لنيل الحزمتين الأخيرتين.

قدرة شركات التكنولوجيا على بث الرياضة الحية "لا تزال في مهدها"، بحسب بريدج الذي يشير الى تكاليف انتاج وعرض باهظة فضلا عن نيل الحقوق.

- مشكلة القرصنة -

عامل آخر قلص قيمة الحقوق الرياضية هو البث غير القانوني عبر الانترنت. ويقول أكويلينا "كانت القرصنة مصدر قلق كبير. بقي ظلها يلوح في أفق حقوق كرة القدم ورياضات أخرى في السنوات الماضية".

وتابع "لانها مكلفة جدا وشعبية جدا، يلجأ الناس للعثور على طرق أخرى للمشاهدة، لذا لعبت القرصنة دورا كبيرا في تخفيض الاسعار".