سيحاول سائق مرسيدس البريطاني لويس هاميلتون أن يحدد وتيرة موسم 2018 من بطولة العالم لسباقات الفورمولا واحد، منذ السباق الافتتاحي المقرر الأحد على حلبة ملبورن التي تحتضن جائزة استراليا الكبرى، على أمل الوصول الى سباق 25 تشرين الثاني/نوفمبر في أبوظبي متساويا مع الأرجنتيني خوان مانويل فانجيو.

وبعدما بدا في طريقه لمنح فريق فيراري لقبه العالمي الأول منذ 2007، عجز السائق الألماني سيباستيان فيتل عن مجاراة هاميلتون مع وصول البطولة الى منتصفها، وخسر معركة اللقب قبل سباقين على انتهاء الموسم، ليتساوى البريطاني مع منافسه من حيث عدد الألقاب، ولكل منهما أربعة (مقابل 7 لحامل الرقم القياسي ميكايل شوماخر).
 
وبحسب المتوقع، قد يتكرر السيناريو في بداية الموسم الحالي في ظل المستوى الذي قدمته سيارة فيراري في التجارب، على غرار سيارة ريد بول، ما ينذر بصراع ثلاثي أقله في السباقات الأولى من الموسم.
 
بالنسبة الى هاميلتون، لا شيء يمكن أن يؤثر على اندفاعه حتى وإن كانت المسألة مرتبطة بعقده مع مرسيدس والحديث عن التوجه لتمديده مقابل راتب سنوي قدره 55 مليون دولار، بحسب التقارير الصحافية.
 
وقبل أيام على بداية الموسم الجديد، أكد هاميلتون انه في قمة اندفاعه رغم بلوغه الثالثة والثلاثين من عمره. أضاف "لا أشعر بأنني في الفصل الأخير، ولا أشعر بأني على وشك الشروع بعقدي الأخير. أريد أن أصل الى ملبورن وأنا في قمة عطائي البدني".
 
 
وأشار السائق البريطاني الذي قد يواجه منافسة محتملة ايضا من زميله الفنلندي فالتيري بوتاس ومواطن الأخير سائق فيراري كيمي رايكونن، الى انه يريد "نيل المركز الأول في التجارب التأهيلية والفوز بالسباق عن جدارة".
 
وفاز هاميلتون مرتين بسباق ملبورن عامي 2008 و2015، على غرار منافسه فيتل الذي يبدو ايضا في قمة تركيزه عشية انطلاق الموسم الجديد.
 
وأكد الالماني "نحن نعلم ما يجب القيام به. هناك دروس كانت واضحة للعيان، وبعضها كان مخفيا، لكني متأكد من أننا سنحفر عميقا لمحاولة العثور عليها جميعا"، مضيفا "نحن متحمسون وجاهزون تماما".
 
ورأى في مؤتمر صحافي الخميس "هدفي المطلق الفوز مع فيراري والفوز ضد الافضل، ويمكن القول ان لويس أحدهم".
 
وعلى هاميلتون وفيتل الحذر من ثنائي ريد بول الأسترالي دانيال ريكياردو والهولندي ماكس فيرشتابن، لاسيما بعدما أظهر الفريق النمسوي أنه قادر على تشكيل خطر على مرسيدس وفيراري، استنادا الى ما قدمته السيارة الجديدة "آر بي 14" خلال التجارب.
 
وأقر هاميلتون بأن "ريد بول هي (السيارة) الأسرع في الوقت الحالي"، مشددا "أنا واثق جدا بفريقي والعمل الذي قام به، أنا أعتقد وحسب بأن المنافسة ستكون متقاربة".
 
وسيكون ريكياردو تحت ضغط كبير في السباق الافتتاحي الذي يخوضه على أرضه، لاسيما أن الأستراليين ما زالوا ينتظرون السائق الذي بإمكانه تكرار انجاز آلن جونز، آخر استرالي أحرز لقب سباق بلاده، عام 1980.
 
- "اللفة المثالية"؟ -
 
وأقر ريكياردو بأن "بدء الموسم من استراليا يعني أن هناك الكثير من الاهتمام... وبأن أكون الأسترالي الوحيد على خط الانطلاق فهذا الأمر يزيد حجم الاهتمام، التساؤلات والتوقعات".
 
وعلى رغم التعديلات التي شهدتها قوانين البطولة هذا الموسم، ستكون الانظار متجهة مجددا نحو هاميلتون، الباحث عن معادلة رقم فانجيو وتعزيز رقمه القياسي في عدد مرات الانطلاق من المركز الأول (72).
 
وعلى رغم هذه الهيمنة على التجارب الرسمية، لا يزال البريطاني مقتنعا بأنه لم يحقق بعد "اللفة المثالية". وقال في تصريحات لشبكة "سكاي سبورتس"، "لم أقم بعد باللفة المثالية، على الاطلاق (...) اللفة المثالية؟ لا، وهذا هو الرائع بشأن هذه الرياضة: لا تصل الى المثالية أبدا".
 
ويعول هاميلتون في الموسم الجديد على سيارة يؤكد مسؤولو فريق مرسيدس انها تتجاوز بأشواط سيارة الموسم الماضي. وخلال فترة الاختبارات التي تسبق انطلاق الموسم، لم تظهر السيارة أي علامات ضعف أو "تعب"، وخاضت عددا من اللفات أكثر من أي وقت مضى.
 
في الموسم الماضي، حل هاميلتون ثانيا في السباق الافتتاحي خلف فيتل الذي بدا في طريقه لاحراز لقبه الرابع في بطولة العالم، قبل ان تتبدل الرياح بعد إجازة منتصف الموسم.
 
ولم يتمكن أي سائق في المواسم الأربعة الماضية من حرمان هاميلتون لقب بطولة العالم، باستثناء زميله السابق في مرسيدس الالماني نيكو روزبرغ (2016). ويبدو الأخير واثقا من قدرة هاميلتون على التفوق مجددا، اذ قال في تصريحات لشبكة "سكاي"، ان البريطاني "يمر بفترات لا يكون فيها بأفضل مستوى له... عليك الاستفادة بأفضل شكل منها، وسيباستيان قام بذلك بشكل جيد العام الماضي".
 
أضاف "عندما يتمتع لويس بنهايات أسبوع جيدة، يكون لا يقهر، هو سريع بشكل لا يصدق وربما الأفضل بين السائقين حاليا (...) الطريقة الوحيدة لهزم لويس هي ان تكون في أفضل نسبة بكل شيء، ان يكون موسمك مثاليا. في ما عدا ذلك، ليست لديك أي فرصة"