يعتبر تصميم "هالو" الذي أدخل على هيكل السيارات، التعديل الأكثر إثارة للجدل في الموسم الجديد من بطولة العالم لسباقات الفورمولا واحد التي في نهاية الأسبوع الحالي من حلبة ألبرت بارك في مدينة ملبورن الأسترالية.

بعد أعوام طويلة من البحث والتطوير، استقر الاتحاد الدولي للسيارات "فيا" على "هالو"، وهو كناية عن هيكل من التيتانيوم وألياف الكربون، وضع فوق مقصورة القيادة لحماية السائقين من الحطام المتطاير الذي قد ينجم عن حوادث مميتة، كالذي تعرض له الفرنسي جول بيانكي في جائزة اليابان عام 2014 والبريطاني جاستن ويلسون خلال سباق في فئة "اندي كار" العام التالي في الولايات المتحدة.
 
وكان مدير فريق مرسيدس بطل العالم، النمسوي توتو وولف، من أشد المنتقدين لهذا النظام، اذ قال "لست معجبا بتاتا بالأمر برمته وإذا اعطيتموني منشارا فلن أتردد في تقطيعه"، مضيفا "أعتقد أننا في حاجة الى الاعتناء بسلامة السائق لكن ما قمنا بتنفيذه ليس جذابا بتاتا من الناحية الجمالية ونحتاج للتوصل الى حل يبدو أفضل (شكلا) بكل بساطة".
 
وموقف وولف يتوافق مع رد فعل "المتحمسين" لسباقات الفورمولا واحد لأنهم يعتبرون أن مقصورة سيارات سباقات الجائزة الكبرى يجب ان تكون مفتوحة، بينما يتذمر آخرون ببساطة من المنظر غير الجذاب لتصميم "هالو".
 
كما أبدى سائقون تذمرا من صعوبة الدخول والخروج من السيارة، والتعرف الى سائقين آخرين خلال وجودهم خلف المقود. 
 
وقال بطل العالم البريطاني لويس هاميلتون سائق مرسيدس، أنه غير معجب بهذا التصميم، لكن "عرفنا منذ فترة بأنه قادم. أعتقد أنه بعد سباقات عدة سننسى أنه موجود حتى".
 
- "فوضى عارمة" -
 
الا ان سائق ريد بول الاسترالي دانيال ريكياردو شكا من ان النظام يجعل الوصول الى مقصورة القيادة صعبا، كما لجأ فريق وليامس الى سلم في تجارب ما قبل الموسم لمساعدة السائقين على دخول السيارة والخروج منها.
 
وكشف الفرنسي بيار غاسلي الذي سيكون أحد السائقين الأساسيين في ريد بول لهذا الموسم بعدما شارك في خمسة سباقات الموسم الماضي، أنه مزق لباسه مرات عدة خلال دخوله وخروجه من السيارة.
 
أضاف "لا يعجبني. الدخول والخروج (من السيارة) فوضى عارمة".
 
ولم يكن موقف سائق هاس الدنماركي كيفن ماغنوسون مختلفا، إذ كشف انه "من الصعب الدخول الى السيارة ومن الصعب الخروج منها. من الصعب إخراج مقود السيارة وإدخاله. الوضع ببساطة غريب ومزعج".
 
الا ان عددا من السائقين لم يبدوا ممانعتهم لهذا "الابتكار" الجديد.
 
ورأى سائق وليامس الكندي لانس سترول ان "هالو" سيقوم بلا شك بـ "إنقاذ أرواح"، بينما شدد بطل العالم السابق وسائق ماكلارين حاليا الإسباني فرناندو الونسو على عدم وجود "مجال لأي جدل" عندما يتعلق الأمر باعتماد نظام يؤدي في نهاية المطاف الى تحسين سلامة السائقين.
 
هذه النقطة هي الدافع الأساسي للمسؤولين عن سباقات السرعة.
 
فرئيس الاتحاد الدولي للسيارات الفرنسي جان تود أكد ان الدافع الاساسي لاعتماد "هالو" هو إنقاذ الأرواح، وتم بناء لطلب من رابطة سائقي الفورمولا واحد "جي بي دي اي".
 
أضاف "أنا مندهش لسماعي بعض الناس يقولون: +حسنا، سباق السيارات خطير، إذا حدث ذلك (وفاة أحد السائقين جراء حادث)، فيكون قد حدث+".
 
- ابتكار ايكليستون! -
 
وتابع في تصريحات أدلى بها مؤخرا في لندن "العام الماضي، توفي 42 شخصا في سباقات السيارات. الأمر غير مقبول (...) هل تتخيلون كيف سنشعر جميعنا إذا حدث شيء ما كان بإمكاننا تجنبه بوجود +هالو+؟".
 
النقطة "الايجابية" بشأن "هالو" هي ان اعتماده أتى بعد أعوام من البحوث، خلافا لآخر قانون أثار جدلا في سباقات الفورمولا واحد، أي نظام التجارب التأهيلية الذي قرر العراب السابق للبطولة البريطاني بيرني ايكليستون تطبيقه قبل أسبوعين من انطلاق موسم 2016.
 
وكان النظام الجديد يقضي بإقصاء أبطأ سيارة كل 90 ثانية من جولة التجارب التأهيلية الرسمية، وذلك بهدف إضفاء المزيد من الإثارة على التجارب. الا ان النتيجة جاءت عكسية تماما، إذ انتجت حلبة فارغة من السيارات وتم التخلي عنها بعد سباقين فقط.
 
وبالنسبة لتصميم "هالو"، يتوقع ان يصمد أقله لهذا الموسم، و"في حال تمكنا من أيجاد نظام مظهره أفضل، وأنا متأكد من أننا سنتمكن من ذلك خلال السنوات" المقبلة، سيتم الاستغناء عن التصميم الحالي، بحسب تود.
 
ويوافق ألونسو رئيس "فيا" الرأي، فـ"الجماليات ليست في أفضل حالاتها في الوقت الحالي، لكني متأكد أنه في المستقبل فستتمكن الرياضة والفريق من إيجاد طريقة لجعل (المظهر) أكثر جمالا".
 
5 نقاط بارزة في موسم 2018
 
تسلط وكالة فرانس برس الضوء على خمس نقاط بارزة قبل انطلاق بطولة العالم لسباقات الفورمولا واحد لسنة 2018، والمقرر في نهاية الأسبوع الحالي على حلبة ألبرت بارك في مدينة ملبورن الاسترالية:
 
- تهديد فيراري -
 
سيكون الالماني سيباستيان فيتل وفريقه فيراري مجددا التهديد الرئيسي للبريطاني لويس هاميلتون بطل الموسم الماضي وفريقه مرسيدس الباحث عن لقب خامس على التوالي في فئة الصانعين.
 
 
وكانت الحظيرة الايطالية العملاقة، المتوجة للمرة الاخيرة بلقب الصانعين في عام 2008، الاسرع في التجارب قبل انطلاق الموسم، حيث اعلن فيتل ان سيارة فيراري تتجه الى ملبورن بحلة جديدة كمنافسة رئيسية لمرسيدس.
 
وقال فيتل "نحن ننطلق من قاعدة جيدة مع سيارة +اس اف 71 اتش+. لدي ثقة كبيرة في فريقنا، وأتطلع قدما للوصول الى استراليا، لانه عندما نصبح على الحلبة هناك سنكون جميعا قادرين على التسابق في نفس الظروف".
 
- هيكل "هالو" -
 
لقي هيكل "هالو" الجديد لحماية رأس السائق الكثير من الانتقادات في أوساط السائقين والفرق، الا ان رئيس الاتحاد الدولي للسيارات الفرنسي جان تود شدد على انه تم اعتماده لانقاذ الارواح وبناء على طلب السائقين.
 
وكان الهيكل قيد التطوير منذ أعوام، وأثبت في الاختبارات انه أكثر التصاميم فعالية لحماية رأس السائق من الحطام المتطاير جراء الحوادث.
 
ويأتي اعتماد هيكل "هالو" بعد وفاة السائق الفرنسي جول بيانكي في حادث على أرض حلبة مبتلة في سباق اليابان عام 2014، في أول حادث يؤدي الى حالة وفاة منذ رحيل البرازيلي ايرتون سينا عام 1994.
 
- استبدال العارضات بالاطفال -
 
أنهت "ليبرتي ميديا"، المجموعة الاميركية المالكة لحقوق البطولة، تقليدا قديما باستخدام "العارضات" قبل السباقات، واستعانت بالاطفال بدلا منهن.
 
واعتبرت المجموعة في موسمها الثاني بعدما نالت حقوقها من البريطاني بيرني ايكليستون بعد عقود من هيمنته المطلقة، ان وجود العارضات قبل خط الانطلاق "يتناقض بوضوح مع المعايير الاجتماعية الحديثة".
 
ومن التغييرات ايضا تركيب كاميرات تغطي 360 درجة على جميع السيارات لخلق تجربة أفضل لمشاهدي محطات التلفزة.
 
- تهديد هاميلتون من الداخل -
 
قد يشكل فيتل وسائقا ريد بول الاسترالي دانيال ريكاردو والهولندي ماكس فيرشتابن أبرز منافسي هاميلتون هذا الموسم، لكن ماذا عن التهديد من داخل فريق مرسيدس، زميله فالتيري بوتاس؟ في موسمه الأول مع مرسيدس، حقق بوتاس ثلاثة انتصارات، لكن بالنسبة إلى الفنلندي الذي احتفظ بمكانه في الفريق حتى 2019، قد يحتاج الى ان يكون اقرب الى زميله في الفريق في الترتيب النهائي - أو حتى التغلب عليه.
 
هل سبق لأحد فعل ذلك؟ الالماني نيكو روزبرغ، الذي تفوق على هاميلتون في طريقه الى احراز لقب بطولة 2016، وأعلن اعتزاله بعد ذلك بأيام.
 
- جنون المحركات -
 
شكا فريق تورو روسو من "جنون" القانون الجديد للبطولة الذي يجيز للفرق استخدام ثلاث محركات فقط طوال الموسم الممتد على 21 سباقا. وتستعد فرق الفورمولا واحد لأوقات صعبة في ادارة محركاتها في 2018.
 
وقال مدير فريق تورو روسي فرانتز توست "حاولت الفرق في العام الماضي مع اربعة محركات وعدد اقل من السباقات، وهذا العام لدينا سباقات اكثر وعدد اقل من المحركات"، معتبرا ان منظمي البطولة "مجانين لاعتمادهم هذه اللوائح".
 
وجوه جديدة على خط الانطلاق
 
لن تشهد الفرق المرشحة للمنافسة على لقب بطولة العالم للفورمولا واحد لسنة 2018، تغييرات لدى سائقيها، لكن مع انطلاق هدير المحركات في استراليا في عطلة نهاية الأسبوع، سيتابع عشاق الرياضة أربعة سائقين يخوضون اول موسم كامل لهم.
 
- سيرغي سيروتكين -
 
البلد: روسيا
 
الفريق: وليامس
 
العمر: 22
 
عدد السباقات: صفر
 
بعد اعتزال البرازيلي فيليبي ماسا، كان اختيار سيروتكين جدليا على حساب البولندي روبرت كوبيتسا، اذ اعتقد بعض المراقبين انه حصل على مقعده بسبب الرعاية المالية التي يجلبها من مصرف "اس ام بي" الروسي.
 
لكن المدير التقني في وليامس بادي لوي قلل من أهمية تلك التكهنات، مؤكدا ان اختيار "سيرغي (تم) ببساطة على أساس جدارته بالقيادة"، مضيفا لدى كشف أسماء السائقين ان الروسي "هو الخيار الافضل لنا".
 
نال سائق سباقات "جي بي 2" السابق الاشادات، وفي تجارب نهاية عام 2017 في ابوظبي، تفوق على البولندي المخضرم الذي كان يحاول العودة الى عالم الفئة الاولى بعد تعرضه لحادث مروع خلال أحد الراليات عام 2011، ادى الى قطع جزئي في ذراعه اليمنى.
 
سيخوض سيروتكين المنافسة مع زميله الكندي لانس سترول البالغ 19 عاما، ما يعني ان وليامس ستملك اصغر ثنائي ضمن البطولة.
 
- بيار غاسلي -
 
البلد: فرنسا
 
الفريق: تورو روسو
 
العمر: 22
 
عدد السباقات: 5
 
حل الفرنسي بدلا من دانييل كفيات في جائزتي ماليزيا واليابان العام الماضي، لتواضع نتائج الروسي. توج في 2016 بلقب بطولة "جي بي 2" وكان ثاني أصغر سائق يحرز اللقب بعد الالماني نيكو روزبرغ. 
 
انتزع منه كفيات مقعد تورو روسو في بداية 2017، لكن غاسلي تحول الى سلسلة "سوبر فورمولا" اليابانية القوية. كان اداؤه ثابتا فحل ثانيا في البطولة، ليبعد الروسي بدءا من ايلول/سبتمبر.
 
غاب عن جائزة الولايات المتحدة ليكمل موسمه الياباني، وعبّد انتقال كارلوس ساينز الى رينو الطريق امامه لخوض ثلاثة سباقات أخرى ضمنت له مقعد 2018.
 
بحسب غاسلي، كان ذلك دليلا على امكانية تسلق القمة على الطريقة القديمة. وقال لموقع "أوتوسبورت"، "أنا سعيد جدا للقيام بذلك من دون أي مدير أعمال ومن دون ان أدفع (الاموال) للحصول على المقعد".
 
وتابع السائق الذي بدأ مشواره في الكارتينغ وتوج كمراهق في فورمولا رينو يوروكاب وفورمولا رينو 3,5، "هذا جيد للسائقين الشبان الامر ممكن، يمكنكم القيام بذلك. الأمر لا يتعلق بالمال".
 
- شارل لوكلير -
 
البلد: موناكو
 
الفريق: ساوبر
 
العمر: 20
 
عدد السباقات: صفر
 
لوكلير هو السائق الاصغر في البطولة، ويستهل مشواره في الفئة الاولى، بعد تتويجه بلقب "جي بي 3" في 2016، بطولة العالم للفورمولا 2 في 2017، وكان في عداد سائقي أكاديمية فيراري 2016.
 
خاض تمارين وتجارب الفورمولا واحد مع فيراري، هاس وساوبر، وسيكمل فريق ساوبر هذا الموسم الى جانب السويدي ماركوس إريكسون.
 
كان جول بيانكي، الفرنسي الراحل بحادث مفجع في جائزة اليابان الكبرى 2014، صديق طفولته، وعلى الحلبة التي يملكها والد الاول، أمسك بمقود الكارتينغ للمرة الاولى بعمر الخمس سنوات.
 
- براندون هارتلي -
 
البلد: نيوزيلندا
 
الفريق: تورو روسو
 
العمر: 28
 
عدد السباقات: 4
 
هو المخضرم بين السائقين الجدد، فقد أصبح ابن الثامنة والعشرين أول نيوزيلندي في البطولة منذ مايك ثاكويل في 1984، بعد حلوله في الفريق الرديف لريد بول بدلا من غاسلي الغائب في جائزة الولايات المتحدة 2017.
 
كان تحولا لافتا، فقبل سبع سنوات أخرج هارتلي من برنامج ريد بول للشباب، عندما تضمنت الاسماء نجم ريد بول الحالي الاسترالي دانيال ريكياردو. انتهى الامر بهارتلي في سباقات التحمل. لقبان عالميان وسباق لومان 24 ساعة عام 2017 مع "بورشه"، أسفروا عن تلقيه اتصالا من هلموت ماركو مدير ريد بول.
 
خاض تجربة في سنغافورة ومشاركة مفاجئة جديدة في اوستن حيث حل في المركز الثالث عشر، ليتفوق على كفيات ويشارك الى جانب غاسلي حتى نهاية الموسم.
 
بعد اوستن، أمضى سباقاته في صراع مع مشاكل ميكانيكية في محركه وعقوبات تأخير على خط الانطلاق، لكنه قام بما فيه الكفاية ليحجز مقعدا لموسم كامل مع تورو روسو.