سيحاول مانشستر سيتي تضميد جراح سقوطه الأوروبي الثقيل أمام ليفربول، عبر حسم لقب بطولة انكلترا في كرة القدم عندما يستضيف غريمه الأكبر ومنافسه المباشر مانشستر يونايتد في قمة المرحلة 33 على ملعب الاتحاد السبت.

واذا ما قدر لفريق المدرب الاسباني جوسيب غوارديولا الفوز، سصبح الأول في تاريخ الدوري الانكليزي الممتاز الذي انطلق بتسميته الجديدة قبل 26 عاما، يُتوج باللقب قبل ست مراحل من نهاية البطولة.

ويتقدم مانشستر سيتي بفارق 16 نقطة عن يونايتد، ويبدو تتويجه باللقب الثالث في الدوري الممتاز (والخامس في تاريخ بطولة انكلترا) مسألة وقت. لكن المحسوم ان نكهة التتويج على حساب يونايتد بالذات ستكون مختلفة، في ظل التنافس التاريخي بين قطبي المدينة الانكليزية الشمالية.

ويأمل غوارديولا في تحقيق باكورة ألقابه في الدوري الانكليزي في موسمه الثاني مع سيتي، علما انه أحرز هذا الموسم كأس رابطة الاندية على حساب أرسنال. الا ان ما يؤرق المدرب السابق لبرشلونة الاسباني وبايرن ميونيخ الالماني، هو ان المباراة تأتي قبل ثلاثة أيام من استضافته ليفربول في إياب الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا (صفر-3 ذهابا)، ما يضعه أمام صعوبة اختيار التشكيلة التي ستخوض المباراة ضد يونايتد.

وقال غوارديولا بعد الخسارة أمام ليفربول على ملعب الأخير أنفيلد "علينا تقبلها والآن لدينا يونايتد على ملعبنا وبعدها ليفربول على ملعبنا أيضا".

ولا يزال المدرب الكاتالوني واثقا بقدرة فريقه على قلب الأمور لصالحه أوروبيا، قائلا "النتيجة قاسية لكنني لا أشعر بأننا خرجنا. كانوا أفضل منا داخل المنطقة لكنني أثق جيدا بفريقي، لقد أظهر لي أشياء جيدة طوال الموسم. لدينا 90 دقيقة وسنحاول قلب الامور في مصلحتنا".

أضاف "لا أحد يعتقد اننا سنتأهل لكننا سنحاول إقناع أنفسنا" بإمكانية ذلك.

وهيمن سيتي بشكل كبير على الدوري هذا الموسم، ولم يخسر سوى مرة واحدة كانت على يد ليفربول نفسه (3-4) في كانون الثاني/يناير الماضي، بعدما كان النادي الأزرق قد تفوق ذهابا بنتيجة قاسية على ملعبه 5-صفر.

ورأى لاعب خط وسط سيتي البلجيكي كيفن دي بروين ان الفرحة ستكون مزدوجة في حال التتويج باللقب ضد يونايتد، معتبرا ان "هذه هي المباريات التي نلعب من أجلها طوال الموسم. سيكون الامر رائعا، مختلفا".

أضاف "الجميع يدرك خصوصية المباريات بين سيتي ويونايتد، الجميع يعرف التاريخ، وبالتالي سيكون الأمر تاريخيا. الأفضل ان نحسم الامور بأقصى سرعة ممكنة".

وكان سيتي قد فاز على مضيفه يونايتد على ملعب أولد ترافورد في الدوري هذا الموسم بنتيجة 2-1 في العاشر من كانون الأول/ديسمبر الماضي.

- أرقام قياسية - 

وبعد أعوام من هيمنة القطب الأحمر على المدينة في عهد مدربه السابق الاسكتلندي أليكس فيرغوسون، تبدلت موازين القوى في مانشستر في الأعوام الماضية، لاسيما منذ انتقال ملكية النادي الأزرق الى الشيخ الاماراتي منصور بن زايد آل نهيان عام 2008.

وبات النادي على وشك إحراز لقبه الثالث في الدوري منذ عام 2012.

وبعدما غاب عن الألقاب في موسمه الأول مع غوارديولا الذي تعرض لانتقادات لأسلوبه الهجومي من دون التركيز على الجانب الدفاعي، نجح المدرب المتوج بلقب الدوريين الاسباني والالماني (ثلاث مرات لكل منهما)، في إسكات منتقديه هذا الموسم عبر تقديم فريقه عروضا قوية تقوم على التمريرات القصيرة السريعة المتقنة، والإمساك بمفاتيح اللعب.

وتألق في صفوف سيتي أكثر من لاعب مثل الأرجنتيني سيرخيو أغويرو، دي بروين، رحيم ستيرلينغ، الاسباني دافيد سيلفا، والالماني لوروا سانيه.

ونجح سيتي في تحقيق رقم قياسي في مطلع الموسم بتحقيقه 18 فوزا تواليا، لكنه يستطيع تحطيم أرقام أخرى أبرزها أكبر عدد من النقاط في موسم واحد والمسجل باسم تشلسي مع 95 نقطة في موسم 2004-2005 (84 لسيتي حاليا)، وعدد الانتصارات في موسم واحد المسجل أيضا باسم تشلسي (30 انتصارا في الموسم الماضي الذي أنهاه بإحراز اللقب، مقابل 27 لسيتي حاليا).

كما يمكن لسيتي تحطيم رقم يونايتد لأكبر فارق من النقاط في نهاية الموسم (18 نقطة في 1999-2000)، وأيضا رقم تشلسي لأكبر عدد من الأهداف (103 لتشلسي في 2009-2010، مقابل 88 لسيتي حاليا).

ويدرك لاعب يونايتد الاسباني خوان ماتا ان توقيت المباراة ليس مثاليا لفريقه. وقال "المباراة لا تأتي في وضع مثالي بالنسبة إلينا لا سيما مع وجود فارق نقاط كبير بيننا وبينهم لكن الجميع يعي بأنها مباراة مميزة"، مضيفا "نتطلع لمواجهتهم وتقديم عرض جيد لان مشجعينا يستحقون ذلك".

- "دربي" ليفربول -

ويبرز في المرحلة نفسها، "دربي" مدينة ليفربول بين فريق "الحمر" ومضيفه إيفرتون. 

ويواجه مدرب ليفربول الالماني يورغن كلوب المعضلة ذاتها لغوارديولا في ما يتعلق بتشكيلته، لكن يتوقع ان يلجأ الى إراحة لاعبين أساسيين، منهم على سبيل المثال المصري محمد صلاح الذي خرج من المباراة الأوروبية ضد سيتي، الا ان مدربه أبدى تفاؤله بوضعه الصحي.

ويبدو ليفربول في وضع مريح لإنهاء الموسم في أحد المراكز الأربعة المؤهلة لدوري الأبطال الموسم المقبل، ويحتل حاليا المركز الثالث بفارق نقطتين خلف يونايتد، وخمس نقاط أمام توتنهام هوتسبر الرابع، وعشر نقاط عن تشلسي الخامس. الا ان ليفربول خاض 32 مباراة، مقابل 31 ليونايتد، و30 لكل من توتنهام وتشلسي الذي سيستقبل "الحمر" في مرحلة لاحقة.

وفي مباريات أخرى، يلتقي وست بروميتش ألبيون مع سوانسي سيتي، وواتفورد مع بيرنلي، وستوك سيتي مع توتنهام هوتسبر، وليستر سيتي مع نيوكاسل، وبورنموث مع كريستال بالاس، وبرايتون مع هادرسفيلد، وأرسنال مع ساوثمبتون، وتشلسي مع وست هام.