يعمل مصنع بانيني بمدينة مودينا في قلب ايطاليا بكل طاقته مع اقتراب كأس العالم لكرة القدم 2018 في روسيا: بين ثمانية وعشرة الاف مجموعة يوميا تحتوي كل منها على خمس بطاقات، قد تعود للأرجنتيني ليونيل ميسي، البرازيلي نيمار، أو البرتغالي كريستيانو رونالدو، يقبل على جمعها عشاق الكرة المستديرة في العالم.

على رغم غياب إيطاليا عن نهائيات 2018 للمرة الأولى منذ 60 عاما، تسير الأمور كالمعتاد في المصنع الذي أنشأه في ستينات القرن الماضي أربعة أشقاء من عائلة بانيني، ويرتبط بعقد حصري مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وأصدر ألبومه الأول عن كأس العالم في العام 1970.

ومنذ ذلك الحين، لم يتغير المبدأ: فتح، لصق وتبادل بطاقات اللاعبين.

وتقول مسؤولة الانتاج في المصنع الواقع في بلدة مودينا الايطالية، سيمونا سبياجيا لوكالة فرانس برس "البساطة هي الشيء المثمر. بانيني لم يكن في أزمة على الاطلاق لأن اللعبة بسيطة ومحببة للاهالي والاولاد. ثمة وجه تربوي، تبادلات، قليل من الجغرافيا، أرقام وهناك دائما وقع المفاجأة".

وتقول سبياجيا ان الغياب الايطالي عن المونديال لا يغير شيئا في المعادلة، بل هو "أمر هامشي. نحن ننتج للعالم أجمع باستثناء قسم من اميركا اللاتينية لان لدينا مصنعا آخر في البرازيل. أما بالنسبة الى باقي العالم، فكل شيء يصنع هنا، وايطاليا ليست الا جزءا صغيرا من هذا العالم".

ومنذ كانون الثاني/يناير، الآلات التي لم تتبدل الا قليلا منذ ستينات القرن الماضي، تطبع، تقص، تمزج وتغلف أكثر قليلا من المعتاد، وارتفع عدد العاملين في المصنع من 130 الى 240 شخصا.

وتوضح المسؤولة الايطالية "لدينا ذروة في الانتاج كل عامين مع تنظيم كأس أوروبا وكأس العالم، لكن الاخيرة هي الاعلى نسبيا".

وحتى مع ظهور مجموعات على الانترنت، يبقى الألبوم الورقي "يشكل القسم الرئيسي" من العمل، بحسب سبياجيا. وتضيف "نتقدم على الصعيد الالكتروني، لكن الأمر يشبه قليلا حال الكتب. البعض يفضل الانتقال الى الكتب الالكترونية، والبعض الآخر لا يزال يفضل الكتب الورقية. الأمر مشابه لدى هواتنا".

وسيسعى هؤلاء للبحث عن الملصقات الصغيرة للنجوم مثل نيمار وميسي ورونالدو والفرنسي كيليان مبابي، وهي التي تبدو انها أكثر ندرة من غيرها، على عكس ما هو واقع الحال.

وتؤكد سبياجيا "هي نادرة لأنها مطلوبة أكثر من غيرها (...) ثمة عدد قليل منها في التداول لأنه لا يتم تبادلها، لكن ليس في البداية".