خلال 14 مشاركة، أصبح سيد المكان دون منازع: من خطواته الأولة في عام 2005 الى لقبه الحادي عشر الاحد والرقم القياسي في بطولة فرنسا المفتوحة، هيمنة الاسباني رافايل نادال المصنف أول عالميا لم تنقطع على ملاعب رولان غاروس الترابية.

- 2005: الاكتشاف -

اكتشفت باريس في ذلك العام شابا يرتدي ملابس غير عادية بسروال ينتهي تحت الركبة مع شعر طويل حتى الكتفين وعصبة على الرأس. هو المايوركي صاحب الضربات القوية باليد اليسرى واندفاعات طوال المباراة.

احتفل نادال بميلاده التاسع عشر عندما توج لاول مرة على ملاعب رولان غاروس في أول مشاركة له في البطولة. انجاز لم يتحقق منذ ربع قرن بعد السويدي ماتس فيلاندر عام 1982.

ضحيته في النهائي كان الارجنتيني ماريانو بويرتا الذي استسلم بد نحو ثلاث ساعات ونصف من القتال 6-7 (6-8)، 6-3، 6-1، و7-5. قال بعد اللقاء "اننا بصدد الحديث عن لاعب سيطبع تاريخ رياضة كرة المضرب بطابعه الخاص، لاعب سيصبح أسطورة".

- بين 2006 و2008: يبني قلعته -

عاما بعد عام، جعل نادال من رولان غاروس قلعته التي لا يمكن لأحد دخولها، وكسر ثلاث مرات متتالية احلام السويسري روجيه فيدرر بإحراز الغراند سلام (الالقاب الكبيرة الاربعة على التوالي). في عامي 2006 و2007، انتزع السويسري مجموعة واحدة من خصمه الاسباني الذي لم يتوقف عن اكمال ترسانته من إرسال اكثر قوة الى ضربات خلفية اكثر شراسة.

وصف فيدرر غريمه الجديد حينها بالقول "يلعب باليد اليسرى، يرغمك على ارتكاب الاخطاء. معه، كل الأمور تختلط ببعضها البعض".

في 2008، قساوة الخسارة في اقل من ساعتين لا تمحى من الذاكرة (6-1، 6-3 و6-صفر). علق فيدرر بالقول "هذا بدون شك، +رافا+ الاقوى الذي أواجهه".

- بين 2010 و2014: الثأر -

في 2009، زلزل السويدي روبن سودرلينغ الأرض الباريسية تحت اقدام نادال عندما الحق به اول هزيمة في رولان غاروس في ثمن النهائي: 6-2، 6-7 (2-7)، 6-4 و7-6 (7-2).

باغتت الخسارة الاسباني وأثرت عليه. غاب عن ويمبلدون الانكليزية، ثالث البطولات الكبرى بعد نحو شهر، ولم يكن سوى ظل لنفسه لاشهر طويلة، ما اعتبرت "أسوأ فترة" في مسيرة الشابة.

لدى عودته الى "أرضه المفضلة" في 2010، عاش المايوركي من جديد وانتزع اللقب الاغلى بطريقة مثالية لم يفقد فيها اي مجموعة وثأر من سودرلينغ في النهائي 6-4 و6-2 و6-4.

ووصف نادال ذلك اليوم بأنه "يوم مؤثر للغاية" في مسيرته.

- خماسية متتالية -

من 2010، عام استعادة السيطرة، الى 2014، لا شيء يوقف نادال. لا فيدرر في 2011، الذي كان اكثر تهديدا من سواه في النهائي (7-5 و7-6 و5-7 و6-1) في نسخة تعرض فيها الاسباني لاكثر اللحظات قلقا في باريس بعدما تخلف في الدور الاول بمجموعتين امام الاميركي جون ايسنر.

ولا الصربي نوفاك ديوكوفيتش الذي خسر على مدار يومين في 2012 (6-4 و6-3 و2-6 و7-5) بسبب الامطار التي حالت دون اقامة النهائي في يوم واحد، ثم في 2014 عندما دفع الصربي غاليا ثمن توتره لانه كان يسعى لإكمال مجموعته في البطولات الكبرى اثر تتويجه في ويمبلدون وفلاشينغ ميدوز الاميركية وملبورن الاسترالية، وسقط 3-6 و7-5 و6-2 و6-4.

في 2013، في الدور نصف النهائي، كان النهائي المبكر بين ديوكوفيتش ونادال العائد في شباط/فبراير الى المنافسات بعد غياب سبعة اشهر، وتألق الاسباني مجددا وانهى اللقاء بفوز صعب وبمجموعة خامسة حسمها 9-7.

وفي النهائي، فاز نادال بسهولة على مواطنه دافيد فيرر.

- 2017 و2018: العودة - 

خلال عامين، لم يظهر اسم نادال في سجل الفائزين. في 2015، انتقم ديوكوفيتش من المايوركي في ربع النهائي (7-5، 6-3 و6-1). في 2016، ارغم على الانسحاب قبل الدور الثالث بسبب اصابة في معصم يده. لكن "رافا" لم يقل كلمته الاخيرة. في سن الـ 31، وبعد ثلاثة مواسم دون احراز اي لقب كبير، عاد سيد المكان من جديد دون ان يخسر اي مجموعة وأحرز اللقب العاشر دون ان يترك فرصة لمنافسه السويسري ستانيسلاس فافرينكا في النهائي (6-2 و6-3 و6-1).

في 2018، لم يختلف الوضع كثيرا مع انه خسر مجموعة واحدة نادرة. بقي نادال سيدا للرمال الحمراء، على رغم التحدي من جيل شاب جسده النمسوي دومينيك تييم منافسه في النهائي (6-4 و6-3 و6-2).