بدأت الوان المنتخبات الـ31 التي تستضيفها روسيا حتى 15 تموز/يوليو، باجتياح الشوارع قبل يومين على صافرة بداية نهائيات مونديال 2018.

في قلب موسكو، على مقربة من الكرملين والساحة الحمراء، تُظهر ساعة كبيرة الوقت الذي يفصلنا عن صافرة بداية النسخة الـ21 من النهائيات العالمية.

ومع مرور كل ثانية، ترتفع الحمى، ويتهافت المزيد والمزيد من السياح القادمين ليس فقط من أجل القباب الملونة لكاتدرائية القديس باسيل، بل من أجل أن يكونوا جزءا من هذا الحدث العالمي الذي يقام كل أربعة أعوام.

وبالإمكان التعرف على ولاء المشجعين من خلال ما يرتدونه، إما أعلام ملفوفة حول الكتفين، قبعات بألوان بلدانهم، أو بالطبع قميص المنتخب الوطني: المشجعون يغزون ببطء وسط المدينة.

إذا كانت الساحة الحمراء نفسها مغلقة ومزدحمة بمواقف مخصصة لحفلة مغنيي الأوبرا الاسباني بلاسيدو دومينغو والبيروفي خوان دييغو فلوريس الأربعاء، فالأماكن المحيطة تحتضن مجموعات من جميع القارات.

هنا، نرى المشجعين البيروفيين يغنون منذ الآن لمجد فريقهم الذي استقر الأحد في العاصمة الروسية، وآخرين مغاربة سعداء على طريقتهم بعودة بلادهم الى البطولة للمرة الأولى منذ مونديال 1998.

في بعض الأحيان، يفرض السكون نفسه على وسط المدينة لكن الحماس ينتقل بعد ذلك الى مراكز التدريبات ومقرات المنتخبات التي وصل أغلبها الى روسيا، وآخرها المنتخب الألماني حامل اللقب الذي حطت طائرته الثلاثاء في مطار فنوكوفو جنوب العاصمة الروسية موسكو.

واستقطب تمرين المنتخب الأرجنتيني الإثنين ورغم بعد مقره 55 كلم عن العاصمة، مئات المشجعين الذين تهافتوا لمشاهدة نجم برشلونة الإسباني ليونيل ميسي ورفاقه، والأمر ذاته بالنسبة لنيمار ورفاقه في المنتخب البرازيلي.

وبعد وصوله الى روسيا في الساعات الأولى من صباح الإثنين، خاض نيمار ورفاقه التمرين الأول أمام حشد جماهيري بلغ قرابة 5 آلاف شخص في مدرجات ملعب "يوغ-سبورت ستاديوم" الواقع بالقرب من مقر اقامة المنتخب في منتجع سوتشي على البحر الأسود.

وانتشر مئات المشجعين على طول الطريق المؤدي الى الملعب، فيما فضل آخرون الذهاب مباشرة الى الملعب ومتابعة التمرين الأول للاعبي المدرب تيتي من المدرجات، حتى أن صبيا نجح في تجاوز رجال الأمن ووصل الى اللاعبين من أجل التقاط صور معهم قبل أن يتم إخراجه من الملعب.

- حماس للاستراليين وفضول بشأن الايسلنديين -

لكن التهافت ليس مقتصرا على المرشحين التقليديين للمنافسة على اللقب، بل الاهتمام ايضا كبير بالمنتخبات الأخرى مثل كرواتيا التي خاضت تمرينها في ضواحي سان بطرسبورغ بحضور مئات المشجعين الذين أتوا لمشاهدة لوكا مودريتش وماريو ماندزوكيتش أو ايفان راكيتيتش.

وحتى أن مودريتش تفاعل مع المشجعين حيث تبادل الكرة مع أحد الصغار، في الوقت الذي قام زملاؤه برمي الكرات والأعلام والأوشحة باتجاه الجمهور.

وفي قازان، حظي الأستراليون، ورغم أنهم ليسوا من الفرق الكبيرة أو المرشحة للمنافسة، بمؤازرة 3500 متفرج متحمس وغالبيتهم العظمى كانت من السكان المحليين الذين استفادوا من يوم العطلة لاكتشاف هؤلاء اللاعبين القادمين من نصف الكرة الجنوبي.

وتلعب السلطات المحلية دورا في اضفاء الحماس على الأجواء من خلال متطوعين يوزعون الأعلام الصفراء والذهبية التي لوح بها الحاضرون وهم ينشدون "اوزي، أوزي، أوزي (كما يطلق على الأستراليين)، غو، غو، غو (الى الامام)!".

وهناك منتخب آخر يستقطب الاهتمام في روسيا ويتعلق الامر بالمنتخب الأيسلندي الغامض الذي أتبع عرضه الملفت في كأس أوروبا 2016 حين بلغ ربع النهائي، بتأهله الى نهائيات كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه.

وجاء مئات "الفضوليين" الأحد لرؤية الـ"فايكينغز" على شواطئ البحر الأسود، لكن في كل مكان، إن كان المشجعون أو اللاعبون، بدأ الحماس والتوتر على حد سواء يشقان طريقهما مع اقتراب موعد انطلاق النسخة الـ21 الخميس على ملعب "لوجنيكي" في موسكو بين البلد المضيف والسعودية.