عبرت جماهير كرة القدم برأيها في الانتكاسة التي تعرض لها المنتخب الأرجنتيني في نهائيات كأس العالم 2018 المقامة على الملاعب الروسية ، بعدما تعثروا أمام آيسلندا المتواضعة بتعادل مخيب ثم خسارة مؤلمة من كرواتيا بثلاثية نظيفة جعلت فرصهم في التأهل للدور الثاني ضعيفة .

هذا واجبر البداية المتعثرة للمنتخب الأرجنتيني في الجولتين الأولى والثانية ، على ضرورة الفوز على نيجيريا بفارق مريح في انتظار تعثر آيسلندا أمام كرواتيا في الجولة الأخيرة من دور المجموعات .
&
و بالنظر إلى قيمة وقامة المنتخب الأرجنتيني في بطولة كأس العالم ، حيث يتمتع بشعبية جارفة في العالم فقد نظمت صحيفة "ماركا" الإسبانية استطلاعاً للرأي للتعبير عن وجهة نظر الجماهير الرياضية حيال هذه الانتكاسة اسبابها و تداعياتها.
&
أربعة مسؤولين عن النكسة&
&
برأي الصحيفة فإن نكسة المنتخب الأرجنتيني يتحمل مسؤوليتها الرئيسية أربعة أطراف بدرجات متفاوتة تختلف من طرف لآخر ، ويتعلق الأمر بالمدرب خورخي سامباولي ، مروراً بنجم الفريق وهدافه ليونيل ميسي و حارسه ويلي كاباييرو ، وأخيراً الاتحاد الأرجنتيني.
&
وبحسب نتائج الاستطلاع فإن المدرب هو المسؤول الرئيسي عن الأداء الهزيل للمنتخب الأرجنتيني بنسبة بلغت 51% بسبب خياراته التكتيكية السلبية ، وغياب بصمته على أداء اللاعبين ، و تواضع كفاءته كمدرب ، حيث جاء للمنصب بعدما رفضه عدد من المدربين تخوفوا من الظروف العسيرة التي كان يمر بها المنتخب ، فوجدها سامباولي فرصة لا تعوض.
&
وبحسب غالبية من المشاركين ، فإن اكبر خطأ تكتيكي وقع فيه المدرب هو إشراك خافيير ماسكيرانو مع إينزو بيريز في وسط الملعب ، بدلا من إشراك ماسكيرانو مع لوكاس بيغليا ، مثلما كان عليه الحال في مونديال 2014 بالبرازيل ، كما ان الإبقاء على المهاجم باولو ديبالا كان خطئاً استراتيجياً للمدرب سامباولي، حيث يعتقد ما نسبته 53% من الجماهير ، انه كان يستحق اللعب أساسياً وإشراكه كان بإمكانه ان يغير من وجه المنتخب الأرجنتيني.
&
و رغم الخسارة الثقيلة من كرواتيا ، فإن 55% من الجماهير طالبوا الاتحاد الأرجنتيني بتفادي إقالة المدرب قبل المباراة المصيرية أمام نيجيريا ، فذلك من شأنه ان يعقد المهمة على أبناء "التانغو" ، فيما عبر ما نسبته 45% عن ضرورة إقالته قبل مواجهة نيجيريا، مثلما حدث مع مدرب إسبانيا جولين لوبيتيغي دون ان يؤثر على "لاروخا" ،& خاصة ان سامباولي لم يترك بصمة إيجابية والإبقاء عليه يُعد مضيعة للوقت.&
&
اما ميسي& فيعتبره 23% من جماهير كرة القدم ، مسؤولا عن الإخفاق بنفس النسبة مع إتحاد بلاده ، فالجميع يعلم بإن ميسي له اليد الطولى في تحديد قائمة الـ 23 لاعباً لمنتخب بلاده ، وأداءه في البطولة كان كارثياً ، إذ أهدر ركلة جزاء أمام آيسلندا بسبب إصراره على تنفيذها ، كما ان مردوده أمام كرواتيا كان غير مفهوماً ، اذ كان طوال المباراة يسير في الملعب وكأن شارة القيادة ثقيلة عليه .
&
ويتحمل الاتحاد الأرجنتيني مسؤولية اختياره للمدرب سامباولي ، الذي رضى بعرض رفضه اكثر من مدرب بسبب قلة احترافية الاتحاد على حد تأكيد جيرارد مارتينو .
&
كما برأت الجماهير الحارس ويلي كاباييرو من النكسة ، حيث لم يحمله المسؤولية سوى 3% على اعتبار ان الهفوة التي كلفت الأرجنتين هدفاً أمام كرواتيا لم تكن لتحجب& الضوء عن الأداء الكارثي لبقية اللاعبين.
&
توقعات بإقصاء مبكر
&
كما توقع عشاق كرة القدم ، خروجاً مبكراً للأرجنتين من كأس العالم بنسبة بلغت 68% ، مقابل 32% عبروا عن تفائلهم باستمرار أبناء "التانغو" في البطولة ، في أعقاب فوز نيجيريا على آيسلندا .
&
هذا ويحتاج المنتخب الأرجنتيني للفوز على نيجيريا مع تعثر آيسلندا أمام كرواتيا من اجل التأهل لدور الستة عشر ، غير ان الأداء الفني العقيم لأبناء "التانغو" يرشح نيجيريا لخطف نقطة تسمح لهم بنيل تأشيرة العبور للدور الثاني.
&
اعتزال مرتقب لميسي
&
وبرأي الجماهير الرياضية ، فإن قرار اعتزال ليونيل ميسي اللعب دولياً مع منتخب بلاده سوف تتحدد نتائجه في هذا المونديال ، رغم عدم استبعاد ذلك حتى لو نالت الأرجنتين البطولة أو حصلت على الوصافة بعدما بلغ "البرغوث" 31 عاماً ، خاصة بعدما طالته الانتقادات التي تحمله مسؤولية الإخفاقات لمنتخبه الوطني ، إلا ان تحقيقه نتيجة مرضية في روسيا قد يمدد مشواره الدولي حتى إقامة بطولة كوبا أمريكا في عام 2019 بالبرازيل.
&
وبرأي 75% من المشاركين في الاستطلاع ، فإن إقصاء الأرجنتين مبكراً من البطولة ، وخروجه من دور المجموعات سيكون صدمة لميسي ، مما يفرض عليه الاعتزال ، فيما يرى ما نسبته 25% بان ميسي سيواصل الاستمرار في مشواره الدولي .
&
هذا وسبق لميسي ان أعلن اعتزاله اللعب دولياً في عام 2016 في أعقاب خسارة منتخب بلاده لنهائي كوبا أمريكا ، إلا أن الضغوط الجماهيرية و الإعلامية والسياسية أجبرته عن العدول عن قرار الاعتزال.
&
نهاية جيل ميسي
&
وتوقع غالبية المشاركين في الاستطلاع والبالغ نسبتهم 88% ، أن يكون مونديال روسيا شاهداً على نهاية الجيل الحالي للكرة الأرجنتينية الذي يقوده ميسي ، مقابل 12% فقط يرون ان بإمكانه ان يستمر& على الأقل حتى بطولة كوبا أمريكا 2019.
&
وبحسب الغالبية ، فإن الإخفاقات المتتالية وتقدم أعمار عدد من عناصره الأساسية في صورة ليونيل ميسي وماسكيرانو و سيرجيو اغويرو& وغونزالو هيغواين ، ستفرض على مدرب المنتخب الأرجنتيني الجديد ، ضخ دماء جديدة في عروقه والاستفادة من المواهب العديدة التي تعج بها الأندية الأرجنتينية لبناء جيل ذهبي جديد إستعداداً لخوض نهائيات كأس العالم 2022 بقطر .
&
ولم يتمكن جيل ميسي من تحقيق أي لقب كبير مكتفياً بالوصافة ثلاث مرات في بطولة كوبا أمريكا أعوام 2007 و 2015 و2016& ، و وصافة بطل كأس العالم 2014 بالبرازيل ، رغم تواجد ترسانة من الأسماء اللامعة التي يتألق أصحابها مع أنديتهم الأوروبية و يخفقون عن تقديم أي إضافة للأرجنتين.