أكد المهاجم الالماني ماركو رويس أنه ورفاقه لن يسمحوا لكوريا الجنوبية بالوقوف في طريقهم الى الدور ثمن النهائي من كأس العالم لكرة القدم في روسيا، خلال لقائهما الاربعاء في قازان في الجولة الثالثة الاخيرة من منافسات المجموعة السادسة.

وأنعش أبطال العالم آمالهم في الجولة الثانية بفوز قاتل على السويد 2-1 السبت سجله طوني كروس في الدقيقة الخامسة الاخيرة من الوقت بدل الضائع من ركلة حرة جانبية حركها لرويس الذي هيأها له فسددها في الزاوية اليسرى البعيدة.

وتفادى المنتخب الالماني ولو مؤقتا أن يصبح سادس حامل للقب يودع من الدور الاول بعدما كان خسر المباراة الاولى امام المكسيك (صفر-1)، وهو يملك فرصة حسم ذلك نهائيا عندما يلاقي كوريا الجنوبية الجريحة بخسارتين متتاليتين.

وعلى رغم مشوار المنتخب الالماني المميز في التصفيات الأوروبية المؤهلة للنهائيات حيث حقق العلامة الكاملة (10 انتصارات)، فإنه لم يقدم حتى الآن أداء مقنعا.

ورغم ان كوريا الجنوبية تتذيل ترتيب المجموعة دون نقاط، فإن المنتخبات الاربعة تملك فرصة التأهل الى ثمن النهائي.

وستضمن المانيا التأهل اذا فازت على كوريا الجنوبية بفارق هدفين او أكثر، بصرف النظر عن نتيجة مباراة المكسيك والسويد. اما حظوظ التأهل بالنسبة لكوريا الجنوبية متمثلة بفوزها على المانيا وخسارة السويد امام المكسيك بهدف أكثر من الغلة التي سيسجلها المنتخب الاسيوي في مرمى ابطال العالم.

- "الكثير من الكلام" -

وبعد تفويته المشاركة مع المنتخب الالماني في مشواره بمونديال البرازيل 2014 الذي احرز لقبه بهدف ماريو غوتسه في الوقت الاضافي من المباراة النهائية مع الارجنتين، يمكن القول انه لدى رويس أكثر من سبب لجعل منتخب بلاده يتفادى الرحيل المبكر من النهائيات.

في 2014 كان جناح بوروسيا دورتموند قد حجز مقعده على متن الطائرة المتجهة الى مونديال البرازيل، لكن تعرضه لاصابة قوية خلال المباراة التحضيرية الاخيرة ضد أرمينيا حرمه متعة رفع الكأس.

كذلك غاب عن نهائيات كأس أوروبا الاخيرة التي استضافتها فرنسا صيف 2016، بسبب آلام في الحالبين. وغاب ايضاً عن كأس القارات التي استضافتها روسيا العام الماضي وأحرزت لقبها المانيا، بسبب اصابة في أربطة الركبة.

وقال رويس الاثنين في مؤتمر صحافي "بالطبع لعبنا بشكل سيء امام المكسيك، وكان علينا تقبّل الانتقادات، واعتقد ان الكثير من الكلام قيل في هذا الموضوع"، مضيفا "علينا القيام بواجبنا والفوز بالمباراة بأكثر من 1-صفر".

ولن تكون مهمة الالمان سهلة امام كوريا الجنوبية بحسب لاعب وسط الأخيرة سي-جونغ جو الذي قال "لعبت المانيا بقوة في مباراتيها الاوليين، لكني واثق بقدرتنا على تحقيق نتيجة جيدة امامها".

وأضاف "نتوقع ان يندفع الالمان الى الامام سعيا الى تسجيل اهداف كثيرة، ما سيؤمن لنا مساحات في خطوطهم الدفاعية. علينا الإفادة من هجماتنا المرتدة السريعة عبر سونغ-يونغ (كي) وهيونغ-مين (سون)".

- جلب الفخر للمكسيكيين -

وفي المباراة الثانية في يكاتيرينبورغ، تسعى المكسيك الى مواصلة انطلاقتها القوية في النسخة الحالية عندما تلاقي السويد الجريحة.

وفاجأت المكسيك العالم بأسره بتغلبها على ألمانيا حاملة اللقب 1-صفر في الجولة الاولى، ثم حققت فوزها الثاني على حساب كوريا الجنوبية 2-1، لتتربع على صدارة الترتيب التي كانت ألمانيا مرشحة بقوة لحسمها.

وتحتاج المكسيك الى التعادل لضمان تأهلها والصدارة، كما ان الخسارة قد تخولها التأهل في حال تعثر الالمان امام كوريا الجنوبية.

لم يكن أحد يتوقع تواجد المكسيك في صدارة المجموعة بالعلامة الكاملة بعد جولتين، بيد ان نجمها وهدافها التاريخي خافيير هرنانديز "تشيتشاريتو" كان على ثقة بقدرة فريقه على صنع المعجزات.

قبل المباراة الاولى ضد المانيا، رد تشيتشاريتو، صاحب هدف وتمريرة حاسمة في المباراتين الاوليين، على صحافي اشار الى أن أبطال العالم ضامنون صدارة المجموعة، بقوله "لماذا لا نكون مثل اليونان في كأس اوروبا؟" في اشارة الى المفاجأة التي فجرتها الاخيرة بتتويجها باللقب عام 2004، "لماذا لا نكون ليستر سيتي الدوري الانكليزي الممتاز (2016 عندما توج باللقب)؟ تخيلوا أشياء كبيرة".

واكد تشيتشاريتو عقب الفوز على كوريا الجنوبية عندما عزز غلته الدولية بـ50 هدفا أن ما حققه مع زملائه هو رد على منتقدي المنتخب على خلفية تحضيراته المتواضعة، حيث خسر مرتين وتعادل مرة في مبارياته الأربع التي سبقت سفره الى روسيا.

وقال "يجب أن نضع الانتقادات خلفنا لكن يجب ألا نستمع ايضا الى التمجيد. يتوجب علينا أن نجعل الشعب المكسيكي فخورا"، إدراكا منه بأن كل شيء سيكون على المحك اعتبارا من ثمن النهائي حيث ستسعى المكسيك في حال تخطيها الدور الاول، التخلص من عقدة مباراتها الرابعة في النهائيات، أي الدور ثمن النهائي الذي سقطت فيه خلال مشاركاتها الست الأخيرة ولم تتجاوزه منذ 1986 على أرضها حين تغلبت على بلغاريا 2-صفر قبل الخروج من ربع النهائي على يد المانيا الغربية بركلات الترجيح.

في المقابل، لا يملك المنتخب السويدي سوى خيار الفوز على المكسيك وبفارق هدفين لضمان تأهله بغض النظر عن نتيجة الالمان وبعيدا عن حسابات فارق الاهداف.

وتملك السويد أكثر من فرصة للتأهل بيد ان مصيرها مرتبط بتعثر ابطال العالم، ففوزها بفارق هدفين يمنحها البطاقة مباشرة حيث ستتفوق بفارق الاهداف على المكسيك بالذات، كما ان التعادل قد يكون كافيا شرط خسارة الالمان، والخسارة شرط خسارة الالمان بفارق اكبر.

وتتساوى السويد في فارق الاهداف مع المانيا (0 لكل منهما، سجلا هدفين ودخل مرماهما هدفين)، في حين تملك المكسيك (+2).