خطفت جماهير المنتخب التونسي الأضواء في المونديال الروسي مسجلة حضورا قويا في المدرجات. حيث تركت انطباع جيدا في المحفل العالمي مؤكدة على ريادة هذا الجمهور عالميا.

زياد عطية – تونس: واختارت الفيفا الجماهير التونسية من بين أفضل الجماهير المتواجدة حاليا في مونديال 2018. ووفق الموقع الرسمي للإتحاد الدولي لكرة القدم فإن جماهير نسور قرطاج مثلت علامة فارقة حينما تحولت بأعداد غفيرة إلى أرض الدب الروسي يقدر عددها ما بين 15 و 20 ألف مشجع.

وصنفت حتى الصحافة الروسية الملاحظين و المختصين، الجمهور التونسي الذي تحول بأعداد كبيرة لروسيا من أقوى الجماهير في مونديال 2018. فقد فوجئ الزائرون والمشجعون الذي وصلوا إلى روسيا بالحضور الكبير من الجمهور التونسي الذي توافد من مختلف المدن العالمية.

حضور قوي ولافت يؤكد تعطش التونسيين لهذا الحدث العالمي الذي غاب عنه نسور قرطاج منذ نسخة 2006 في ألمانيا. التواجد التونسي كان الأفضل في مجموعته السابعة من تواجد جماهير أنجلترا وبلجيكا وبنما.

وبالرغم من خيبة المشاركة والخروج المبكر فإن الجمهور التونسي نجح في الترويج الايجابي لبلاده وتقديم صورة مشعة على المشجع العربي عموما.

هتافات تونسية خاصة وحملة نظافة في المدرجات

هتافات وأهازيج ذو طابع خاص بالجماهير التونسية تعالت من ملاعب روسيا وتفاعل معها العالم خاصة في اللقاء الثاني أمام بلجيكا الذي حضره أكثر من 15 مشجع تونسي ساندوا منتخب بلادهم إلى صافرة النهاية رغم الخسارة العريضة 5-2.

" تونيسي يا تونيسي معاك ربي والنبي "، " يا و مش نرمال يا و مش نرمال وحدة وحدة للفينال ".. وغيرها من الشعارات التي رفعا التونسيون وحفظها عنهم الحاضرون.

وأشادت مواقع عالمية باللقطة التي مثلت علامة مضيئة وروجت لصورة المشجعين التونسيين بشكل لافت حينما قام عدد من جمهور نسور قرطاج بحملة نظافة في مدرجات الملعب بعد نهاية اللقاء الأول أمام أنجلترا.

نحت أنصار نسور قرطاج بصمتهم في كل الشوارع والانهج الروسية التي تزينت بالأعلام الحمراء والبيضاء. خلق أجواء احتفالية منقطعة النظير والتي زادت المكان حماسة ورونق خاص بروح الشجيع العربي خصوصا لأنصار شمال أفريقيا، بات بسرعة قياسية هذا الجمهور حديث وسائل الإعلام العالمية وحتى الإتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا الذي عبّر صراحة أنه يستحق عن جدارة لقب أحسن جمهور في المونديال بدون منازع، وكتب موقع نيوز 24 معلقا على الحدث " أثبت جمهور نسور قرطاج أنهم سفراء تونس الذين حملوا الصورة المشعة عن تونس ".

كريم صالحي : مشجع عاش الحدث عن قرب وروج لصورة تونس

المشجع كريم صالحي كان من بين الجماهير التونسية التي تحولت على حسابها الخاص وتكبد مشقة السفر من أجل تشجيع زملاء ديلان براون. عاش الحدث العالمي عن قرب مصحوبا بقميص فريقه أولمبيك سيدي بوزيد. بدأ بحديثه مع " إيلاف " قائلا " لم أكن أتصور أن الجمهور الروسي سيكون سعيدا بحضورنا بتلك الطريقة. عمت الفرحة في صفوفهم من أجلنا بينهم. فعلا كان استقبالهم استثنائي. كأنهم توقعوا بأننا سنكون من بين الأفضل في المونديال على أرضهم ".

مضيفا " جماهير منتخبات المكسكيك، كولمبيا، الدنمارك جميعهم اقتربوا إلينا بشكل خاص وعاشوا لحظات ممتعة معنا بفضل الأجواء التونسية الخاصة التي خلقناها في قلب العاصمة موسكو "

وأكد كريم صالحي بأن " الشاشية " و " الدنقري " وغيره من اللباس التقليدي سجل حضوره بقوة في صفوف التونسيين وهو ما جعل جماهير بقية المنتخبات تتأثر وتندمج معانا لتكتشف سر اللباس التقليدي التونسي.

وشدد صالحي بالقول " ليلة مباراة بلجيكا خلقنا أجواء تاريخية وتركنا بصمة واضحة في روسيا. كانت رسالة مؤثرة لبقية جماهير منتخبات العالم. رسالتنا تونس جميلة ورائعة ويطيب فيها العيش. قمنا بتوزيع مطويات للتعريف ببلادنا ووجدنا قبولا غير مسبوق ".

وبادر جمهور تونس بإرادته وروج لصورة بلاده في الشوارع الروسية التي امتلأت بالجماهير من مختلف الجنسيات العالمية وفقا لتصريح المشجع كريم صالحي.