اتهم لقمان فيلي، السفير العراقي في واشنطن، ادارة باراك اوباما بأنها لا تدرك عواقب التهاون في مكافحة خطر القاعدة الذي تصاعد في العراق، مشيرًا إلى أن اوباما لا يتواصل مع بغداد كما كان يتواصل سلفه جورج بوش.


في مقابلة مع صحيفة واشنطن تايمز، قال لقمان فيلي، السفير العراقي في واشنطن، إن على الادارة الاميركية أن يكون لديها فهم أفضل للتأثير الضار الذي ينجم عن التأخر في تقديم الدعم للعراق، quot;فالولايات المتحدة لا يمكن أن تسكت على سقوط مدينة كاملة أو محافظة عراقية بأيدي تنظيم القاعدة، وتحولها إلى ملاذ آمن لها، فإن هذا ضد مصلحتها الاستراتيجية وضد أمنها القوميquot;.

وعمّا إذا كان بمقدور البيت الأبيض أن يفعل المزيد لتعزيز العلاقة مع بغداد، قال فيلي: quot;إلى حد ما يستطيعون، لكننا لم نعد في فترة الرئيس جورج بوش، الذي أخذ هذه العلاقة على عاتقهquot;.

ودعا السفير العراقي القادة الاميركيين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري إلى الكف عن إقحام المساعدات العسكرية التي يحتاجها العراق في السياسة الداخلية الاميركية. وقال فيلي: quot;اعتقد أنه من المأساوي أن تصبح قضية المشروع الاميركي في العراق برمته كرة تتقاذفها الصراعات السياسية بين الحزبين في واشنطن، فذلك ليس في مصلحة الولايات المتحدةquot;.

مصلحة استراتيجية

ولاحظت صحيفة واشنطن تايمز أن فيلي حرص على تفادي الانتقادات المباشرة، لكنه قال إن ادارة اوباما أقل استعدادًا مما كانت ادارة بوش للالتزام باستراتيجية تدعم حكومة بغداد. واشار إلى أن هذه الممانعة تضع الولايات المتحدة في موقف من يتجاهل مصلحة استراتيجية كبيرة، لا سيما أن انتاج العراق من النفط يمكن أن يرتفع إلى مستوى يمكن معه تحقيق استقرار الطاقة في العالم. ولمح فيلي إلى أن لامبالاة واشنطن تجاه العراق قد تعود إلى قرار الولايات المتحدة الانسحاب عام 2011. وقال: quot;رحلت القوات الاميركية على عجل مقابل رغبتنا نحن العراقيين في السيادة، وما نشهده الآن هو الحصيلة المباشرة لهذين الأمرين، حيث لم يكن هناك وضوح في سيناريو ما سيحدث في اليوم التالي للانسحابquot;.

وتابع السفير العراقي قائلًا: quot;القوات الاميركية رحلت ولم نكن نملك قوة جوية، ثم تعرضنا للوم واشنطن بسبب التحليق السوري عبر الأجواء العراقيةquot;.

اتهام المالكي

وقالت صحيفة واشنطن تايمز إن السفير العراقي حاول التقليل من أهمية القول إن حكومة نوري المالكي، التي تسيطر عليها احزاب شيعية، أججت الاحتقان الطائفي بتجاهلها معاناة السنة.

وكانت منظمات مدافعة عن حقوق الانسان اتهمت المالكي باستبعاد السنة، وذهب محللون كبار في واشنطن إلى حد القول إن موقف حكومة المالكي دفع مواطنين في المحافظات السنية إلى السكوت على وجود جماعات ترتبط بتنظيم القاعدة مثل الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش)، التي سيطرت على الفلوجة.

وذهب فيلي إلى أن حكومة المالكي تحاول التعاطي مع الوضع في الفلوجة بحرص، كي لا تستثير مشاعر السنة المعتدلين. وقال لصحيفة واشنطن تايمز : quot;لم نشن هجومًا على الفلوجة لأننا لا نريد وقوع ضحايا، فنحن نريد عزل الارهابيين عن الشعب، ولا نريد أن نكون عشوائيين في قتل عناصر القاعدة وآخرين ايضاًquot;.

يلوذون بالشيعة

ودعا السفير العراقي القادة الاميركيين إلى أن يفهموا أن الانقسام في المجتمع العراقي أكثر تعقيدًا من مجرد انقسام طائفي سني ndash; شيعي، يُشار اليه في وسائل الاعلام الاميركية. ولفت إلى أن السنة النازحين من محافظة الأنبار بسبب القتال يتوجهون إلى محافظات شيعية، وقال: quot;إنهم يذهبون إلى كربلاء والنجف لإيجاد ملاذ آمن، وهاتان مدينتان شيعيتان خالصتان، فأنتَ لا تلوذ بالطائفة المضادة إذا كانت لديك قضية طائفيةquot;.

واضاف أن الطائفية في السياسة العراقية يجب أن يُنظر اليها في سياق الطريق الوعر الذي يمر به البلد بعد عقود من الدكتاتورية.

ودعا السفير العراقي في واشنطن القادة الاميركيين من الحزبين وخاصة اعضاء الكونغرس إلى بذل مجهود أكبر لفهم تعقيدات المجتمع السياسي العراقي بعيدًا عن مفردات السني والشيعي والكردي. وقال: quot;هذا ليس مجديًا، أنا كردي وشيعي، فأين يضعني ذلك؟quot;.