بعدما غاب محمد مرسي عن جلسة محاكمته، سرت أخبار عن كشف مؤامرة لإغتياله، أكدتها الداخلية المصرية، واستغلها أخوه حسين مرسي للقول إن الأمن هو من سيغتال الرئيس المعزول.


القاهرة: أثار غياب الرئيس المصري المعزول محمد مرسي عن جلسة محاكمته الثانية الكثير من الجدل، لاسيما أن تسريبات أمنية تحدثت عن وجود مخطط لإغتياله، لإشاعة الفوضى في مصر قبل الإستفتاء على الدستور.

وقد أكدت وزارة الداخلية المصرية الخبر، وقالت إن السبب الحقيقي وراء غياب مرسي، يتمثل في وجود معلومات عن مخطط لإغتياله بقذيفة، فيما اعتبر شقيقه أن الهدف من ترويج الرواية هو اغتيال مرسي على أيدي الأمن المصري.

يتولّاه من ولّاه

ووفقًا للمتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية المصرية، اللواء هاني عبداللطيف، فإن معلومات وردت إلى أجهزة الأمن تفيد بتخطيط البعض لاغتيال مرسي. وأضاف في تصريحات تلفزيونية: quot;مرسي كان جاهزًا لترحيله لمقر محاكمته بالقاهرة صباح الأربعاء، لكن تقرير الطيار حال دون نقله من سجنه ببرج العرب، وأن سوء الحالة المناخية حسم قرار عدم نقل مرسي الى أكاديمية الشرطةquot;.

من جانبه، قال حسين مرسي، شقيق الرئيس المعزول، لـquot;إيلافquot; إنه لا يستبعد أن تكون التسريبات مقدمة لإغتيال مرسي على أيدي من وصفهم بـquot;المجرمينquot;. وأضاف: quot;إن المجرم الذي لا يخاف الله، والذي لا يخاف على بلده، والذي خان دينه ووطنه وقتل شعبه، ليس بعيدًا عليه أن يقتل رئيسه المنتخبquot;.

وحول التسريبات الأمنية التي تقول إن التنظيم الدولي للإخوان يسعى إلى إغتيال مرسي لإشاعة الفوضى في البلاد ودفن قضية التخابر مع الخارج، قال مرسي الأخ: quot;هل عهدت أن الأم تقتل ولدها؟ من المستحيل أن يقتل الإخوان الرئيس (السابق) أو غيره، لأنهم تربوا على التقوى، وثمة مخطط إجرامي من الإنقلابيين، لكن الله راعيه وهو حارسه، وعندي يقين أن من ولاه سوف يتولاهquot;.

خرافات وخزعبلات

وحول وجود معلومات تشير إلى أن جهات خارجية، ومنها أميركا، تسعى الى قتل مرسي لدفن قضية التخابر المتهم فيها، قال حسين مرسي: quot;هم على يقين أن الرئيس (السابق) لم يتعامل مع المخابرات الأميركية بخيانة أبدًا، وأنه رجل وطنيquot;. وأضاف: هم فتشوا في أوراقهم ولم يجدوا سوى تلك الخرافات والخزعبلات، وإذا كانت لديهم بالفعل معلومات حول مخططات لإغتياله فأين هم من حمايته والحفاظ على حياته لمحاكمته أمام الرأي العام المصري؟ أما القضاة فنقول لهم إن لهم مع الله عودة، فليتقوهquot;.

وقال مصدر أمني إن المعلومات عن وجود مخططات لإغتيال مرسي ليست وليدة الأربعاء الماضي، مشيرًا إلى أن تلك المعلومات تواترت إلى الأجهزة الأمنية سواء الأمن الوطني أو المخابرات العامة من عدة مصادر.

وأضاف لـquot;إيلافquot; إن نقل مرسي إلى سجن برج العرب، وليس الإقامة بسجن طرة مثل مبارك ورموز نظام حكمه أو قيادات الإخوان، يأتي في إطار الإجراءات الإحترازية لتفادي أي محاولات لإغتياله. ولفت المصدر إلى أن مرسي ممنوع من الزيارة أو الحصول على أية أطعمة من خارج السجن، رغم أن القانون يمنحه هذا الحق خشية تعرضه للإغتيال بدس السم في الطعام. وتابع المصدر: quot;مرسي ممنوع أيضًا من أداء الصلاة في جماعة بمسجد السجن، أو الإحتكاك أو ممارسة الرياضة والمشي في حضور باقي المساجين في سجن برج العرب للسبب نفسهquot;.

بالصواريخ!

كشف المصدر أن قوات الجيش تعاون قوات الشرطة في تأمين سجن برج العرب، لافتًا إلى تزويد السجن للمرة الاولىبشبكة رادار للكشف عن الصواريخ وصدها، لاسيما أن بعض المعلومات تشير إلى إمكانية إستهداف السجن بالصواريخ، لتهريب مرسي أو قتله، لاسيما أن الجماعات الإرهابية صارت تمتلك صواريخ، من ترسانة السلاح المنتشرة في ليبيا عقب سقوط نظام حكم معمر القذافي.

وأعربت جماعة الإخوان عن خشيتها من تعرض حياة مرسي للأذى، وقالت: quot; إن إصرار السلطة الغاشمة على إخفاء الرئيس ومنع الزيارة عنه والامتناع عن إحضاره بحجة كاذبة أمر يثير قلقنا ويضاعف مخاوفنا على حياته وسلامته وصحته، خصوصًا مع مجموعة من القتلة السفاحين الذين لا يرجون لله وقارًا، ولا يحفظون للحياة حرمة، ولا للرجال مكانة وقدرًاquot;. على قول الجماعة في بيان لها.

وأضافت: quot;نطلب حقنا في الاطمئنان على رئيسنا بالسماح لأهله بزيارته ونطلب من كل المنظمات الحقوقية في العالم أن تتدخل لذلك ومعها الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة الذي صرح لمصلحة بعض النشطاء السياسيين الذين اعتقلواquot;.

رعب من مرسي

أضافت الجماعة في بيان لها تلقت quot;إيلافquot; نسخة منه: quot;سلطة الانقلاب ادّعت كذبًا أن سوء الأحوال الجوية حال دون إحضار الرئيس (السابق)، وكأن الأحوال الجوية أمر سري يخفى على الناس، فالكذب والغش ديدن الانقلابيين منذ اللحظة الأولى، وقد سبق لهذه السلطة الغاصبة أن منعت زيارات أهله ومحاميه عدة مرات بالرغم من حصولهم على تصريحات من النيابة العامة، ثم رفضت النيابة العامة نفسها التصريح بالزيارة بعد ذلك بالرغم من مخالفة ذلك لصريح القانون وحقوق الإنسانquot;.

وأضافت أن هناك حالة من الرعب من ظهور مرسي، وقالت: quot;هذا الرعب والهلع من رجل أعزل في قبضة قوى الجيش والشرطة المدججة بأعتى وأحدث الأسلحة الفتاكة يقطع بأن الحق فوق القوة، وأعلى منها، وأن الإيمان أسمى من السلطان، وأن الشجاعة والثبات هما ثمار اليقين بعدالة القضية، وأن البذل والتضحية تهون من أجل حب الشعب والوطن، لذلك فإن الشعب يبادل الرئيس حبًا بحب وبذلًا ببذل وتضحية بتضحيةquot;. ودعت المصريين في الداخل والخارج إلى تصعيد فعالياتهم بقوة واستمرارها على الدوام حتى نطمئن على الرئيس (السابق)، وإسقاط ما وصفته بـquot;الإنقلابquot;.