الشهيد بن الشهيد ابو الشهداء يقتل الاطفال! هكذا تقول مشاهد الاطفال الذين لم يتجاوز عمر بعضهم السابعة، حيث تسفح رؤوسهم بالدم حزنا على سيد الشهداء الحسين بن علي، بعد ان تتناول السيوف (الشجاعة) الحادة الاطراف والموسى القاسية الحدود راس الطفل (الموالي) بالتشطير والتطبير والتجريح، وسط صراخ وعويل وزعيق وهطيل من الاصوات المبهمة المتداخلة، ومشهد الدم المخيف يتوزع مئات الرؤوس، يسيل على الثياب البيضاء، ليعلن الوضوح انه مسؤول عن تسييد الظلام، وليقول النور لمحبي الإنسان أنه جاء من أجل عدالة عرجاء!
تشقيق راس الطفل (الشيعي) يعادل موضوعيا تشقيق المذهب (الشيعي) الذي اعلن الاجتهاد يوم اغلق باب الاجتهاد، والذي افتى بوجوب الوقوف إلى جانب الدولة العثمانية لمواجهة الغزو الانكليزي، المذهب الذي انتج محمد باقر الصدر، وابدع في منطق الاستقراء، واسس لبنك لا ربوي في مواجهة الزحف الربوي الظالم، تشقيق راس (الطفل) الشيعي تشقيق لراس رسول الله سلام الله عليه بسيوف الحقد المعنوي، وتكريسا لخطة التضليل ضد الاسلام والمسلمين في كل انحاء العالم، وهي لا تختلف عن فتنة (الذِكر) الجنونية، حيث تزبد الافواه ببصاق كريه يطلح حانبي الفم المعتوه، وهو لا يختلف عن جريمة الدرباشة تمزق الصدور سحرا، وتحتال على البصر والبصيرة!
عجيب أمر هذه الامة (الملعونة)، في طرف اقصى تتهادى الاصوات للثار من قتلة يزيد بن معاوية، وفي الاقصى المقابل تتهادى الاصوات لعنا بهذا وذاك من رموز التاريخ الاسلامي (العتيد)، وانهار الدم تسيل على الارض الحاجزة بين الأقصيين وما هي بحاجزة عن طوفان الدم، يصرخ بكل ما يملك من قوة بانه الدم المسفوح جزافا!
وأعود لكارثة تطبير الاطفال، هذه الجريمة المنكرة، التي يندى لها جبين الانسانية، حيث لم تجد صوت النكير للاسف الشديد من عليَّة القوم، وجهابذة العلم، فيما تتعالى اصوات الشباب المتحمس للاصلاح بانْ اوقوفوا هذه المجزرة البشعة بحق زهور السماء، وينابيع المستقبل، وامل الله في ارضه، اي تناقض واي مفارقة إذن هي يا رب العالمين؟
منظر بشع، ياباه الحسين وابو الحسين وجد الحسين وكل من يحب الحسين، منظر دونه منظر اغتصابٍ بعنفِ اللَّعن على الحياة، حينما تستجيش الغريزة عماها الاسود، وعنفوان وحشيتها البغيض، لتنقض على فريسة مسكينة كانت ملقاة على قارعة طريق موحش!
السياسيون اللعناء يطربون لهذا البلاء لانه يحجب بلاءهم الألعن عن بصيرة الرصد، ورصد فسقهم الذي ضج منه حتى الله في عرشه، والانبياء في قبورهم، والصالحون في كهوفهم الافلونية المبهمة المهمة والنتيجة، وما الذي يهزهم مادامت كراسيهم مسندة باعمدة مستلة من خشب كرسي الله، وانوارهم مستخلصة من نور عرش الخلاق العظيم.
تطبير الاطفال مؤامرة دنيئة على الطفولة، وبقدر ما هي ضريبة الجهل فلا اشك انها تدبير مافيات مالية ومصلحية، وعصابات تريد تاجيج المذخور من حقد متبادل، لم يستطع الفكر النير لحد هذه اللحظة وأده بنور المعرفة، بل هو كامن في اعمق أعماقنا، يستثمره اصحاب العمائم الاواكسية واصحاب العمائم الطربوشية، كل حسب طريقته، والساسة الكبار يطربون للدم سواء كان منتشرا على حافة (قامة علي) او (درباشة عمر)، و علي وعمر بريئان من القامة والدرباشة معا.
ان العزاء على الحسين شعيرة يجب ان تكون شفافة لطيفة، كما هي شفافية الحسين ولطف الحسين، ولكن للاسف الشديد تحولت إلى شعيرة توحش ونكارة وحقد، فهل شعار الحسين الاّ الاصلاح فاين هو الاصلاح في شرائح دم بريء تسيل من راس بريء لتنشر على صفحات خد بريء، تبا لكم ما الذي تفعلون؟
الحسين لم يقتل الاطفال، انتم تقتلون الاطفال....