الجميل و المدهش ما تقوم به الصين في العالم، فهي حليف استراتيجي لإيران و جزء من مجموعة BRICS التي تضم روسيا و الهند و البرازيل من جهة، بالإضافة لشراكة استراتيجية كبري مع الخصم امريكا، فبعد سقوط الاتحاد السوفيتي ظهرت الصين كقوة منافسة لأمريكا و كان عليها الاختيار بين صراع كسر العظم علي غرار ما حدث بين أمريكا و الاتحاد السوفيتي أو التحول الي صراع / مشاركة الرابح رابح.

win -win situation.&

اختارت الصين الخيار الأخير و كانت الصفقة شراءها ديون الخزانة الأمريكية مقابل أن تطلق امريكا يد الصين في أفريقيا. وهذا ما حدث، شراكة الرابح رابح خولت الصين بيع منتجاتها في أمريكا التي تمر ربع تجارة العالم بها. و لم تخسر هذا السوق الضخم من جهة و سمحت للشركات الأمريكة للتصنيع في الصين حيث العمالة الماهرة الرخيصة.&

الشراكة أجازت الشركات العالمية الكبري والتي تقدر بقرابة 3000 شركة عالمية عابرة للقارات و البحار الي التصنيع في الصين دون الحديث عن النظام السياسي الديكتاتوري الصيني الذي يتنافى مع الديمقراطية&الغربية&التي تريد امريكا نشرها في العراق وليبيا وسوريا فالتنين الصيني يملك من المقومات خاصة الفائض النقدي أن تقول لا لأمريكا المدانة ب خمسة ترليون دولار. هنا حققت الصين نموا اقتصاديا في حدود 10 % سنويا و حققت امريكا بتحالفها مع الصين شراء ديونها هذا اقتصاديا و سياسيا تطويع الحليف الخصم و الصديق اللذوذ فرنسا و أوربا. فاليورو يشكل أكبر تهديد للدولار ( الذي يطبع دون رصيد ذهبي منذ قرار الرئيس نكسون عام 1971 ) لذلك لم تنضم الحليفة و الأخت الكبري بريطانيا لهذه العملة رغم الوجود الجغرافي في منطقة اليورو.

و كانت اتفاقية ربط بيع سعر النفط بالدولار (البترودولار) الموقعة بين امريكا والسعودية أكبر داعم للاقتصاد الأمريكي. الصراع و الحرب الباردة اليوم هي بين فرنسا و أمريكا و الصين و روسيا علي أفريقيا..&

الصين التي تعتبر أكبر شريك اقتصادي لأفريقيا حسب تصنيف 2014.

فرنسا من جهتها التي بدأت تغازل روسيا العائد للسوق العالمي بقوة بدعوة التحالف في الحرب علي الإرهاب.

الصين التي تجمع بين حلف اقتصادي مع أمريكا وحلف مع روسيا و إيران خصوم امريكا يجعلها القوة&&الصاعدة دون منازع كل هذا يجعلنا نقول أن العالم يتشكل من جديد.