&

ما الذي فعله نائب رئيس دولة الامارات رئيس مجلس الوزراء حاكم إمارة دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قبل فترة قريبة؟ أو بشكل أدق، ما الذي فعله محمد بن راشد منذ أن تسلم مناصبه الرسمية؟ ما الذي يفعله الآن؟ ما الذي سيفعله غداً؟&

أهم إجابة هنا على كل هذه التساؤلات تكمن في العودة إلى "مربط الفرس"، التي كانت منه إشارة إنطلاقة "فارس" دبي وقائدها محمد بن راشد.. يحكي التاريخ بأن الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم – رحمه الله – حاكم دبي آنذاك جمع المقربين منه وعلى رأسهم طبعاً ابنه الشيخ محمد، وذلك إبان اكتشاف البترول في إمارة دبي، وقال لهم: "لقد اكتشف البترول عندنا، ولكن لا تعتمدوا عليه"!.. وهذا في اعتقادي كان أهم درس تلقاه ابنه الشيخ محمد والذي تلخص في عدم الاعتماد على مثل هذه "الطمأنينة" الزائفة الزائلة! فكان "بوراشد" كما قال المتوكل الليثي في صدر بيته:&

نبني كما كانت أواؤلنا تبني

ولكن يأبى بعدها الشيخ محمد وهو "الشاعر" حساً ومسؤولية، إلا أن "يقوي" من "عجز" البيت ليصبح:&

ونفعل "فوق" ما فعلوا.. لا.. "مثل" ما فعلوا!&

لطالما اعتبرت دبي خارج "النسق العربي"، وذلك عندما تخلصت مبكراً من أهم ثلاثة معوقات للتنمية، والتي ما زالت "تعشعش" في أغلب دولنا العربية، وهي: الاستبداد السياسي، والانغلاق الثقافي، وما قد نطلق عليه "تدريس وتسكين علم الجهل" بين المواطنين.. هذه أشياء تكاد تكون مفقودة في بلد "التسامح والسعادة"، على يد محمد بن راشد وباقي القيادة الحكيمة.. فعلاً.

إليكم هذا المثال "المتناقض".. يوجد في دبي أكبر مبنى في العالم.. برج خليفة، ويوجد فيها أيضاً فتى لم يتعد الثانية عشر يُدعى "أديب سليمان البلوشي".. يعتبر أحد أصغر نوابغ العالم.. أرأيتم مثل هذا "التوازن" بين "رفعة الحجر والبشر"!.. وعذراً إن لم ادمج في المثال أيضاً ذكر أصغر وزيرة في العالم والتي تم تعيينها مؤخراً كوزيرة دولة لشؤون الشباب، وهي الاخت شما المزروعي، وما خفي في دبي وعند قائدها أعظم!

عندما أخبرت زميل لي قبل فترة قريبة بأني بصدد كتابة مقال عن دبي وقائدها، وكان قد تصادف ذلك والتشكيل الوزاري الجديد الذي أعلن عنه الشيخ محمد، شجعني حينها زميلي بأن هذا هو الوقت المناسب، فضحكت وقلت له، وهل تضمن لي عند نشره ألا يصادف ذلك انجازاً جديداً لدبي وقائدها؟! والسؤال نفسه أطرحه اليوم والمقال منشور أمامكم!

ما لفت نظري في التغيير الوزاري الأخير في دولة الامارات الشقيقة الحبيبة، والذي تم على يد مهندسه الشيخ محمد بن راشد، هو وضوح الرؤية والتي قد تتلخص في كلمتين وهما، "السعادة والمستقبل".. ذلك المستقبل الذي خرج بطموح الشيخ محمد من حيز "السجادة الحمراء" التي تُراوح فيها الخُطى بين "استقبل" و "سافر"، وسافر بالشيخ محمد هذا الطموح حتى وصل به إلى "الكوكب الأحمر.. المريخ"! عبر مشروع "مسبار الأمل"، وهنا أيضاً يكمن سبب تكرار مخاطبتي في المقال للشيخ محمد ب "القائد" لا "الحاكم"!

قبل الختام، جاء عنوان المقال كسؤال مفاده، مالذي يريده محمد بن راشد؟ هذا بالاضافة إلى ما بعده من تساؤلات، والاجابة هنا واحدة.. وعلى لسان صاحب القول والفعل نفسه، محمد بن راشد، "متعة الحياة.. أن تعمل عملاً لم يسبقك إليه أحد ولم يتوقعه الآخرون"!

ختاماً، محمد بن راشد.. تحية مرفوعة إليك من كاتب عربي يُعتبر "جار ومن أهل الدار"، مُحب لانجازاتك، وبكونك أوجدت "بصيص أمل" في الوضع العربي "المُهلهل ابن تعيسة" عبر مشروعك.. دبي.. واسطة العقد الاتحادي في جيد دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة الحبيبة، وأنهي التحية بمثل تحيتك "الماركة المسجلة".. برفع ثلاثة أصابع... أسأل القارئ العربي هنا الذي لا يعرف مغزاها بأن يبحث عن المعنى، وينشره ما استطاع إلى ذلك سبيلا، وخاصة ونحن في أجواء عيد، وكل عام وأنتم في حب وسعادة!

&

&كاتب صحافي بحريني

[email protected]