&لا يزال بيننا أناس ينعشون الروح بعد أن ذبلت. هؤلاء ثلة من شياب العرب رفضوا مصافحة اللاعبين الإسرائيليين أولمبياد جانيرو، وذلك ضرب من ضروب المقاومة، صغار في السن عظام في مواقفهم. وأسهموا بما استطاعوا، ولفتوا أنظار العالم إلى قضية كاد أن يلفها النسيان وفوضى الركام وانتشار الجثث في مضاربنا. هم ليسوا كالآخرين، فهم الصفوة الصافية ونخبة الرجال من الرياضيين الأقوياء ذوي الروح الوثابة والضمير الحي، الذين لم تشغلهم النجومية عن قضاياهم المركزية، حتى وإن كانوا ليسوا فلسطينيين، ولم يعيشوا في المخيمات ولم تصادر أراضيهم ولم يقتلوا ولم يهانوا على المعابر، ولكن ضميرهم الحي وقف مع الحق أمام العالم أجمعه.&

لا بد وأن كل طفل شاهد تلك المواقف سأل والده، لماذا؟ فقال له لأنهم سرقوا بلاد الفلسطينيين وطردوهم. وبهذا فقد نشر هؤلاء الشباب المعلومات التي لم يعد أحد في العالم يهتم بها، وأيقظوا اهتمام الأجيال الجديدة بطريقة حضارية ليس فيها سفك للدماء ولا مكبرات صوت. وقد نقلت جميع الشبكات الإخبارية ذلك الحدث، وأعادوا المسألة إلى واجهة الأخبار، وذكروا العالم بمأساة التاريخ التي تسببت بها الدول العظمى.

ما دام يظهر بيننا شباب مثلهم فلن تموت القضية، وهذا هو الشرف الجليل الذي من واجب كل ضمير حي أن يقوم به، وهذه المواقف ضرورية ولها فاعلية الرصاص، واذا استمر الشباب بالتوعية وإحياء القضية، فلا بد أن ينعكس المد لإسرائيلي إلى جزر، وكما تمكن الصهاينة من كسب التأييد العالمي بعد أن كانوا منبوذين ومشتتين في بقاع الأرض، نستطيع نحن أن ننشر الحقيقة ونعيدهم إلى ما كانوا عليه قبل أن يكسبوا تعاطف الشعوب. فالعالم يتغير، وعلينا استغلال الفضاء المفتوح للنشر بجميع اللغات، واستغلال الفعاليات العالمية للتذكير بالقضية الفلسطينية.&

&