هل يصلح الحكيم جسد " التحالف " الشيعي المتشظي والمتخالف بين اقطابه وقياداته المتفرقة؟

&قبل سنتين أو أكثر وفي مخاض التشكيل الحكومي لكابينة حيدر العبادي، دعيت الى إناطة رئاسة التحالف الشيعي الى السيد عمار الحكيم، إرتهانا ً الى مرونته السياسية في القيادة، وكفاءته العالية في التفكير وإنتاج الحلول العملية للمشكلات من داخلها، كذلك حاجة التحالف الشيعي الى زعيم شاب يجدد في أوصاله المتجزئة قوة الترابط والإرتكاز الى مشروع مأسسة التحالف وضبط ايقاعه في العمل السياسي والحكومي.

لكن سنتين اضافيتين من ضياع الجهود وتفاقم الأزمات والإنشطارات أصبح التحالف الشيعي يمثل ظاهرة غريبة واقعها " التخالف " تحت تسمية ( التحالف)، ناهيك عن الإنقسامات العمودية بين أحزابه وتشكيلاته الطامحة للمنافع والسلطة ونهب المال العام، وإعادة أنماط دكتاتورية بائسة وفاقدة للقوة والسيطرة.

هذه المعطيات والعديد من نقاط التقاطع والمناكفات والتهديد والصراع أيضا ً، جعل من الصعوبة بمكان ان نطلق عليه تسمية تحالف وهو يجسد حقيقة ( التخالف ) في كل شيء تقريبا ً.

&ناهيك عن تسليم قطاعات واسعة من الشيعة بدور التنظيمات الميليشياوية ذات النفوذ والقوة، وبروز تشكيلات حشدوية مسلحة بمسميات جديدة وحضور مفرط بالإستعراض والقوة والتسلط، صارت تفرض نفوذها في الشارع مايجعل حضور وحظوظ احزاب التحالف الشيعي تركن الى ذاكرة الأحداث، ولاتقترن بأي انجاز لافت للنظر، اللهم إلا بحجم الفساد وفضائحه التي ارتبطت بهذا التحالف ورموزه.

يمكن لرئاسة عمار الحكيم ان تنجح لو أتيح للتحالف ان يعيد دورة الزمن ويكون هو المسؤول عن اختيار رئيس الحكومة والوزراء، ورسم البرنامج السياسي للبلاد ومعالجة الأزمات والخدمات، لكن الزمن لن يعود، ومديات الخراب لاتحصى وقواعد الفساد تدير اللعبة، والتشتت صار جزءا من مصالح الدول صاحبة القرار في الملف العراقي وشؤونه الأساسية ومواقفه الدولية.

في حداثة التجربة السياسية للتحالف الوطني برئاسة السيد عبد العزيز الحكيم، كانت الأوضاع لم تزل قيد الشروع، وأطراف التحالف تجمعهم قوة الترابط الطائفي وافرازات الذاكرة الإضطهادية المعارضة، وكانت آفاق الحلم تتقدم على شهوات كوادره الفاعلة في الغاطس الشيعي، كما أعطى لرعاية التحالف من قبل المرجعية الشيعية في النجف الأشرف زخما ً في التأييد الشعبي، وكسبا ً منقطع النظير في الأوساط الشيعية وغيره.

&قوانين السلطة والحكم والامتيازات والنفوذ غيرت جذريا ً من توجهات وبرامج الرؤية للمستقبل، وأصبح حلم المواطن في دولة العدالة وسلطة الحق والقانون يحترق بمفاسد السلطة وطغيان رجالاتها في السرقة والتزوير، وتضخمت التشكيلات السياسية بتخمة السلوك الثيوقراطي والبيروقراطي والشهية المطلقة لمكاسب السلطة والتشبث بها، وسالت أنهار الدم وتوالت الهزائم والنكبات وتناسلت المقابر، وتراجع كل شيء في البلد جراء الفشل والفساد الإداري والمالي الذي أُرتكب بعضه الأبرز من قبل زعامات شيعية، تؤلف العدد الأوفر من رموز التحالف الوطني.

الشيء المهم الآخر أن العديد من تنظيمات التحالف الشيعي ماعادت تؤمن بمرجعية التحالف الوطني سياسيا، إنما تعدت ذلك لمصادر القرار الرئيسية في السياسة أو في التقليد الطائفي.

ويتكرر السؤال، هل باستطاعة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى في العراق، إصلاح ما أفسده التحالف الشيعي في الحياة العراقية؟&
&

[email protected]