غريب و عجيب أمر الرئيس الترکي رجب طيب أردوغان في تعامله و تعاطيه مع قضايا الامة الاسلامية، خصوصا وإنه يريد أن يتدثر بجلباب أجداده سليمان القانوني و محمد الفاتح و يسعى لإظهار نفسه بمظهر الغيور على هذه القضايا و المدافع"الاوحد"عنها، ذلك إنه وفي الوقت الذي يهدي فيه دراجات هوائية لأطفال غزة بمناسبة عيد الاضحى فإنه يقوم بإلقاء قنابله و صواريخه على رٶوس الاطفال الکرد في نفس المناسبة!

الرئيس أردوغان الذي يسعى من خلال مناوراته السياسية هذه أن يجسد الصورة في المنطقة على خلاف حقيقتها، و يحاول کقادة الجمهورية الاسلامية الايرانية للتلاعب بالحقائق و تحريفها و تزييفها من أجل التصيد في المياه العکرة أو الاوضاع غير المستقرة، أردوغان الذي يبذل مابوسعه من خلال أبواقه و وسائله الاعلامية لعکس صورة مشوهة و محرفة تماما عن واقع و مجريات الامور في المنطقة وبالاخص مايتعلق منها بالکرد عندما يحاول الظهور بمظهر من يفرق بين الاحزاب الکردية و بين الشعب الکردي، وکإن الشعب الکردي قد کان في مأمن من المخططات المشبوهة لأنقرة طوال العقود الماضية.

مايثير السخرية و الاستهزاء، هو ظهور"وجوه" ترکية ناطقة باللغة العربية على شاشات التلفزة العربية وهي تبذل مابوسعها من أجل إظهار إنسانية السلطان"رجب طيب أردوغان"، و الطابع الارهابي و العدواني للمجاميع و الاحزاب الکردية وبالاخص حزب الاتحاد الديمقراطي الکردي، والذي يبدو واضحا أن هذه القنوات تسعى بصورة و أخرى لإظهار تعاطفها مع مواقف و آراء هٶلاء الکتاب و الصحفيين الاتراك و تصوير الاحزاب الکردية المعارضة للسلطان أردوغان وتحديدا حزب الاتحاد الديمقراطي الکردي وکإنها مصدر الشر و العدوان الى جانب تنظيم داعش الارهابي.

الاحداث و التطورات الجارية خلال الاشهر المنصرمة، تٶکد و تثبت الى أي حد باتت الاوساط السياسية الترکية تسعى من أجل کل مابوسعها للإيحاء بأن المشکلة الاساسية تتعلق بالاحزاب و التنظيمات الکردية و ليس بالتدخلات"السافرة" للجيش الترکي و بعلاقاته المشبوهة مع أطراف مدانة على أکثر من صعيد، وإن الاستغلال غير العادي لأردوغان في العلاقات السياسية و الاقتصادية و العسکرية الترکية مع المجتمع الدولي، يذکرنا بنفس الامر لما قام به قادة طغاة و مستبدون من أجل تحقيق أهدافهم و مصالحهم الخاصة.

عيدية أردوغان لأطفال غزة و کردستان و التي تظهر المعدن و المضمون و المعنى الاخلاقي و الانتقائي للسلطان أردوغان في تعامله مع الشعوب الاسلامية التي لن تخضع أبدا لسلطنته المشبوهة، هي في الحقيقة تٶکد ضحالة و سطحية التعاطي الفاشل لأنقرة"العثمانية"مع هذه القضايا و نواياها غير السليمة تجاه الشعب الکردي بشکل خاص، رغم إن کل شعوب المنطقة مازالت تتذکر ماقد ذاقته من محن و ويلات و مصائب على يد السلطنة العثمانية ولذلك فإن حلم أردوغان بإقامة سلطنته على أنقاض الاحداث و التداعيات الجارية في المنطقة و تحقيق الاهداف المرجوة لها، ليس سوى مايمکن وصفه بأضغاث أحلام!&

&