منذ قيام الكيان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينيّة عام 1948، وهو يشحذ سيوف القتل من أجل التّصفيات الجسديّة والاغتيالات المتتالية لأبناء الشعب الفلسطيني؛ الشعب الذي أُخرِجَ أبناؤُه من ديارِهم قهْراً، وشُرِّدوا بالملايين في معظم البلدان العربيّة، يسكنون في مُخيّمات تفتقِد إلى أبسط مُقوِّمات الحياة.. ولم يكتَفِ هذا الكيان الغاصب بالتنكيل بالفلسطينيّين على أراضيهم وارتكاب أبشَع الجرائِم في صفوفِهم...

لقد كشفت صحيفة هآرتس عن أكبر مجزرةٍ ارتكبتها إسرائيل، وهي المقبرة الجماعية للفلسطينيّين الذين قتلوا إبّان حرب 1948 في شاطئ مدينة قيسارية، حيث ارتكبت العصابات الصهيونية المُسلّحة خلال عام 1948، أي عام النكبة، العديد من المجازر "راح ضحيتها آلاف المدنيين الفلسطينيين العُزّل في الكثير من المدن والقُرى". وقد تم دفن نحو 200 فلسطيني بعد إعدامهم في قبر جماعي، يوجَد حالياً أسفلَ ساحة انتظار للسيارات.

وإذا عدنا بالذاكرة نجد أنَّ المجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين العُزّل، أثناء النكبة عديدة، وهي كما يلي:

1 - مجزرة فندق سميراميس بالقدس في 5 كانون الثاني (يناير): حيث هدمت عصابة صهيونية الفندق، ما تسبب بمقتل 20 فلسطينياً على الأقل، وجرح 20 آخرين.

2 - مجزرة بوابة يافا في مدينة القدس في 7 كانون الثاني (يناير): ألقت عصابة صهيونية، قنبلة على بوابة يافا في مدينة القدس، فقتلت 18 عربياً وجرحت 41 آخرين.

3 - مجزرة السرايا العربية بمدينة يافا في 8 كانون الثاني (يناير): فجّرت عصابات صهيونية سيارة ملغومة قرب مبنى كان يطلق عليه اسم السرايا، وسط يافا، ممّا أسفر عن مقتل 70 عربياً وإصابة العشرات.

4 - مجزرة السرايا العربية الثانية في 14 كانون الثاني (يناير): حيث فجّرت عصابة صهيونية سيارة ملغومة بجانب السرايا القديمة، مِمّا أسفر عن مقل 30 غربياً.

5 - مجزرة عمارة المغربي بمدينة حيفا في 16 كانون الثاني (يناير): تفجير قنبلة موقوتة، قرب عمارة يطلق عليها اسم "المغربي"، مِمّا أسفر عن مقتل 31 عربيا وإصابة ما يزيد عن 60 آخرين.

6 - مجزرة قرية يازور قضاء يافا في 22 كانون الثاني (يناير): هاجمت عصابة صهيونية قرية يازور على مدخل مدينة يافا، ليلاً، ونسفت بعض المباني، مِمّا أسفر عن مقتل نحو 15 عربيا، وهم على فراشهم نيام.

7 - مجزرة شارع عباس في حيفا في 28 كانون الثاني (يناير): دحرجت عصابة صهيونية برميلاً مملوءاً بالمُتفجّرات في شارع عباس العربي (مُنحدر)، مِمّا تسبب في هدم العديد من البيوت على رؤوس ساكنيها ومقتل 20 عربيا وجرح 50 آخرين.

8 - مجزرة قرية سعسع في قضاء حيفا في 14 شباط (فبراير): هاجمت عصابة صهيونية قرية سعسع، ودمرت نحو 20 منزلاً على رؤوس ساكنيها، مِمّا أسفر عن مقتل 60 مواطناً؛ مُعظمهم من النساء والأطفال.

9 - مجزرة بناية السلام في القدس في 20 شباط (فبراير): فجّرت عصابة صهيونية، مركبة مملوءة بالمتفجرات، وضعتها أمام بناية السلام في مدينة القدس، مِمّا أدّى إلى مَقتل 14 عربياً، وجرح 26 آخرين.

10 - مجزرة قطار حيفا في 31 آذار (مارس): فجّرت عصابة صهيونية القطار السريع المعروف باسم "القاهرة -حيفا"، مِمّا أسفر عن مقتل 40 شخصا، وإصابة 60 آخرين.

11 - مجزرة دير ياسين في 9 نيسان (أبريل): شنّت عصابات صهيونية هجوما على قرية دير ياسين غربي القدس، وتمّ خلالها نَسْف المنازل على رؤوس قاطنيها، واستهداف المواطنين الفارّين من المجزرة استهدافا مباشراً. وبحسب مصادر عربية ودولية فإن عدد قتلى المجزرة بلغ 254، بينهم 25 سيدة حامل تم شَقّ بطونهن وهن أحياء برؤوس الحراب.

12 - مجزرة قرية قالونيا في 12 نيسان (أبريل): هاجمت عصابة صهيونية القرية الواقعة بجوار مدينة القدس، وهدّمت المنازل وتَسبَّب ذلك في مقتل نحو 14 مواطناً على الأقل.

13 - مجزرة قرية ناصر الدين في 14 نيسان (أبريل): هاجمت عصابة صهيونية القرية المُطلّة على بحيرة طبريا، وأطلقت نيران أسلحتها على السكان، مِمّا نَتَج عنه مَقتل 50 شخصا؛ من أصل 90 وهو عدد سكان القرية آنذاك.

14 - مجزرة قرية الحسينية شمال صفد في 21 نيسان (أبريل): هاجمت عصابات صهيونية القرية بالأسلحة الرشاشة والمتفجّرات، مِمّا أسفر عن مقتل العشرات من المدنيين.

15 - مجزرة حيفا في 22 نيسان (أبريل): هاجمت عصابات صهيونية المدينة ليلا، فاحتلوا البيوت والشوارع والمباني، وقتلوا نحو 150 عربياً، وجرحوا حوالى 400 آخرين.

16- مجزرة قرية عين الزيتون في 4 أيار (مايو): هاجمت عصابة صهيونية القرية الواقعة قرب صفد، ودمّرت منازلها، وجمعت عددا من سكانها بلغ نحو 70 مواطنا، وقيّدتهم ثم أعدمتهم.

17 - مجزرة قرية أبو شوشة شرق الرملة في 14 أيار (مايو): حاصرت عصابات صهيونية القرية، وبدأت بمهاجمتها بقذائف الهاون والقتل العشوائي لرجال القرية، مِمّا أسفر عن مقتل 60 من سكانها؛ وذلك عشية إعلان قيام دولة إسرائيل.

18 - مجزرة بيت دراس في 21 أيار (مايو): هاجمت قوات إسرائيلية القرية الواقعة شمال شرق غزة بعد محاصرتها من كافة الجهات، وقصفتها بالمدفعية بشكل عشوائي ومكثّف، مِمّا أسفر عن مقتل 260؛ بينهم نساء وأطفال وشيوخ.

19 - مجزرة الرملة في 1 حزيران (يونيو): خدع ضباط إسرائيليون سكان مدينة الرملة حينما خيّروهم بين النزوح من المدينة أو السجن الجماعي، الأمر الذي مكّنهم من قتل عدد كبير منهم (قُدّر بالمئات)، وإلقاء الجثث على طريق المدينة العامّ، ولم يبق بعد هذه المجزرة إلا 25 عائلة عربية.

20 - مجزرة اللد في 11 تموز (يوليو): ارتكب الجنود الإسرائيليون مجزرة بحق سكان المدينة، راح ضحيتها نحو 426 مواطنا، وذلك في عدة أحداث منها اقتحام مسجد يضم عشرات المواطنين، كان الجنود قد أعطوا كل من دخله الأمان، لكنهم قتلوا فيه عددا من المواطنين وصل إلى 167.

21 - مجزرة الدوايمة في 29 تشرين الأول (أكتوبر): جرت على عدة دفعات أسفرت عن مقتل 500 مواطن، أبرزها حادثة المسجد الذي يُطلق عليه اسم "الزاوية"، حيث قتل الجنود الإسرائيليون نحو 50 شيخاً كانوا يتواجدون داخل المسجد، ويذكر أيضاً أنه تم قتل أطفال خلال المجزرة عبر تكسير جماجمهم بالعصيّ.

بالإضافة إلى مجزرة صبرا وشاتيلا، التي قام خلالها مقاتلو قوات الكتائب اللبنانية تدعمهم إسرائيل، بقتل ما يزيد على ثلاثة آلاف من المدنيّين الفلسطينيّين..

إنّ المجازِر التي ارتكبتها إسرائيل ولا زالت ترتكبها في حقّ المَدنيّين الأبرياء عديدة لا تُعدّ ولا تُحصى، فهي اليوم تقوم بأفظَع المَجازر اليوميّة في حقّ الشعب الفلسطينيّ الأعزَل في غزّة، أُزهقت فيها آلاف الأرواح البريئة و لازالت تزهَق معظمها من الأطفال والنساء. ومن هنا يتضح جلياً أنّ الكيان الصهيوني المُتعطِّش للدّماء لا يعرف إلّا الحروب وسفك الدماء.

لمْ أقرأْ يوماً في صحيفةٍ أو جريدة ولمْ أسمعْ على شاشة قناة تلفازية إسرائيليّاً يتحدَّث في موضوعٍ ثقافي أو اجتماعي أو علميّ أو رياضي... أبداً، حديثُ هذا الكيان الصهيونيّ يقتصِر فقط على الحروب وسفك الدماء والهجوم على هذه الدولة أو تلك، مسؤولو هذا الكيان همّهم الوحيد هو الخوض في المواضيع الحربيّة والاستعداد الدّائم لشنّ الحروب، لا يُفكِّرون إلّا في طرق وأساليب إزهاق أرواح النّاس وتقتيل الأطفال والنساء. لا يَهْنأُ لهم بال إلّا عند اقترافِهم لأبشَع المذابح في حقّ البشرية.

هذا الكيان "الدّخيل" على بني آدم، في تخطيط مُستمِرّ ودائم لكيفية الاعتداء على البلدان والاستيلاء على أراضي الغير بالقوة.. وكأنَّ هذا (الكيان) الغريب في أرض العرب خُلِقَ للرَّقْصِ على دوي الرصاص والصواريخ والقنابل... هذا الكيان العجيب مهمّتُه الوحيدة هي سفك دماء الأبرياء والإفساد في الأرض والاستيلاء على أراضي الآخرين بدون وجه حقّ، ولم يصدر ولن يصدر عن هذا الكيان أي خير للبشرية أبداً.