&

تناولت الكاتبة الأميركية راشيل أسبدن في كتابها الجديد "ثورة جيل" ما آلت إليه الثورة المصرية التي انطلقت في كانون الثاني/ يناير من العام 2011 بميدان التحرير في قلب العاصمة، القاهرة، وكذلك تلك الأسئلة التي فرضها تغير الموقف الفعلي على أرض الواقع بمصر بشأن نوعية التغييرات المحتمل حدوثها في العالم العربي، وعلى نطاق أكبر، بشأن الطابع العشوائي العنيف للسياسة الثورية والاستبدادية.
وحاولت راشيل إيجاد حل لما اعتبرتهما لغزين محيرين، من وجهة نظرها، وهما سر مجازفة المصريين بكل شيء في 2011 عندما قاموا بثورتهم ضد نظام مبارك وسر عودتهم من جديد لإعادة توليد نظام آخر مماثل لنظام مبارك في يوليو من العام 2013.
ونوهت بهذا الخصوص صحيفة النيويورك تايمز الأميركية إلى أن كتاب "ثورة جيل" يعد محاولة تهدف إلى حل هذين اللغزين المرتبطين بالطبيعة الجيوسياسية والبشرية.
وأضافت الصحيفة أن مؤلفة الكتاب سافرت إلى مصر أول مرة قادمة من إنكلترا في العام 2003، وبدأت توطد علاقتها بالثقافة المصرية المحلية التي أحبتها على ما يبدو من الوهلة الأولى، حيث درست اللغة العربية وعملت كصحافية وسعت لبذل أقصى ما لديها لفهم وجهة نظر الثوار المصريين الذين يقتربون منها من الناحية العمرية.
وبفضل صداقاتها التي كونتها على مدار فترة طويلة في مصر، كان بمقدور راشيل استكشاف أوجه الإحباط التي أدت لتولد تلك الأحداث في مصر، خصوصا وأنها لمست القصص الحقيقية لشخصياتها قبل أن تندلع الأحداث في ميدان التحرير عام 2011.
ورغم حبها الواضح لشخصياتها، إلا أنها لم تتردد في ذكر عيوبهم أيضا، وواحدة من الشخصيات المفاجئة بالكتاب هي أمل، تلك الفتاة التي خرقت كل المحظورات وقررت ترك أسرتها وقريتها لتعيش بمفردها في القاهرة، وبعد بعض التحولات في حياتها بين اتهامات، اعتقال ومواجهات مع أسرتها، قررت الزواج من أجنبي وتجهيز نفسها للسفر خارج مصر في الأخير. ولفتت هنا النيويورك تايمز إلى أن سرد راشيل في الكتاب يتسم بالروعة، إنما لم يكن بالدهاء، فضلا عن أنها تواجه بأمانة وضعيتها الغريبة وسذاجة الوافدين الجدد، غير أن نثرها قد يكون عذبا بشكل محبط.
ومضت النيويورك تايمز تشير إلى أن قوة الكتاب الكبرى تكمن في وصفه لمجموعة الصراعات الخاصة بالشخصيات الواردة فيه، كصراعاتهم مع الدين، العائلة، الصداقات والجنس. وقد نجحت راشيل في تقديم القراء لأحاديث عن موضوعات وجودية تكشف عن الشخصية مثل الإسلام، العذرية وأحلام الزواج الرومانسية.
وتصف راشيل المصريين في كتابها بأنهم أناس متطورون يحاولون إحداث توازن بين الدين، العائلة، الطموح والسعادة الشخصية في مواجهة الضرورات الأوسع في النطاق للقادة الاستبداديين. وواصلت الصحيفة بقولها إن الكتاب يُشكِّل تاريخاً اجتماعياً مميزاً لأمراض مصر المستمرة، كما أنه يعتبر قصة عالمية عن صعوبة تغيير المواقف المجتمعية الراسخة بشكل عميق. بالإضافة إلى ذلك، فإن دراسات الشخصيات الخاصة بالكتاب تشير إلى استنتاج واحد : وهو أن المصريين الثوريين سعوا إلى إحداث تغيير جذري فقط في الممر الضيق لعلاقتهم بالحكومة والشرطة. وختمت النيويورك تايمز بقولها إن الكتاب يوصف على أنه كتاب عن الشباب، أو كما يقول عنوانه الفرعي إنه عن "الخط الأمامي بين التقاليد والتغيير في الشرق الأوسط".

أعدت "إيلاف" المادة نقلا عن صحيفة "النيويورك تايمز" الأميركية، الرابط الأصلي أدناه :
https://www.nytimes.com/2017/02/06/books/review/generation-revolution-rachel-aspden.htm