في يومين قرأت كتابين ، الأول "مزرعة الحيوان" لجورج أورويل ، والثاني "لقاءات مع أناس إستثنائيين" لأوشو .
دودة الكتب أنا و لكني أحيانا أمضغ و لا ألتهم ، و أحيانا أصل لحد إفتراس كتاب مثلما تفترس الأسود جاموسة أفلتت من وحدة القطيع . أنهش الكتب نهشا و أقضمها قضما و أقطعها سطرا سطرا و مفهوما مفهوما .&
لا أقف عند الروايات ، الكتب السياسية و التحليلية خصوصا التي تجمع التاريخ و السياسة هي الأكثر قربا مني ، ثم تأتي كتب التاريخ ، فالروايات ، فكتب الفلسفة و علم الإجتماع ..
ما معنى أن تقرأ كتاب ؟
لن أجيبكم سأكتب مجلد حتى أجيب عن هذا السؤال في حد ذاته .
ربما قد يظنك البعض متفردا أو غريبا عن هذا المجتمع عندما يلمحونك تقرأ ، سيتعبهم التفكير فيك و لكن سيطلقون عليك صفة "مثقف مجنون" أحيانا سيلمحك شرطي لن يقول شيء بل سيفتك من يديك ما تقرأ و سيفتح تحقيقا حول أفكارك و ميولاتك و توحهاتك .&
في "مزرعة الحيوان" لجورج أورويل لم أقف عند الباب لقد دخلت و تجولت و تعمقت و إندهشت من إبداع الكاتب ، جورج أورويل الذي أمتعنا ب "1984" التي ألهمت العديد من القراء و شدتهم إليها رغم أنها منعت من النشر خصوصا في فترة الحرب الباردة ، لم يقف عند تلك الرواية لقد برزت لنا مزرعة الحيوان كرواية نموذجية في الإبداع الروائي "عندما يتساوى الإنساني و الحيواني" &. هكذا أطلت علينا "مزرعة الحيوان" كرواية في عمقها نقدية و ساخرة .
لكن "أوشو" دائما ما عودنا بفلسفته الروحية مستلهما ذلك من تشبعه بعالم الروحانيات و معرفته الواسعة و الغزيرة ، في كتابه "لقاءات مع أناس إستثنائيين" سيحدثكم عن "بوذا ، جينكيز خان ، جبران خليل جبران ، المسيح ، ديونيسس ، رابعة العدوية ..." .&
لن تملوا تحليله و دعوته للحب و السلام ، دعوته للأخوة الإنسانية . "أوشو" كاتب و فيلسوف و روحاني لم يتدحرج عن طبيعته و لم ينزل &عن سفينته الصوفية يقول "إفتح قلبك كلياً فهذا يساعد الآخرين على الثقة فيك بأنك لست مُدعّ ,فقد مضى إلى غير رجعة زمان المنقذين الأنبياء والرسل وليس مرغوباً فيهم هذه الأيام وإذ ظهر أحدهم لن يكتفي الناس برجمه حتى الموت,بل سيسخرون منه أيضا سيقولون ببساطة " أنت غبي" إن فكرة إنقاذ البشرية هي مجرد جنون , أنقذ نفسك ثم سترى نورك وسنرى عظمتك و روائعك" .
القراءة علم و فن و معرفة و لحظة عشق سحرية ، لاشيء يغريني أكثر من كتاب يجعلني أغرق ، يتعبني ، يطيرني و يزيدني علما و قوة .&
و أختم بمقولة للكاتب ألبرتو مانغويل "أعطتني القراءة عذرًا مقبولاً لعزلتي ، بل ربما أعطت مغزى لتلك العزلة المفروضة عليّ" .

&
ناشط ثقافي&
من تونس"