تبدو أغلب بدايات مدارس الموسيقى، واطوارها غريبة ومبهمة، فأهم تلك المدارس، غالبا ما تبدأ بهمهمة، او تنويعة لجملة موسيقي مستنبطة، ضمن أطر مقامية رئيسية، لكنها سرعان ما تتحور وتتخصص، ثم تتقـولـب، لتغدو نمطا موسيقيا مستقلا، ونسقا احترافيا، ضمن بنية الموسيقى، بصورة عامة&

ان الجذور المؤسسة لموسيقى السول هي مزيج من النشاط الموسيقي الشعبي لموسيقى الزنوج الأميركيين، والذي ارتبط بجذور موسيقى الجاز والتراجيع الدينية، &في أنشطة الكنائس والتجمعات الشعبية والروحية ، لكن الحرية الموسيقية التي يمنحها هذا اللون من الموسيقى جعل منها ثورة راحت تنتشر كالنار في الهشيم، حيث كانت الموسيقى السائدة، هي موسيقى الرجل الأبيض بعمقها الأيرلندي - الإنكليزي، والتي كانت رتيبة وتشبه الى حد ما طبيعة الالتزام والتكييف لدى الرجل الأبيض ، مع الصرامة في الاداء والاقتصار على الصوت الرجولي في الغالب

منحت الهوية اللغوية الذائبة، في اميركا، &للرجل ذو الجذور الافريقية القرار لكي يعبر عن حزن الحقول ودمع الاستعباد بإشعار دفينة، كانت محظورة وتعد نمطا شعبيا مستهجنا في الغالب ، قبالة الأنماط الأرستقراطية الأوروبية، القادمة الى بلاد العم سام&

لم يمض الوقت طويلا حتى بزغ نجم الشاعر والملحن والمطرب الاعمى ، ري جارلس مطلع العام ١٩٥٠ ، حيث كان ظهوره وبمزيج الجاز &والريذيم ، مع لمسات الترجيع الكنائسي بمثابة &الجذر المؤسس لهذا الفن، &وبالخصوص أغنيته التي تتنهد & المكان جورجيا،&
Georgia
&مع ابتداع خلاق لرهافة البيانو ، وانغلاق تام على دفق الحواس الواصلة تجاه تتويج المكان - الوطن ، او القارة المجروحة&

جورجيا&
اقول جورجيا&
انها أغنيتك&
تأتي لذيذة ونقية&
مثل قمر يخترق الأشجار&

كان ري جارلس يتلفظ الاغاني بتمثل اداء الكادحين والمهمشين فتصدر عنه كحاجة كائن منهك، &مبحوح الصوت ، وهو يوحي بعناء الفلاحين والعمال والمغيبين ،


&اصبح ري جارلس ، الملقب بالمؤسس لموسيقى السول، أيقونة في وقته، للسود والبيض ، على حد سواء ، وراح مقلدوه يرددون أغانيه بشغف ومتعة، وكذلك طريقة ارتدائه للملابس الاستعراضية الصارخة الألوان، &وتسريحة شعره، ودأبه على التتابع الخلاق للجمل الموسيقية بعرب صوتية غريبة ومتكاملة السلالم ، مع السحر الذي أضافه بوقع الروك والبلوز، &متخللا جمله بوقفات إيقاعية مجنونة وصراخ ،أبدي ، وهو ما حفز نجم اخر دَنَا الى مسرح موسيقى السول، وهو المطرب جيمس براىن وأغنيته الذائعة الصيت عالميا&
I feel good&

ان تشعر براحة، في عالم مركب ومجنون فهو دليل على سحر الكلمات، مع الرقص التعجيزي الغريب للإقدام التي تُمارس حريتها في فضاء اللحن والشعر المتوج بالتمرد والثورة على الواقع&


وهناك لمع نجم &سام كووك وسالامان بوركيه، ومع دخول العنصر النسائي ، ومع صوت الأسطورة اريثا فرانكلين الحائزة على ١٧ جائزة غرامي للموسيقى وتعد اهم الأصوات الى جانب ريتا جونز ، والاخوات روسيتا&

تميزت اريثا فرانكلين بالقدرات الأدائية الذكية ضمن مسارات الألحان ومهاراتها وذكائها على اجتراح مساحات صوتية مهدت للاستقلال في الاداء والذي قلدته فيه تينا تيرنر&
وقفت اريثا فرانكلين الى جانب الراحل جورج مايكل في اغنية حب خالدة لمعنى عذابات العاشق تحت جمر الانتظار&
I knew you were waiting for me&

وكمحارب يقاتل&
ثم ينتصر في معركته&
انا اعرف لذة الانتصار&
فقد كابدتها ... تلك الليالي&
التي أظنتها الظلال&

ومع ولادة تينا تيرنرالغريبة الاداء والاختيارات ، تكون موسيقى السول او البوب سول ، قد تحولت الى تكوين جديد موسع بالالات وطرائق اللحن&
وهو ما جعل أغنيتها في المسائلة الوجودية ، ما علاقة الحب
بكل ما يحدث ؟&
سؤالا دراميا جعلها تتربع على عرش الجوائز الموسيقية ولعدة سنوات&
What’s love got to do with it ?&

عليك ان تدرك&
ان لمسة يديك&
تحفز نبض دمي&
فلطالما شعرت بالارتباك&
حال وجودك معي&
يوجد توصيف لما يحدث&
وعبارة لابد ان تقال&

وإذ تعد السنوات اللاحقة محصلة للابداع النسوي، فان الظفر الحقيقي تمثل في الفرق الأدائية ،وكذلك التمازج - النسوي الرجولي ولمسيرة ٦٠ عاما من طهور موسيقى السول المحفزة للمشاعر ، ولتأخذ مسارات ومدارس جديدة، كان أهمها ظهور مدرسة البوب، والتي جمعت ضروبا لحنية واتجاهات عديدة قادت الى الحداثة الموسيقية في ظهور مبكّر ، ومنها صوت المطربة ويتني هيوستون، التي قدمت مساحات صوتية خارقة وعبر ألبومات مميزة أهمها، قسمُ الحب الى الأبد &
I will always love you&

اتمنى ان تكون الحياة قد عاملتك بحنو&
وان تكون قد حققت كل ما حلمت به&
اتمنى لك الفرح والسعادة&
ولكن الاهم من ذلك كله&
اني اتمنى لك الحب&

ووضع الساحر ليونيل ريتشي يده على مطلع العقد الثمانيني ، وليكتسح مراقص العالم وأقبية العشاق بأغنية بسيطة المقام وطيعة اللحن وغاية في الحنو وسلاسة الكلمات بأغنية الترحيب الغريب مرحبا Hello&

اعتمد الشاعر والملحن والمطرب القادم من فريق كومودورز الاستقلال في الاداء الصوتي مع الانسجام العاطفي بايقاعات السلو روك ، المانحة لحرية اكبر في الاداء الصوتي العاطفي ، مع تمازج بين مقدمات البيانو وملامح الصنوج ، مع تتويج الصولو بالكيتار الكهربائي، ضمن زخرفة لحنية أخاذة&

اريد ان ارى ضوء الشمس مخترقا خصلات شعرك&
وأريد ان اخبرك مرات ومرات&
كم انا مهتم بك&
اشعر احيانا ان قلبي سيخر جاريا&
ويتوجب علي ان أحيطك علما بدلك&
لاني لا ادري اين انت ؟&
او ، مالذي تقومين به ؟&
فهل انت وحيد في مكان ما ؟
وهل هناك من يحبك ؟&
فأخبريني أرجوك&
كيف أحظى بحبك&
لأنني لا املك أدنى فكرة&
فدعيني ابتدأ الامر بقول: احبك&
***

انجز الراحل الأسطوري مايكل جاكسون مع فريق الاداء &الغنائي &لإنقاذ افريقيا من المجاعة لحنا &تمثل باداء أضافه الى سلسلة نجاحات لمطرب وراقص وملحن وشاعر ومؤد استعراضي ، حيث الالم الإنساني يترجم عبر وجه أفريقي يتحول الى ممثل صامت mimic intertainer&

وهو المسرح ال ي حلم به مأكل جاكسون لتتويج رحلة السول والريذيم بواجهة البوب وليتوج ملكا لموسيقى البوب المتمرسة الانساق مع البلوز والرسول والريكي، مع إضافات للروك الحديث كما في اغنية القسوة beat it&

جعل مايكل جاكسون العالم يرقص، ويحلم ايضا ، مع اكتمال للحلم الأفريقي في التحرر من وجع العبودية، وبالأقنعة البيضاء والكلمات النافرة والأزياء الفضفاضة والقفازات المرصعة بالماس والجواهر الثمينة، كتمرد معلن على ازمنة الفقر والقهر في احياء هارلم وجورجيا وأتلانتا والقارة الام افريقيا، ومع بزوغ فلسفة جديدة ، تعطي للإنسان استقلاليته بالغامض من الشعر والهادر من الطبول والوارف من الحنين لموسيقى انتصر فيها عبيد افريقيا على ساداتهم وحولوا عبوديتهم الى حرية كونية وأغنيات يرددها العالم اجمع، في رقص هائج مجنون، او عبر لحظات تامل متأصل ودفين المعاني، كما رددها &مايكل، &في اغنية الأبيض او الأسود&
Black or White&

انا اؤمن الآن بالمعجزات&
وقد تحققت المعجزات هذه الليلة&
فان كنت تفكر في مولودي القادم&
فان الامر سيان&
ان كنت أبيضا&
او كنت اسودا&


اريزونا&