بغداد: انطلقت فعاليات مهرجان (أنا عراقي أنا أقرأ) في موسمه السادس على حدائق شارع أبو نؤاس في بغداد بالقرب من تمثال شهرزاد وشهريار، حيث كانت مساحة الارض المحددة للمهرجان عالما من كتب تعدادها اكثر من 40 الف كتاب، وقراء اختلفوا في اعمارهم وتشابهوا في اعتزازهم بالكتاب وسعادتهم بحضور المهرجان على الرغم من كل الظروف التي يمر بها العراق وسط اجواء ثقافية وفنية رائعة، يقول فيها الشبتب المنظمون:حقٌ لكم علينا أن ننظم موائد المعرفة بالشكل الذي يُرضيكم ويوفي حق الكتاب الذي تطلبون.

من اول تمثال شهرزاد وشهريار وامتدادا الى مسافة بعيدة في عمق الحديقة، هناك حشود من الناس واكثر منها حشود الكتب التي اصطفت على مناضد كثيرة يحوم حولها شباب يرتدون قمصان متشابهة كتب على صدورهم (انا عراقي انا اقرأ) فيما تزينت الممرات ببوسترات اعلانية تبرز صورا للعديد من الادباء العراقيين مزينة بكلمات منهم عن الكتاب، وهي بادرة تظهر للمرة الاولى في نسخ المهرجان الست، وهي بادرة نالت رضا الكثيرين خاصة انها تعرّف بهؤلاء الادباء ونتاجاتهم واراءهم بهير صديق في الازمنة كلها، وقد عبر عنها عدد منهم بأنها (رائعة)، كما شهد المهرجان الحالي ظاهرة جديدة وهي اعلان منظمي المهرجان ان في متناول الزائرين ست مكتبات ولِكُلٍ منها تذكرة:( أدب، دراسات، فكر، علوم، لغات، مجلات )، وفي كل مدخل كان هناك مركز لتوزيع التذاكر حسب رغبة الزائر: من يود الأدب سيأخذ بطاقةً لمكتبة الأدب ومن يود العلوم سيتفضل بأخذ بطاقتها وهكذا..، ويحق لكل زائر أخذ ثلاث بطاقات لثلاث مكتبات مختلفة، بكل بطاقة بكتاب واحد فقط، فضلا عن فرصة الجلوس لقراءة ما أخذت، والاستمتاع بباقي الفعاليات الفنية، منها الموسيقية ومنها ما يخص التشكيل والأعمال اليدوية لتجتمع البهجة والمتعة مع الثقافة، في أجواء العراق المشحونة في الأزمات، ما يجعل من المهرجان متنفساً للشباب وترفيهاً يعود عليهم بالفائدة.

في المهرجان صور كثيرة مدهشة للمهرجان الذي يجدد الدعوة للكتاب، فتشاهد اطفالا يفترشون العشب ويرسمون بالالوان مايشاءون، وتشاهد شباب يعزفون على الات موسيقية مختلفة وتشاهد شابات انتبذن امكنة في الارجاء وهو يمسكن الكتب ويقرأن ومثلهن عوائل جاءت بصغارها للمشاهدة والمتعة وربما طرح الاسئلة كما قالت احدى السيدات من ان طفلتها سألتها الكثير من الاسئلة عن المكان والناس هنا والكتب الكثيرة.

والمهرجان يعتمد فيه المنظمون على جهد تطوعي، يقوم به المتطوعون على جمع الكتب من خلال التبرعات، ثم فرزها حسب أصنافها لتكون هدية الزوار القراء ودفعة تشجيعية لمن لم يعقد بعد علاقة بالكتاب، حسب رأيهم.

فقد قال الكاتب والاعلامي غضنفر التميمي: الاهم بنظري: اننا تمكنّا من اقامة فعالية ثقافية مدنية كبيرة "انا عراقي.. انا اقرأ" في 3 محافظات (الموصل وبغداد والعمارة) بنفس الساعة، وهو انجاز كبير، لن تتمكن الحكومة بكل وزاراتها من تحقيق مثل هذا المنجز وهو (اقامة فعالية معرفية في ثلاث محافظات مختلفة بنفس التوقيت).

وأضاف: شكرا لكل من ساهم بإنجاز هذا المشروع الكبير.. وقبلة على جبين كل متطوع اشتغل بصدق لإنجاح المهرجان الحلم.

من جهته اعرب الكتبي ستار محسن صاحب دار (سطور) للنشر والتوزيع عن تشجيعه للمهرجان منذ فكرته الاولى: وقال ما اسعدني وانا ارى هذه الحشود وهي تحتضن الكتاب وتعلن انتمائها له في مهرجان احترام للكتاب الذي هو من يمنح روح التحليق للفكر وهذا ما نعمل من اجله نحن اصحاب دور النشر.

&واضاف: أنا اكون سعيد جداً حين اجد شباباً بعمر الورد يشاركون بمهرجانات كهذه، ويسعون في سبيل اقامتها، وخاصة تلك التي تهتم بالكتب والقراءة، اجد ان القراءة هي الاهم بالنسبة لأي فرد ولو كان كل فرد عراقي مهتم بالكتاب لما وصلنا الى ما نحن عليه اليوم للاسف.

&الى ذلك قالت الاعلامية تضامن عبدالمحسن: أنا عراقي.. أنا أقرأ.. احضره كل سنة.. ولكن ولا مرة اخذت كتاب منهم.. الى البيت، لأنني احب احذ الكتاب واقرأه في الحديقة.. ومن ثم ارجعه..&
واضافت:الجهود كان جبارة.. النجاح كان واضح بتوزيع ٤٠ الف كتاب..

وتابعت: المهم.. ان ابني انيس كان احد المتطوعين ضمن فريق انا عراقي انا اقرأ.. وهذا وحده كان شيء مفرح بالنسبة لي..