ترجمة: آمال نوّار

منذ أيام (في 15 يناير) احتفلت أميركا بالذكرى السنوية لميلاد "غاندي أميركا"؛ مارتن لوثر كينغ الابن؛ الزعيم الأميركي من أصول إفريقية؛ صاحب الحُلْم والحِلْم، والمناضل الرافض للعنف، والناشط الأشهر في حركة الحقوق المدنية، المناهضة للتمييز العنصري ضدّ السود، والمطالبة بالحرية والمساواة؛ تلك الحركة التي انطلقت في عام 1954، وذهب هو ضحيتها في عام 1968.
في هذا العام، ومع مرور تسعين عامًا على ميلاد كينغ (1929)، تصادف أيضًا ذكرى مرور ستين عامًا على رحيل مغنية الجاز الأميركية الإفريقية الأشهر: بيلي هوليداي (1915- 1959)، الملقبة بِ "لايدي داي" Lady Day، التي عاشت في فترة جحيم التمييز العنصري، وغنّت عن معاناة السود في بلدها ومآسيهم. في هذه المناسبة، رأينا أن نترجم إحدى أشهر أغانيها عن مرارة الألم الأسود: "فاكهة غريبة"، وهي قصيدة لشاعر الأغاني الأميركي "آبيل ميروبول:، الذي كان يكتب باسم مستعار (لويس آلان)، والذي لم يكن معروفًا من قبل أن يصدح صوت هوليداي بكلمات قصيدته هذه، والتي كان كتبها في عام 1937، وغنتها هي للمرة الأولى في عام 1939.&
& &
يمكن الاستماع إلى هذه القصيدة المترجمة والمرفقة بنصّها الإنجليزي الأصل، بصوت بيلي هوليداي، في فيديو على موقع يوتيوب، من إعداد &صادق آل غانم وترجمة آمال نوار، وذلك على الرابط التالي: https://youtu.be/D7CggKNaCXQ


يا لها فاكهةً غريبة تحملُها أشجارُ الجنوب؛&
دماءٌ على الأوراق ودماءٌ عند الجذور،
جثثٌ سُود تتأرجحُ في نسيمِ الجنوب،
إنّها لثمارٌ عجيبة تتدلّى من الحَوْرِ الممشوق.&

يا للمشهدِ الريفيّ من الجنوب الشَّهم، &
بتلكَ العينين المتورمتين والفم الملتوي،
حيثُ تفوغُ رائحةُ مَغْنُوليا طيَّبةٌ ومُنعشة؛&
وإذ ذاك تسطعُ الفوعةُ الصاعقةُ لاحتراقِ اللَّحْم.

هنا فاكهةٌ للغربانِ تنقرُها،
للمطرِ يجنيها، وللريحِ تنهشُها،&
للشمسِ تُفسِدُها، وللشجرِ يطرحُها،
هنا غَلَّةٌ عجيبةٌ ومُرَّة.&