&

الهيلة هي الكابوس أو الحلم المرعب الذي يستفيق الإنسان بموجبه مذعوراً.

تمثّل أحلام الهيلة في مجملها حاجة الإنسان إلى تفريغ الإحساس بالخوف، وذلك من خلال الخوض في تجربة فريدة شأنها في ذلك شأن الرغبة، لدى البعض، بمشاهدة أفلام الرعب.

للأحلام، بصفة عامَّة، وظائف عديدة منها تحقيق الرغبات أو تنفيس المكبوتات، وهذا ينطبق تماماً على أحلام الخوف والهيلة.

لدى البعض اعتقاد بأن الرغبة المُعبَّر عنها في الحلم يجب أن تكون إما جنسية أو شعوراً بالسعادة، وهذا غير صحيح.

فقد تكون الرغبة المعلن عنها في الحلم هي في الشعور بالخطر أو الاستمتاع بلذة ما بعد الخوف وما بعد الهروب من شيء مخيف، كما أنها قد تكون على شكل دفع فواتير مستحقة لمواقف قديمة لم يتسنَّ للوعي إفراغ شحناتها.

وهذه الرغبة (في التعرُّض للخوف) غير مستغربة، تماماً كما أن القلق والحصر يمثّلان، لدى البعض من الناس، عادة وأسلوب حياة أكثر من كونهما ردود فعل حيال أمور معيّنة أو في انتظار حدث مهمّ ومرتقب.

وبالعودة إلى الهيلة فإن الضغط النفسيّ اليوميّ على سبيل المثال يتمّ إخراجه في "اسكتش" الحلم على هيئة محاولة للصعود إلى الحافلة أو القطار قبل فوات موعد الرحلة المقرَّرة بثوانٍ. وعندما يحاول المرء وضع قدمه على عتبة القطار يشعر بتخشّبها ويبدأ

القطار بالتحرّك بينما هو لا يزال عاجزاً عن الصعود، ليستيقظ من جرَّاء هذا الشعور وهو مملوء فَزَعاً.

وفي حالة أخرى من الضغط النفسي الأكبر والأشد وطأة يتمّ إخراجه في حلم على الشكل التالي: شخص يسير في طريقه ليلاً أو يظهر في غابة موحشة ويبدو له ثعبان مخيف أو ذئب يطارده، وعندما يقرّر الهرب تبدأ قدماه بالشلل ويبدأ الخطر بالاقتراب منه رويداً رويداً وهو عاجز تماماً لا يحرك ساكناً... إلى أن يستيقظ مذعوراً من هول ما رآه في حلمه.

ميزة أحلام الهيلة عن سواها من الأحلام، بالإضافة إلى الجو المرعب والمريب الذي تنتجه، هي في كونها مبرمجةً وتأتي في الوقت المناسب لإيقاظ الوعي بعد أن يبلغ التنفيس مبتغاه والضغط حداً لا يطاق، فيأتي تصعيد الهيلة صحياً لإنقاذ النائم من ورطته كالرصاصة التي تنطلق على شاشة السينما لإيقاف العرض تعسُّفياً.

&باحث سوري في علم النفس التحليلي.