& &صدر للكاتبة العراقية الدكتورة خلود السالم كتابها الذي يحمل عنوان (المدينة) عن مؤسسة ثائر العصامي للنشر والتوزيع ببغداد، والكتاب يتطرق الى كيفية نشوء المدن وكيف تولد ومن ثم كيف تتم المحافظة عليها وسبل صيانتها لاسيما المدن القديمة التقليدية التي تعكس تراث وتاريخ شعوبها .
& &يقع الكتاب في 210 صفحات من القطع الكبير ويتضمن مقدمة وثمانية فصول ، في المقدمة التي كتبتها المؤلفة تقوم يتعريف المدينة على انها (ظاهرة انسانية تكونت من التفاعل والموضوع، الذات الفاعلة المتمثلة (الحاجة الانسانية المتمثلة بالمجتمع) ، والموضوع المتمثل بالففكر في البيئة الطبيعية والتي يمكن تفسيرها بـ (المكان عبر خط الزمن) ، كما تعرّف المدينة ايضا بأنها (مستوطنة حضرية ذات كثافة سكانية ولها اهمية معينة تميزها عن المستوطنات الاخرى) ، وتشير : (ويختلف تعريف المدينة من وجهة نظر الى اخرى وحسب نوعها) مؤكدة ان (في العصر الحديث قامت العديد من الدول بوضع شروط معينة لتحديد ما اذا كانت المستوطنة مدينة ام لا ) ،موضحة انه يمكن قراءة المدينة من عدة رؤى مثل :قراءة المدينة في رؤية اقتصادية حضربة،وقراءة المدينة في رؤية اجتماعية ، وقراءة المدينة في رؤية سياسية وقراءة المدينة في رؤية حضارية.
اما فصول الكتاب فقد توزعت بحوثها على كل ما يخص المدينة ، ففي الفصل الاول الذي حمل عنوان (المدينة) تطرقت فيه الى (مفهوم المدينة) وتعريفاتها حسب وجهة مظر كل عالم، فمنهم من فسرها في ضوء ثنائيات تتقابل بين المجتمع الريفي والحضري ومنهم من فسرها في ضوء العوامل الايكولوجية ومنهم من تناولها في ضوء القيم الثقافية ، جاء الفصل الثاني تحت عنوان (الفكر والفلسفة في مكونات التنظيم المديني الحديث) حيث اجابت فيه عن سؤال (كيف يمكن للمدينة او تولد ؟) وتطرقت الى (المدينة والدور التقني في تشكيلها) و (البعد الثقافي للمدينة)، كما تناولت (قراءة المدينة كحالة &معمارية بدلا من عمرانية)، ثم اجابت عن تساؤل (الواقع المديني اليوم.. ما الذي يجب فعله؟) موضحة فيه ان (الاختلاف مع ما نادت به الحداثة مصدره تجاهل الطرح الالي للقيم العمرانية الموروثة ورصيدها الانساني) ، فيما تطرق الفصل الثالث الى (اهم سمات المدن وانواعها) اوضحت فيه هذه السمات المتمثلة بالمهنة والمظاهر الثقافية والانسان الحضري والتشريعات القانونية وامتداد حدود المدينة للخارج،فيما كان الفصل الرابع عن (الحضارة .. المدنية) شرحت فيه (اختلافات الدلالات باختلاف الحضارات) &ومن ثم (حضارة المدينة الغربية) وقد اشارت الى ثلاث مراحل مرت بها هي : مرحلة ما قبل الصناعية ومرحلة المدينة الصناعية ومرحلة المتروبوليتان، شرحت (الحضارة في القراءة العربية) موضحة انه (مع دخول الاستعمار الاوربي الى الدول العربية ، انتقل لفظ " Civilization" الى القاموس العربي ،وقد حدث اضطراب واضح في المفاهيم لعدموضوح تعريفات ألفاظ (ثقافة، حضارة ومدنية، خاصة مع وجود المفاهيم الثلاثة في اللغة العربية على حين لا يوجد سوى مفهومين في اللغة الانكليزية، مما ادى الى انقسام اتجاهات ترجمة المصلح الى اتجاهين (مدنية وحضارة) ،وفي الفصل الخامس تطرقت المؤلفة الى (مميزات المدينة) فيما كان الفصل السادس مخصصا لـ (الحياة في المدن) وشرحت (نشأة المدن ونموها) القديمة منها والحديثة ، والعوامل في نشأتها ونموها ، ومشاكل المدن الجديدة ، وتناولت تصنيف مواقع المدن التي منها تقع على ملتقى الطرق او الموانيء او المنجمية ، كما شرحت وظائف المدن &وقالت انها تتمثل في اهم الانشطة التي يمارسها سكانها ، وفي الفصل السابع تناولت (التكنولوحيا والمدينة) معرفة اياها بانها المدينة الرقمية او الايكولوجية اذ تعتمد خدماتها على البنية التحية لتكنولوجيا &المعلومات والاتصالات ،موضحة تأثير هذه المدن على البيئة والمياه والكهرباء والطاقة، وفي الفصل الثامن تناولت (المدن المتميزة في العالم) مثلما مرت على (التجربة الاماراتية) وذهبت الى التعريف بـ (أنظف عشر مدن في العالم لسنة 2017 )، وفي الفصل التاسع تطرقت الى (التجديد والحفاظ الحضري للمدن) &ووصلت فيه الى (كيفية تحقيق الحياة الافضل في المدينة العراقية)، واخر الفصول (العاشر) توقفت المؤلفة عند (مفهوم التجديد الحضري) بدأت من (تاريخ حركة التجديد الحضري) مرورا بـ (تجديد البنية المادية للمدينة القديمة) وصولا الى (الجوانب المعرفية لسياسة الحفاظ) وانتهت بـ (التجارب العالمية في الحفاظ) مؤكدة ان (الارث الحضاري لا يقيم بثمن سواء كان ماديا او معنويا لانه يعبر عن تاريخ الامة بما فيه من ذكريات حلوة ومرة وما فيه من ايجابيات وسلبيات لانها اشياء معنوية نقشت في ذاكرة البلد والسكان الاصليين) .
يمكن القول ان في الكتاب يمثل رحلة متعة في عالم المدن وفيه منفعة كبيرة للقاريء العادي والاكاديمي ، لان فيه الكثير من المعلومات والافكار مثلما فيه شرح واف للكثير من التفاصيل التي تهتم بالمدينة ،وقد ذهبت المؤلفة بعيدا في التاريخ والتراث واستنطقت كل ما المدن من مميزات وصفات وحكايات لتطورها .
والمؤلفة الدكتورة خلود السالم ، حاصلة على ماجساير تخطيط حضري واقليمي – تخطيط مدن من معهد الخطيط الحضري والاقليمي للدراسات العليا / جامعة بغداد، و دكتوراه فلسفة تخطيط حضري واقليمي ،تخطيط مدن اسلامية من المعهد ذاته ، وانجزت 23 بحثا اكاديميا يختص في العلوم التخطيطية والعلمية والتراث ونشرت 9 بحوث في مجلات عالمية ذات رقم معياري عالمي ، ولها كتاب يعنوان (تكنلوجيا المعلومات – الحكومة الالكترونية وانعكاستها على المدينة) عن دار الكتب العلمية – بيروت عام 2014 ,
&