حين خططت شارلوت بينغهام لمستقبلها، كانت تريد أن تصبح روائية، لكن والدها كان يرسم لها مستقبلًا مختلفًا: جندها جاسوسة في الاستخبارات البريطانية. في كتابها "جواسيس ونجوم"، تروي قصتها المشوقة.

في كتابها الجديد "جواسيس ونجوم: أم آي 5، عالم الفن، وأنا" Spies and Stars: MI5, Showbusiness and Me (272 صفحة، منشورات بلومزبوري)، تكشف شارلوت بينغهام عن تجربتها في العمل ضمن الاستخبارات البريطانية، وتوضح كيف وصلت إلى مهنةٍ لم ترد يومًا ضمن خطتها المستقبلية.&

كانت شارلوت تظن أن والدها، اللورد كلانموريس، يعمل في مجالٍ مملٍ في نظرها، إلى أن استدعاها في احد الأيام إلى مكتبه ليوظفها معه في الشعبة الخامسة في الاستخبارات. فتبين لها فجأةً انه مسؤول عن عمليات تجسس وليس فنانًا كما يدعي. تقول ضاحكةً: "لم يكن أهلي يريدونني أن أصبح كاتبة، فوجد لي والدي عملًا بديلًا".

شاي وكيك

لم تصرّح شارلوت عن المغامرات التي خاضتها في الحرب الباردة حتى العام المنصرم، عندما أصدرت كتابها "الشعبة الخامسة وأنا" &MI5 and Meالذي يروي قصة الفترة التي قضتها جاسوسة في لندن في عام 1960، محاولةً أن تتذكر الرموز السرية كما الشاي والكيك.&

أما تتمة قصتها، فسردتها في كتابها الحالي "سبايز آند ستارز"، حيث ينجح والدها في اقناع صديقها هاري، الممثل الواعد، بالانخراط أيضًا في المجموعة والعمل متخفيًا. كذلك في سياق الحوادث، يعلن هاري أنه شيوعي، ما يثير سخط أصدقاء شارلوت الارستقراطيين. ثم يعمل مع شارلوت في التجسس على الاتحاد السوفياتي.&

حوادث حقيقية... ولكن!

بين الواقع والخيال، تختلط الحوادث لتنسج لنا الكاتبة قصةً اضطرّت أن تعرضها على الاستخبارات لتوافق عليها قبل نشرها. فاستنادًا إلى تصريح شارلوت، القسم الأكبر من حوادث القصة واقعي، باستثناء الشق المتعلّق بهاري الممثل.

فهاري التي تخبر عنه في القصة، والذي كان له علاقة بالاتحاد السوفياتي، هو في الحياة الواقعيةممثّل صديق لها. اما زوجها في الحياة الواقعية فهو تيرانس بريدي. وتضيف أن ما قام به الممثل الصديق كان غاية في الشجاعة، لأنه اضطر إلى أن يقنع عائلته بأنه شيوعي، وذلك يتطلّب مجهودًا كبيرًا ليبدو تصرفه طبيعيًا أمامهم.&

إذا كانت حياة شارلوت في بعض الأماكن من القصة، تبدو قريبة من المسرحية الهزلية، فلا عجب في ذلك، إذ إن شارلوت خاضت تجربة ناجحة في هذا الإطار عندما عملت مع زوجها على كتابة نصوص بعض أشهر العروض التلفزيونية الكوميدية في عام 1970.

عودة إلى الكتابة&

تجري الكتابة في عروقها، إذ إن والدتها مادلين ماري آبل كانت كاتبة مسرحية. وتروي شارلوت شعورها بالحماس عندما أتت الملكة ماري في أحد الأيام لمشاهدة إحدى المسرحيات التي كتبتها والدتها بعد الحرب، خصوصًا أن الملكة ضحكت خلال العرض. اما والدها كلانموريس، فهو بدوره، عندما توقف عن العمل في الاستخبارات، انطلق إلى كتابة القصص المشوّقة.&

وفي عام 1990، أكّد جون لو كاري أن كلان موريس كان مصدر الإلهام لشخصية عميل الاستخبارات جورج سمايلي الذي كان بطل رواياته "تنكر"، "تيلور"، "سولدجير" و"سباي".&

في كتابها "جواسيس ونجوم"، تصف شارلوت قرية كنغستون كمكانٍ هادىءٍ وآمنٍ جدًا. كما تتطرّق إلى البساطة في اللباس التي بقيت سائدة في هذا المكان بعيد انتهاء الحرب.&

حياة زوجية ناجحة

التقت شارلوت زوجها ترينس عندما كانت في الثامنة عشرة، وتقول إنها تشاركت معه حياةً ممتعةً استمرّت 52 عامًا قبل أن يأخذه المرض في عام 2016.&

تقول شارلوت إنهما بالكاد كانا يفترقان، وكانا يتشاركان انشطة مشتركة كركوب الجياد والكتابة. اما ترنس فاستطاع أن يبني حياة مهنية ناجحة في التمثيل، كما كان يكتب في القسم المخصص للمطبخ في الصحيفة المحلية. وكان يغني ويعزف الموسيقى. وكتبا معًا قصصًا كوميديةً ونصوصًا لمسلسلاتٍ تلفزيونيةٍ. وعندما كان على فراش الموت، أوصاها أن تبقى قويةً وان تستمر في الكتابة.&

أعدّت "إيلاف" هذا التقرير عن "تلغراف". الأصل منشور على الرابط:&

https://premium.telegraph.co.uk/newsletter/article2/i-thought-my-father-had-a-boring-office-job-then-he-recruited-me-to-mi5/?WT.mc_id=e_DM962033&WT.tsrc=email&etype=Edi_Edi_New_Reg&utm_source=email&utm_medium=Edi_Edi_New_Reg_2019_03_07&utm_campaign=DM962033
&